بينما كان عدة صحفيين فلسطينيين يغطون أعمال العنف في المسجد الأقصى اعتدت قوات الشرطة الإسرائيلية عليهم واعتقلتهم، وفقا لما ذكره شهود وصحفيون لصحيفة "العربي الجديد". وقد شهد المسجد الأقصى تصعيدا كبيرا منذ الأسبوع الماضى حيث اقتحم المئات من المستوطنين الإسرائيليين الموقع تحت حماية الشرطة الإسرائيلية بينما حاول المصلون الفلسطينيون منعهم. وفي الوقت الذي سارع فيه الصحفيون والمصورون الفلسطينيون إلى توثيق هجمات الشرطة الإسرائيلية على الشباب الفلسطينيين، يقول العديد منهم إنهم "تعرضوا للاعتداء المتعمد" من قبل قوات الأمن الإسرائيلية "لمنع أي توثيق لجرائم [إسرائيل] ضد المصلين الفلسطينيين". وقال صحفي فلسطيني إن "التقاط الصور وتسجيلات الفيديو للهجمات الإسرائيلية يرقى إلى فضح الممارسات غير الإنسانية للقوات الإسرائيلية". وأضاف "أن مهمتنا هي توثيق الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون وقوات الاحتلال مثل ملاحقة المصلين وإطلاق الرصاص الحي أو المطاطي عليهم وقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لإفراغ المسجد وإفساح الطريق للمستوطنين للاحتفال بعيد الفصح اليهودي". وفي إحدى الحالات التي تم توثيقها بالفيديو وتم تبادلها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ضربت الشرطة الإسرائيلية رامي الخطيب البالغ من العمر 43 عاما، وهو مصور يعمل لدى وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية في القدس عندما سئل بصوت عال: "لماذا تضربني؟" وعلى الرغم من أسئلته، واصل ضباط الشرطة الإسرائيليون ضرب قدميه ويديه وظهره بهراواتهم وهو متمسك بكاميرته. وأدى الهجوم إلى كسر كاميرا الخطيب ويده اليمنى. وأخبر الخطيب الصحيفة بأنه غالبا ما يعمل في مجمع الأقصى وأنه معروف لدى الشرطة الإسرائيلية في المنطقة. ويقول إن الحادث وقع في اللحظة التي أعلن فيها بطاقته الصحفية ويدعي أن الهجوم الذي قامت به الشرطة الإسرائيلية كان متعمدا، لأن قائد الفرقة في القوات الخاصة كان قد عرف هويته الصحفية، ولكنه استمر في ضربه. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الخطيب للاعتداء من جانب قوات الأمن الإسرائيلية، وقد سبق أن اعتقل واستجوب بسبب عمله. #Palestina | Saksikan bagaimana tentara Israel secara brutal menyerang jurnalis foto Palestina Rami Al Khatib di halaman Masjid Al-Aqsha, pagi ini. pic.twitter.com/AHfmumfIJo — M Rizki Fauzi (@muhammad93rr) April 15, 2022 لكن الخطيب يقول إن اعتداءات القوات الإسرائيلية لم توقفه عن العودة إلى عمله، مؤكدا أهمية توثيق الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. وأضاف: "وخلال هذه المواجهات، تقوم الشرطة الإسرائيلية بمصادرة كاميرات الصحفيين وهواتفهم بشكل متعمد، بالإضافة إلى ملاحقتهم واعتقالهم"، مشيرا إلى أن "هناك هجوما شرسا على النشطاء والمصورين". الخطيب ليس الصحافي الوحيد الذي قام بتوثيق لحظة تعرضه للاعتداء. كما تعرضت نسرين سالم، وهي صحفية فلسطينية من القدس، لسوء المعاملة من جانب قوات الشرطة الإسرائيلية. وسالم مراسلة موقع القدس الإخباري الذي ينقل الأحداث في القدس والأقصى ويحاول فضح "ممارسات الاحتلال العنصرية ضد المصلين المسلمين في القدس عموما". وقد أطلق ضابط شرطة إسرائيلي عليها مؤخرا رصاصة مطاطية في رأسها، رغم أنها كانت ترتدي ملابس واقية، وبدت بطاقتها الصحفية معلقة من عنقها. وقالت لمجلة "ذي نيو أراب": "هويتي معروفة لدى الشرطة الإسرائيلية، لكنها تعمدت استهدافي أنا وجميع الصحافيين في المكان". وقالت إن "الشرطة الإسرائيلية تتعمد ملاحقة الصحافيين الذين يعملون في المواقع. حياتهم في خطر. وتدعي أن أحد أسباب هذه الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية هو اعتقادها بأن الصحفيين الفلسطينيين يروجون "للإرهاب الفلسطيني". إلا أن سالم أكدت أنه رغم هذه الاعتداءات من قبل قوات الأمن الإسرائيلية "فإن [الصحفيين] يعودون بسرعة لتغطية الأحداث، سواء بعد الإفراج عنهم مباشرة أو بعد تصليح كسور في المستشفيات". وترى نسرين سالم أن ما يحفز هؤلاء الصحافيين هو أن الأمر "ليس مجرد وظيفة، بل أهمية كشف كيف أن محتلا ينتهك حرمة المسجد الأقصى". "كنت ماسكة بلفوني بوثق الاقتحام وعلى الرغم من إنه الشرطي شاف معي بس هاتفي هجم علي.."الناشطة المقدسية آلاء الصوص أصيبت جراء اعتداء قوات الاحتلال عليها أثناء تغطيتها قمع المعتكفين في المسجد الأقصى اليوم pic.twitter.com/474mgHioQ0 — AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 15, 2022 من جانبه، ندد الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، باعتداءات الاحتلال على الصحفيين الذين يحاولون توثيق «جرائم الاحتلال ضد المصلين». وقال: «كل يوم، يقتحم أكثر من 600 مستوطن، في مجموعات، المسجد الأقصى من بوابة المغربة، أحد أبواب المسجد، ويقومون بجولات استفزازية ويؤدون الصلاة والطقوس الدينية للاحتفال بالفصح اليهودي». العرب الجدد. منذ اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ يوم الجمعة الماضي في 15 أبريل ومن المقرر أن ينتهي يوم الخميس في 21 أبريل، غالبًا ما دخل المستوطنون الإسرائيليون المدعومون من قوات الأمن الإسرائيلية المجمع. وخلال الأيام الماضية، أسفرت هذه الأعمال العدائية التي قام بها المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية عن إصابة أكثر من 200 فلسطيني واعتقال 300 فلسطيني، أُطلق سراح معظمهم. ولم يتم حتى الآن تأكيد العدد الإجمالي للصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات إسرائيلية.