واصلت البورصة المصرية تراجعها وتحقيق خسائر كبيرة ، وأنهت تعاملات اليوم على تباين بأداء المؤشرات، حيث تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة وصلت إلى 0.91%، وتعاني البورصة المصرية من تراجع بالسيولة، واضطرت بعض الشركات والمساهمين إلى بيع الأسهم بثمن بخس. خبراء سوق المال من جانبهم أرجعوا كثرة عروض البيع بأقل من أسعار الأسهم إلى الهبوط المستمر في البورصة وضعف قيم التداول ، حيث وصلت أسعار أسهم الشركات إلى مستويات متدنية لا تعكس حقيقة قيم أصولها ووضعها المالي، ما يعتبر فرصة سانحة أمام المستثمرين الذين يمتلكون سيولة مالية لشرائها. كانت مؤشرات البورصة المصرية قد تباينت في ختام التعاملات، وخسر رأس المال السوقي 401 مليون جنيه ليغلق عند مستوى 684.376 مليار جنيه فيما تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30" بنسبة 0.91%، ليغلق عند مستوى 10626 نقطة، وصعد مؤشر "إيجي إكس 50" بنسبة 0.54% ليغلق عند مستوى 1801 نقطة، وانخفض مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 0.34% ليغلق عند مستوى 12971 نقطة، ونزل مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بنسبة 0.92% ليغلق عند مستوى 4270 نقطة. فيما ارتفع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 1.89% ليغلق عند مستوى 1727 نقطة، وصعد مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" بنسبة 1.3% ليغلق عند مستوى 2652 نقطة. وكان أداء مؤشرات البورصة قد تراجع في مستهل جلسة تعاملات اليوم الثلاثاء بصورة جماعية، وتراجعت القيمة السوقية للأسهم 3.5 مليار جنيه، ووصلت إلى مستوى 681.283 مليار جنيه. تراجع مؤشر إيجي إكس 30 الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة بنسبة 1.22% ليصل إلى مستوى 10593 نقطة وهبط مؤشر إيجي إكس 70 الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.3%، كما خسر مؤشر إيجي إكس 100، الأوسع نطاقا، الذي يضم الشركات المكونة لمؤشري إيجي إكس 30 وإيجي إكس 70 بنسبة 0.42%.
شركة دومتي هذه التراجعات دفعت عائلة "الدماطي" ممثلة في الأخوين عمر ومحمد الدماطي وهم أعضاء في مجلس إدارة شركة دومتي للصناعات الغذائية حاليا، ولهم حصة تقدر ب 28% في الشركة ، بعد 6 سنوات من بيع حصتهم بشركة دومتي إلى التقدم بعرض شرائها مرة أخرى بسعر أقل 50% للسهم الواحد، ما يضمن تحقيق مكاسب هائلة لهم، وخسائر فادحة للمستثمرين الذين اكتتبوا في السهم. وأعلنت شركة دومتي للصناعات الغذائية في بيان لها اليوم، أنها تلقت عرض شراء غير ملزم من قبل شركة Expedition investment؛ للاستحواذ حتى 90% من أسهمها بقيمة 5 جنيهات للسهم الواحد. هذا العرض أثار دهشة المراقبين ليس لتدني السعر المقدم وعدم تماشيه مع حجم شركة مثل دومتي، ولكن لأن الشركة المقدمة للعرض ضمت في هيكل ملكيتها عائلة الدماطي المؤسسة ل" دومتي" والتي باعت 65% من حصتها بالشركة في عام 2016، وتحاول استعادتها بسعر أقل 45% عن سعر البيع، رغم الزخم الذي اكتسبته الشركة طوال 6 سنوات، والذي بات واضحا في تحسن معدلات الربحية، وطرح منتجات جديدة عززت نمو مبيعاتها بالسوق المحلي. ووصلت معدلات ربحية دومتي في 2019 و2020 إلى 156.2 مليون و157 مليون جنيه على الترتيب، وقفزت مبيعاتها إلى 3.3 مليار جنيه في عام 2021 وهي مستويات قياسية لم تصل لها من قبل. خبراء أسواق المال وصفوا سعر العرض المقدم من تحالف إكسبدشن للاستثمار بأنه "بخس" مقارنة بالقيمة الحقيقية لأسهم دومتي وأدائها المالي، ويحقق مكاسب هائلة لعائلة الدماطي وحدهم. وقالوا إن "الشركة المقدمة لعرض الاستحواذ غير معروف هيكل ملكيتها ، وأنها تأسست وفقا لقوانين دولة موريشيوس".
القيمة العادلة من جانبه قدر بنك الاستثمار بلتون المالية القابضة، سعر القيمة العادلة لسهم دومتي عند 7 جنيهات أي بزيادة 40% عن السعر المقدم وسبق أن قدرته في عام 2021 عند 10 جنيهات. وكشفت وحدة بحوث بنك الاستثمار "نعيم" أن العرض المقدم للاستحواذ على "دومتي" يتضمن خصما كبيرا لمضاعفات الأغذية والمشروبات الطبيعية في الأسواق الناشئة، موضحة أن السعر الإرشادي للعرض يُقدر السهم عند مضاعف قيمة المنشأة للمبيعات (EV/S) بمقدار 0.64 مرة، ومضاعف قيمة المنشأة للربحية قبل الاستقطاعات عند 8.6 مرة، ومضاعف ربحية 19.5 مرة. وقالت إن "الرقابة المالية تشترط قبل إتمام عرض الاستحواذ، إجراء فحص نافي للجهالة للشركة وإعداد دراسة للقيم العادلة للسهم، قبل موافقة الجمعية العامة على العرض في محاولة لحماية المستثمرين خاصة الأفراد من تكبد خسائر من العروض التي تبخس أسعار الأسهم".
عائلة الدماطي وقالت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال، إن "عائلة الدماطي استغلت التردي الذي حدث في سوق الأوراق المالية خلال الفترة الماضية، وتحاول الاستحواذ على حصة حاكمة في دومتي لعلمها أن السعر السوقي حاليا لا يعكس القيمة العادلة لها ، ما يضمن لهم تحقيق مزيد من الأرباح في حال شرائها بالعسر الحالي على المدى الزمني الطويل". وأضافت حنان رمسيس في تصريحات صحفية ، دومتي شركة أمامها فرص للنمو وتحقيق مزيد من الأرباح في السوق المحلي وأسواق خارجية، وإلا لما فكرت عائلة الدماطي في الاستحواذ عليها من الأساس. وأوضحت أنه لو أن سعر السهم السوقي للشركة كان قد وصل إلى مستويات أعلى من 10 جنيهات لما فكرت عائلة الدماطي في تقديم عرض استحواذ، لكنهم يدركون أن السعر الحالي متدني وفرصة للثراء من جديد بعد الاكتتاب الأول.
تراجع السيولة وقال محمد عبد الهادي خبير أسواق المال إن "الأسباب الرئيسيه لانخفاض المؤشرات وانخفاض السيوله والتي دفعت إلى ظهور مثل هذه العروض تتمثل في: 1- عدم وجود محفزات أساسية خاصة السيولة أو ضخ دعم مادي بالبورصة. 2- صدور شهادة ال 18% والتي سحبت جزءا من سيولة السوق ، حيث قُدرت حصيلتها بأكثر من 500 مليار جنيه. 3- خروج استثمارات أجنبية من محافظ استثمارية من البورصات الناشئة، وكذلك البورصة المصرية خاصة مع تداعيات الغموض في الحرب الروسية الأوكرانية. 4- بيع المارجن في البورصة نتيجة لانخفاضات متتالية، مما ضغط على الشركات بالبيع لتصفية تتجاوز المحافظ. 5- تحول السيولة من البورصة المصرية إلى البورصات العربية الأكثر جاذبية للاستثمار مع كثرة إدراج شركات أو قطاعات جديدة، مثل بورصة دبي التي طرحت شركة ( ديوا) شركة كهرباء ومياه دبي ومن قبلها شركة أرامكو السعودية.