في الأشهر ال 18 الماضية حدثت خمسة انقلابات عسكرية في 5 دول إفريقية، كان آخرها بوركينا فاسو خلال الأيام الماضية، وأنباء عن انقلاب آخر في غينيا بيساو. والبداية كانت في مالي ثم تشاد ثم محاولة انقلاب فاشلة في النيجر ثم انقلاب غينيا ثم السودان، وبات في إفريقيا الآن أكثر من 114 مليون شخص يحكمهم العسكر بالانقلابات. واعتُقل رئيس بوركينا فاسو في معسكر للجيش، القائد بول هنري صاندوغو الرئيس الانتقالي الجديد للبلاد بعدما قاد انقلابا الاثنين 24 يناير، على رئيس بوركينا فاسو روك كابوري في معسكر للجيش بعد إطلاق نار كثيف على منزله مساء أمس. وأشار مراقبون إلى أنه تجري الآن محاولة انقلابية في النيجر، حيث قام الجيش باعتقال الرئيس المنتخب محمد بازوم . وقال مراقبون إن "الانقلاب العسكري الجديد في بوركينا فاسو، هو خامس انقلاب في القارة خلال عام واحد ، وأن عودة الانقلابات إلى أفريقيا من جديد، لا يمكن أن تأتي بدون ضوء أخضر وغطاء أوربي، حيث إن أوروبا تدرك أن الديمقراطية ستضر بمصالحها، وتجبرها على إيقاف سياسة المصالح والتلاعب بملف حقوق الإنسان. وتدرجت انقلابات عسكر إفريقيا، من مالي ثم غينيا، وبوركينا فاسو واليوم النيجر وكان القاسم المشترك بين هذه الانقلابات، أنها جميعا جاءت من الرتب الصغيرة واستجابت لها شعوب هذه الدول، وكلها حدثت لوقف التدخل الروسي الفرنسي في شؤون هذه الدول وشعوبها. تدريب أمريكي وذكر موقع (ذي إنترسبت)، الذي يُغطي الأمن القومي والسياسة الخارجية، مقالا حول الضباط الأفارقة الذين تدربوا في الولاياتالمتحدة، ثم عادوا إلى بلدانهم لينقبلوا على حكوماتهم المدنية، وأشار إلى أن جنرال انقلاب "بوركينا فاسو" الأخير الضابط داميبا، جندي مدرب تدريبا عاليا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الجيش الأميركي، الذي يتمتع بسجل طويل في تدريب الجنود الأفارقة الذين يواصلون تنظيم الانقلابات، واتضح أن داميبا شارك في ما لا يقل عن ست مناورات أميركية، وفقا للقيادة الأميركية في إفريقيا (إفريكوم). وأضاف الموقع أنه منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نشرت الولاياتالمتحدة؛ بانتظام، فرقا صغيرة من الكوماندوز؛ لتقديم المشورة والمساعدة ومرافقة القوات المحلية، حتى في المعركة، كما قدمت الأسلحة والمعدات والطائرات، وعرضت عديدا من أشكال التدريب، بما في ذلك تدريب (فلينتلوك)، الذي تُجريه قيادة العمليات الخاصة في إفريقيا، ويُركز على تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب لدول غرب إفريقيا، بما في ذلك بوركينا فاسو وغينياوماليوموريتانياوالنيجر ونيجيريا والسنغال. ماذا تقدم أمريكا؟ وطرح الموقع تساؤلا من "لورين وودز"، مديرة مراقبة المساعدة الأمنية، وهو برنامج تابع لمركز السياسة الدولية قالت "عندما تُعطي الولاياتالمتحدة الأولوية للتدريب التكتيكي، فإننا نتجاهل الأهداف الطويلة المدى التي يمكن أن تُوجِد حكومات أكثر استقرارا؛ إننا بحاجة إلى مزيد من الشفافية والنقاش العام حول التدريب العسكري الأجنبي الذي نُقدمه، كما أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل بكثير فيما يتعلق بالتفكير في المخاطر الطويلة المدى؛ بما في ذلك الانقلابات والانتهاكات التي تقوم بها القوات التي نُدربها".
التدخل في غينيا وأشار الموقع إلى أنه في الصيف الماضي، وصلت قوات القبعات الخضراء الأميركية إلى غينيا؛ لتدريب وحدة من القوات الخاصة يقودها؛ الكولونيل "مامادي دومبويا"، وهو ضابط خدم أيضا في الفيلق الأجنبي الفرنسي، وتُركز تدريبه وآخرين على تكتيكات الوحدات الصغيرة، والرعاية التكتيكية لضحايا القتال، وقانون النزاعات المسلحة لاقتحام القصر الرئاسي، وإقالة رئيس البلاد؛ البالغ من العمر ألفا كوندي، 83 عاما؛ وفي الحال أعلن دومبويا نفسه الزعيم الجديد لغينيا، وأنهت الولاياتالمتحدة التدريبات.
الوضع في مالي وأضاف أنه في عام 2020، ترأس الكولونيل "أسيمي غويتا"؛ الطغمة العسكرية التي أطاحت بحكومة مالي، وعمل غويتا مع قوات العمليات الخاصة الأميركية لسنوات، وشارك في تدريبات فلينتلوك، وحضر ندوة جامعية عن العمليات الخاصة المشتركة في قاعدة ماكديل الجوية؛ في فلوريدا؛ يقول اللفتنانت كولونيل أنطون تي سيميلروث، المتحدث باسم البنتاغون، في ذلك الوقت "عمل التمرد في مالي؛ مُدان بشدة ويتعارض مع التدريب والتعليم العسكري الأميركي". وبعد الانقلاب، تنحى غويتا عن منصبه، وتولى منصب نائب الرئيس في حكومة انتقالية مكلفة بإعادة مالي إلى الحكم المدني، لكن بعد تسعة أشهر، استولى على السلطة مرة أخرى في انقلابه الثاني. انقلاب موريتانيا وأضافت مجلة ستارز آند سترايبس الأميركية العسكرية؛ أن الجنرال محمد ولد عبدالعزيز، قاد انقلابا ضد رئيس موريتانيا المنتخب ، وعمل مع القوات الأميركية التي تتدرب في الدولة الإفريقية، وأُلقِي القبض على عبدالعزيز واتهامه بالفساد بعد حكم استمر عشر سنوات، وأُفرِج عنه مؤخرا بكفالة بسبب اعتلال صحته. انقلاب مصر ونوهت المجلة إلى أن الانقلابيين الذين دربتهم الولاياتالمتحدة لا يقتصرون على غرب إفريقيا، فقبل أن ينقلب عبدالفتاح السيسي، على أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، د.محمد مرسي، كان قد خضع لتدريب عسكري في فورت بينينج، جورجيا، في عام 1981، وتلقى تعليما متقدما في الكلية الحربية للجيش الأميركي؛ في عام 2006. وألقت دراسة أجرتها مؤسسة (راند) للأبحاث العسكرية؛ عام 2018، بظلال من الشك على فكرة أن التدريب العسكري الأميركي يولد انقلابيين. وفقا للدراسة، التي كُتبت لمكتب وزير الدفاع ولاحظت أنه في فترة ما بعد الحرب الباردة ، هناك أدلة محدودة على أن المساعدات الأمنية الشاملة التي تُقاس بالدولار ترتبط بالنزوع إلى الانقلاب في إفريقيا". وقبل عام واحد توصلت دراسة أجراها غوناثان كافيرلي؛ من الكلية الحربية البحرية الأميركية، وجيسي سافاغ من كلية ترينيتي كوليدج؛ بدبلن، ونشرت في جورنال أوف بيس ريسيرش، اعتمدت على تحليل البيانات من عام 1970 إلى عام 2009 إلى وجود علاقة قوية بين تدريب الولاياتالمتحدة للجيوش الأجنبية ومحاولات الانقلاب المدعومة من الجيش، على الرغم من أن المؤلفين قصرا تحليلهما على البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري؛ الذي يُركز صراحة على تعزيز معايير السيطرة المدنية، بحسب ما يختم الكاتب.