أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 6 يونيو 2021، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية سوف يرأس وفدا رفيعا من قيادات الحركة إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، بدعوة من السلطات المصرية، دون تحديد موعد. وقال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم "حماس"، إن زيارة وفد الحركة تأتي استكمالا لمناقشة ما تم طرحه خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لغزة الأسبوع الماضي. لافتا إلى أنه ستتم "مناقشة عدد من القضايا الفلسطينية من بينها العلاقات الثنائية بين مصر وحماس"، دون تفاصيل أكثر. وكان اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، أجرى الأسبوع الماضي جولة ضمت القدس ورام الله وغزة، حيث التقى برئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ولفيف من قادة الكيان الصهيوني حيث بدا عباس كامل يضحك مسرورا بالحفاوة التي قوبل بها في تل أبيب. كما التقى محمود عباس أبو مازن ولفيف من قادة السلطة الفلسطينية لبحث لإخبار السلطة أن الولاياتالمتحدة ترى ضرورة أن تشرف السلطة على عملية إعمار غزة في أعقاب العدوان الإسرائيلي. كما التقى في غزة بيحيى السنوار، رئيس الحركة في القطاع ولفيف من قادة مكتبها السياسي لبحث تثبت وقف إطلاق النار وملف تبادل الأسرى وإعمار القطاع. وفي أعقاب لقائه بعباس كامل الأسبوع الماضي، أوضح رئيس "حماس" في غزة، يحيى السنوار، أنه ناقش مع الوفد المصري تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار (مع إسرائيل)، وكبح العدوان على الشعب الفلسطيني. كما أكد السنوار أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، مبدياً استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ذلك. وتحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية. وكان هنية، قد صرّح مؤخرا، في مقابلة مع فضائية الجزيرة القطرية، بأنه سيبحث خلال زيارته إلى القاهرة (لم يحدد تاريخا لها) عدة ملفات تتعلق ب"تثبيت التهدئة، وإعادة إعمار غزة، والوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني". وأشار المتحدث باسم حماس حازم قاسم إلى أن "هنية سيبحث في مصر عددا من الملفات التي لها علاقة بآخر المستجدات في غزة، وبعضها مرتبط بالعلاقة الثنائية بين الطرفين"، موضحا أن الملف الأول، الذي سيطرح على الطاولة، مرتبط ب"لجم العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة، والشعب الفلسطيني عموما، وتثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وإسرائيل". أما الملف الثاني، بحسب قاسم، فهو مرتبط ب"إعادة إعمار غزة بعد الحرب الأخيرة"، متابعا: "سيتم بحث دور مصر في هذه المسألة"، مشيرا إلى أن البحث سيشمل ملفا حول "دور مصر في إلزام الاحتلال بنزع الصواعق التي تسببت بانفجار التصعيد الأخير في غزة". في حين تمثل الملف الرابع في مناقشة قضايا ثنائية بين حركة حماس ومصر، وأخرى متعلقة بعموم الحالة الفلسطينية، طبقا لما أورده قاسم. وأسفر العدوان الإسرائيلي الأخير على القدس والضفة وغزة وفلسطينيني الداخل المحتل عن 289 شهيدا بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة". في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيليا بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلا عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة. وبدأت الأزمة الأخيرة في 13 أبريل 2021م، إثر اعتداءات "وحشية" ارتكبتها شرطة الاحتلال وقطعان المستوطنين في القدس، خاصة منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين. واحتلت إسرائيل القدس حيث يقع المسجد الأقصى بعد انتصارها الكبير في يونيو 1967م وضمت القدس بأكملها سنة 1980م في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، لكن الولاياتالمتحدة الأميركية اعترفت بالقدسالمحتلة عاصمة للاحتلال في عهد الرئيس المتطرف دونالد ترامب سنة 2018م.