رغم فشل المفاوضات طوال عشر سنوات في حل أزمة سد النهضة التيلتى تهدد بحرمان مصر من حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل؛ إلا أن نظام الانقلاب الذي لا ينشغل بالقضية وما تمثله من خطورة على الأمن القومى للبلاد ويعول على أن توافق إثيوبيا في النهاية على توقيع اتفاق لتشغيل وإدارة السد ويعتمد على الدعم الخارجي لحل الأزمة سواء من الأمريكان أو الإمارات والسعودية أو حتى من الصهاينة وهى دول تعمل من أجل مصالحها وتمارس الخداع والمساومات. فشل إدارة الأزمة مسار المفاوضات كشف عن جهل العسكر وعدم إجادتهم استخدام الدبلوماسية أو القدرة على ممارسة ضغوط على أديس ابابا رغم أن الظروف الحالية في الداخل الإثيوبى تسمح بلعب دور يمكن أن يخضع الإثيوبيين ويوقف تعنتهم ويلزمهم بالاتفاقات التاريخية لكن نظام السيسي الانقلابى لا يهتم إلا باستمرار عصابة العسكر ونهب المصريين أما الدفاع عن حقوقهم فهذا بعيد عن تفكيرهم، ويتجاهل إعلان إثيوبيا أنها ستنتهي من المرحلة الثانية لملء السد خلال يونيو المقبل وبذلك تكون قد نجحت في فرض إرادتها على دولتي المصب ولن تدخل أي مفاوضات لأن كل أهدافها تحققت. موسم الأمطار كان "ماركوس تيكلي" السفير الإثيوبي بالقاهرة قال إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة قبل موسم الأمطار المقبل، لافتا إلى أن المفاوضات توقفت مجددا الشهر الماضي بعد انسحاب السودان. وأضاف السفير الإثيوبي، في تصريحات صحفية، أن المباحثت تعثرت بسبب الخلافات حول الجدول الزمني لملء وتشغيل السد، مؤكدا أن إثيوبيا ستحتجز المياه للمرة الثانية لملء خزان السد. وكشف أن إثيوبيا احتجزت نحو 6 % فقط من المياه العام الماضي، لافتا إلى أنها تحتجز المياه فقط، وستواصل احتجاز المياه العام المقبل. توليد الكهرباء وبينما أعرب السفير الأثيوبي عن أمله في التوصل لاتفاق خلال الأشهر الستة المقبلة، أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها تنتوي توليد الكهرباء من سد النهضة في يونيو 2021. وتناقلت أنباء منذ أيام قليلة عن فتح البوابات الأربع في الجناح الأيمن لسد النهضة، تمهيدا لتجفيف قمة الممر الأوسط والبدء في تعليته 30 م ليصل إلى منسوب 595 م وتخزين إجمالى 18 مليار م3 فى الصيف المقبل. مفاوضات فاشلة في المقابل اعترف الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة بفشل مفاوضات سد النهضة طوال السنوات الماضية في التوصل إلى حل بسبب التعنت الإثيوبي مؤكدا أن الاتحاد الإفريقي فشل في إحداث تغيير بالموقف وتقديم حلول وتوافق بين الدول الثلاث، وذلك في ظل انعدام رغبته فى إيجاد حل ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مع استمرار حالة التعنت والمماطلة الإثيوبية المستمرة. وقال "شراقي" ،في تصريحات صحفية، إن هناك ضرورة ملحة للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي بشأن ما يتعلق بأزمة بناء سد النهضة؛ لأنه من الواضح تماما أن الاتحاد الإفريقي يطلق تصريحات ولا توجد لديه رغبة أو قدرة على الحل، أو القدرة على إلزام إثيوبيا باتفاقية قانونية ملزمة تحافظ على حقوق دولتي المصب مصر والسودان. وحذر من أن السكوت عن الملء الأول بإرادة منفردة من إثيوبيا، قد يعطي إثيوبيا شرعية ضمنية ويجعله سابقة قانونية، كما أنه يعطيها الحق في إتمام عملية الملء الثانى والتغول علي حصص السودان ومصر. الملء الثاني وأكد الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية أن الاتحاد الإفريقي فشل في وقف الملء الأول ولن يستطيع وقف الملء الثاني، مشيرا إلى أن السودان وإثيوبيا توافقان على إعطاء دور أكبر للاتحاد الإفريقي، حيث طالب الاتحاد باعطائه دورا أكبر فى حل الخلافات. واعترف المفتى في تصريحات صحفية، بأن الاتحاد الافريقي فشل في منع إثيوبيا من الملء الأول بإرادتها المنفردة ، وذلك رغم أنه طالبها صراحة بأن لا تفعل، بل إنه لم يتخذ أي موقف حيال الملء الاول غير المشروع حتى الآن. وشدد على أن أكبر مشكلة تقابل الأطراف هي أن تنفذ إثيوبيا الملء الثاني بإرادتها المنفردة كما صرحت. متسائلا: ما الذي يمكن أن يفعله الاتحاد الإفريقي، سوى صرف انتباه السودان ومصر عن تلك الكارثة حتى يتم الملء الثاني، محذرا من أن الملء الثاني يختلف عن الملء الأول، لأنه لو اكتمل فإنه سوف ينهي الأمر، وسوف يمكن إثيوبيا من فرض إرادتها على السودان ومصر، ليس في مجال سد النهضة بل في كل المجالات.