"الورق ورقنا.. والدفاتر دفاترنا".. ملخص ما صرح به رئيس هيئة قناة السويس، الفريق "أسامة ربيع"، بأن إيرادات القناة ارتفعت خلال الأشهر الماضية وبلغت ب3.5 مليار دولار، خلال 8 أشهر فقط (بينها 4 أشهر من عمر أزمة جائحة كورونا). وزعم "ربيع" أن القناة شهدت مرور 12 ألف سفينة، خلال الفترة ذاتها، مشيدا بزيادة حركة السفن في القناة بنسبة تصل إلى 8%، على الرغم من انخفاض حركة الحاويات العالمية بنسبة 11.6%. الحقيقة المخفية وقبل شهرين فقط، أعلن رئيس الهيئة نفسه، عن تراجع إيرادات قناة السويس المصرية، إلى 5.72 مليار دولار، خلال العام المالي الحالى 2020. الغريب أن رئيس هيئة القناة الفريق "أسامة ربيع"، أرجع هذا التراجع في الإيرادات إلى انخفاض حركة التجارة العالمية بنسبة 18.5% خلال الربع الثاني لعام 2020، وتراجع مؤشرات الاقتصاديات العالمية. ولفت إلى أن هذا التراجع في الإيرادات جاءت رغم زيادة أعداد السفن العابرة للقناة بنسبة قدرها 4.5%، حيث عبرت خلال تلك الفترة 19 ألفا و311 سفينة، مقابل عبور 18 ألفا و482 سفينة خلال العام السابق له. وقال "ربيع"، في يونيو الماضي، إن الإيرادات انخفضت بنسبة 9.6% على أساس سنوي، في مايو فحسب، بسبب تأثير جائحة "كورونا" على حركة التجارة العالمية. هروب الخطوط الكبرى وأخفى أسامة ربيع أيضا قيام تحالف "2M" تحويل مسار سفن تابعة له إلى رأس الرجاء الصالح عوضا عن قناة السويس للمرور بين آسيا وأوروبا. ويتكون التحالف من "ميرسك" و"إم إس سي"، أكبر خطين ملاحيين في العالم، وتأتي خطوته بعد قرابة شهر من خطوة مماثلة أقدم عليها خط "CMA- CGM" الفرنسي مطلع إبريل الماضي. وتهدف الخطوط الثلاثة من وراء خطوة تحويل المسار إلى خفض تكاليف التشغيل؛ لأن الإبحار لمسافات أطول (كما في رأس الرجاء الصالح) أصبح أرخص بعد انخفاض أسعار الوقود، بعد احتساب رسوم عبور قناة السويس. وتمثل الخطوط الثلاثة أكثر من 26.5% من إجمالى حجم التجارة العالمية. تخفيضات بلا جدوى الأمر الذى دفع سلطة الانقلاب العسكرى لتخفيض قيمة الرسوم المفروضة على السفن والناقلات العملاقة جراء تراجع عائدات القناة بصورة حادّة خلال الأشهر الماضية والمقبلة، خاصة مع اتخاذ عدد من الخطوط الملاحية إجراءات لتحويل مسار سفنها عن القناة، واستمرار أزمة جائحة كورونا. كانت قناة السويس خفّضت الرسوم للخطوط الملاحية القادمة من أوروبا بنسبة 17% قبل أسابيع، وهي النسبة التي تطالب الخطوط الملاحية بزيادتها مع الحصول على امتيازات أخرى خاصة للسفن القادمة من شرق أوروبا بعدما صارت القناة لا تشكل ميزة كبيرة للخطوط المختلفة. فنكوش السيسى كانت هيئة قناة السويس قد أعلنت أن إيراداتها منذ افتتاح التفريعة الجديدة بلغت 32.44 مليار دولار.. جاء ذلك في تصريح لرئيس الهيئة الفريق "أسامة ربيع"، بمناسبة مرور 5 سنوات على افتتاح تفريعة القناة الجديدة. وعند افتتاح التفريعة الجديدة في أغسطس 2015 خرجت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية بعنوان لافت يقول "هدية مصر إلى العالم.. لا أحد يحتاجها"، متسائلة عما إذا كان العالم بحاجة لهذا المشروع بالفعل. وقال "ربيع" إن "حصة القناة من إجمالي حركة التجارة العالمية تصل إلى 9%، مع استحواذها على 25% من إجمالي حركة البضائع عالميًا. بالنسبة للاقتصاد المصري، فإن جمع الدولة ل64 مليار جنيه من المواطنين في سبتمبر 2014، أدى إلى عمليات سحب كبيرة للودائع من البنوك، ما أثر على السيولة وعلى حجم الودائع بالبنوك التي لم يشملها قرار إصدار الشهادات التي بلغت فقط 4 بنوك مسموح لها. كما أن ميزانية الدولة لم تستفد فعليا من التفريعة الجديدة التي لم تحقق زيادة كبيرة في الإيرادات تعادل ما دفعته الدولة، وما دفعته لأصحاب الشهادات الاستثمارية بدون فوائد كما كانوا يرغبون.