يمثل العاشر من رمضان ذكرى أعظم انتصارات العسكرية المصرية الحديثة في شهر أكتوبر 1973، الذي عبرت فيه القوات المسلحة بمصر وشعبها إلى العزة والكرامة. وتمكّنت مصر في مثل هذا اليوم من عبور قناة السويس- التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم- وتحطيم أكبر ساتر ترابي “خط بارليف” الذي كان جبلا من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كم من بورسعيد شمالا وحتى السويس جنوبا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابي- الذي كانت تفتخر به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته- كان من أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار. وقد اعتبر المؤرخون المعاصرون هذا الحدث أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود . الله أكبر.. سر الانتصار الجندي المصري في حرب (1973) هو نفسه في حرب (1967) من حيث الشكل والمظهر؛ ولكنه يختلف من حيث الباطن والجوهر، فالإنسان يُقاد ويتغير من داخله لا من خارجه، ولا يقود الناس في بلادنا شيء مثل الإيمان بالله عز وجل، ولا يحركهم مثل الجهاد في سبيل الله، فإذا حركته ب(لا إله إلا الله والله أكبر)، خاطبت قلبه ونفسه، وأوقدت جذوته، وحركت وبعثت عزيمته، وهنا لا يقف أمامه شيء، إنه يصنع البطولات، ويتخطى المستحيلات، لأنه باسم الله يتحرك، وعلى الله يتوكل، ومن الله يستمد عونه وانتصاره. أكذوبة الجيش الذى لا يُقهر أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم- العاشر من رمضان (1393ه) السادس من أكتوبر (1973م)- مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل مصري وعربي ومسلم. جندى الجمبري في المقابل، رأى سياسيون وإعلاميون تغيرًا في صورة الجندي الذى قاتل من أجل الوطن والكرامة والعقيدة، إثر الانقلاب العسكري منتصف 2013، بعدما جاء الجندي في المرتبة الأخيرة من الاهتمام وحل محله مشروعات الجيش . رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل قال، فى تصريحات سابقة: إن “هناك صورة شهيرة لأحد الجنود أثناء فترة ما قبل حرب أكتوبر 1973، داخل خندق وهو يقرأ القرآن كانت تعبر هذه الصورة عن الحالة داخل الجيش”. ويعتقد عادل أنه “خلال السنوات الماضية، حدثت تحولات هائلة على هذه الصورة، وأصبحت النظرة لضابط وفرد الجيش تماما كالنظرة إلى ضابط وفرد الشرطة”. فى حين قال الإعلامي هيثم أبو خليل: إن “هناك تحولات للجيش المصري في 47 عاما هجريا”، وقال: “ذكرى انتصارنا في #العاشر_من_رمضان على إسرائيل، تغيرت من جندي مصري يقرأ القرآن في خندقه نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت عام 1969 تحت عنوان (جيش محمد، الذي يريد إغراق اليهود)”، مضيفا أن أي صور بعد ذلك جاءت من الجنود فى زمن الانقلاب بأنهم تجار وتحولوا للبيزنس”. ويشير ناشط آخر إلى أنه “سيظل العاشر من رمضان يُحيي في الوجدان المصري والعربي ذكرى عَطِرة فريدة، وهي الانتصار على الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية، ذكرى انتصار الأبطال مقاتلي حرب أكتوبر ومحطمي خط بارليف، قبل زمان مقاتلي خط الجمبري”.