فى جهات الأرض الأربع يتمدد وباء كورونا، واضعًا المنظومات الصحية فى بلدان العالم أمام اختبار القدرة والكفاءة. فى مصر بلد المائة مليون نسمة، بالرغم من عدم خطورة الوضع حتى الآن، إلا أن الخوف من انهيار المنظومة الصحية يتزايد فى ظل عدم جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية لتوفير أسباب الوقاية. نتحدث عن الكمامات والمعقمات مثلا أبسط هذه الأسباب، هذا ما كشفت عنه تعليقات الأطباء أنفسهم لا تعليقاتنا نحن ولا الشارع؛ ردًا على منشور لعضو نقابة الأطباء منى مينا، عبر "فيس بوك"، ناشدت فيه الطواقم الطبية الإصرار على وضع الكمامات والتمسك بكل تعليمات مكافحة العدوى لحمايتهم من الخطر. بالحديث عن الخطر، تحضر أمام هذه الطواقم واقعة إصابة ممرضة بمستشفى حميات إمبابة قبل أيام، عقب مخالطتها لحالة إيجابية للفيروس، كما تحضر أيضا تصريحات مسئولين فى كثير من المحافظات التى سجلت حالات إصابة، ولا يُعلم تحديدًا حجم من خالطوهم خلال تلك الفترة. مخاوف ترتفع مناسيبها إلى حد الهلع عند الحديث عن احتمال وصول هذا الشبح إلى السجون ومقرات الاحتجاز، التي يتكدس فيها عشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر من علماء وأطباء وكوادر بشرية، كل ذنبهم أنهم عارضوا استبداد النظام العسكري أو حتى خالفوه الرأي. ولسنا هنا بصدد مواقف أو موقف نقارن فيه بين معتقلي الرأي وبين السجناء العاديين المتهمين في قضايا جنائية، في لحظة يعم فيها الوباء لا يجوز هنا التصنيف والفرز على أساس الفروق الطبقية أو الثقافية أو الأيديولوجية أو حتى حجم الاتهامات الموجهة لهذا السجين. لا يستقيم إنسانيا أو أخلاقيا أو قانونيا استثناء أو تمييز فئة على سواها في مواجهة خطر كارثة طبيعية لا تفرق بين البشر ولا تعرف التصنيفات العقيمة، لم يتوصل العلماء بعد إلى أن كورونا يمضي قيلولته مستمعًا لأغنية "احنا شعب وانتو شعب". "أليسوا مصريين؟"، تتساءل الكاتبة مي عزام، وتذكر بنظام أمني وقمعي مماثل في طهران اضطر إلى إطلاق سراح نحو 85 ألف سجين مؤقتا في محاولة احتواء تفشي الفيروس. "هذا وقت الحكمة والرحمة فوق العدل، الرحمة للإنسان كسجين أو سجان"، هذا ما نادت به ليلى سويف ورباب المهدي ومنى سيف في وقفة أمام مقر مجلس الوزراء. وقد أفادت مصادر حقوقية وصحفية متواترة باعتقال أسرة الناشط السياسي المعتقل علاء عبد الفتاح في أثناء تنظيمها وقفة احتجاجية سلمية أمام مجلس النواب، وبالقرب من مجلس الوزراء؛ للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من السجون خوفًا عليهم من فيروس كورونا. يأتي هذا فيما تتواصل الحملة الشعبية لإنقاذ المعتقلين في ظل تزايد احتمالات وصول الوباء إلى السجون، والتي وصلت أصداؤها إلى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لتطالب بنفسها الرئاسة بالتوسع فى الإفراج المشروط عن المحبوسين احتياطيا، وعن كل سجين قضى نصف مدة العقوبة. كما تواصلت عبر مناشدات العديد من الأحزاب السياسية التى طالبت النائب العام عبر بيانات رسمية بالإفراج الرسمي عن كل محبوس احتياطيا لمدة تزيد على أحكام القانون واستبداله بالتدابير والإجراءات الاحترازية والإفراج الفوري عن الحالات الحرجة من المرضى والمسنين. الدكتور أشرف عبد الغفار، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء سابقا، قال إن المعتقلين جزء من الشعب المصري، وهم يشكلون مع سجانيهم من ضباط وأفراد الشرطة وأسرهم بؤرة لنشر وباء كورونا. وأضاف عبد الغفار، في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين"، أن مصلحة السجون تفتقر إلى أبسط قواعد النظافة والتطهير والاهتمام بالحالة الصحية، مضيفا أن الطعام الذي كان يأتيه خلال فترة اعتقاله في عهد مبارك كان ملوثا بالكامل، وكان المعتقلون يرفضون تناوله. وأوضح عبد الغفار أنه عندما انتشر فيروس إنفلونزا الطيور لم تقدم لهم إدارة السجن أي إجراءات احترازية، ولم توفر لهم أي رعاية طبية . وأشار عبد الغفار إلى أن المعتقلين الآن مقبلون على موت محقق، مضيفا أن إيران أفرجت عن 85 ألف سجين وأفرجت الأردن عن 1500 سجين حرصا على الوطن، وقوانين السجون تحتم أنه في حالات الطوارئ والأحداث التي يصعب مواجهتها يجب فتح السجون. د.اشرف عبد الغفار: إذا تركنا المعتقلين بالسجون اذا نحن نصنع بؤرة جديدة لنشر الفيروس د.اشرف عبد الغفار: إذا تركنا المعتقلين بالسجون اذا نحن نصنع بؤرة جديدة لنشر الفيروس والسجون المصرية تفتقر لأبسط قواعد النظافة والتطهير #قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Wednesday, March 18, 2020 بدوره رأى مصطفى عزب، مسئول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن الإفراج عن المعتقلين يهدف إلى إنقاذ الوطن كله، مضيفا أن المعتقلات تمثل بؤرة خصبة لنشر فيروس كورونا في كل ربوع مصر. وطالب عزب سلطات الانقلاب بتقديم مصلحة مصر على أية خلافات سياسية مع المعارضة، لأن كورونا يهدد بإفناء الوطن، لافتا إلى أن الحملة لها هدف إنساني بحت، وجاءت بمشاركة عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء الذين ليس لهم توجه سياسي معين. وأضاف عزب أن العديد من الدول استجابت لحملة "خرجوا المعتقلين"، لكن سلطات الانقلاب تتعنت وترفض الإفراج عنهم، على الرغم من أن نسبة التكدس في سجون الانقلاب وصلت إلى 400% بحسب تصريحات رسمية. مسؤل الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الانسان: الافراج عن المعتقلين دعوات لإنقاذ الوطن ككل مسؤل الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الانسان: الافراج عن المعتقلين دعوات لإنقاذ الوطن ككل .. ليست مسألة سياسة بل هي تتعلق بالبقاء والانسانية#قصة_المساء Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Wednesday, March 18, 2020