قال عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري: إن مصر تواجه الإرهاب في حدودها الغربية مع ليبيا وإن الأشهر المقبلة ستشهد حلاًّ شاملاً للأزمة الليبية. يأتي هذا بعد يومين من تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تدخل مصر ودول أخرى ضد الحكومة الليبية الشرعية وتعهده بدعمها عسكريا إذا طلبت ذلك. حسم عسكري ما طبيعة الحل الذي يتحدث عنه السيسي في ليبيا وما المواجهات التي يخوضها هناك نيابة عن العالم وأين تضع هذه التصريحات الأزمة الليبية وإلى أي حد تدعم ما قاله أردوغان عن تدخل مصر وحلفائها في ليبيا. بالتزامن مع تصريحات عن حسم عسكري وشيك في ليبيا يهدد به اللواء المتقاعد خليفة حفتر جاءت تصريحات عبدالفتاح السيسي عما سماه حلا شاملا سيضع نهاية للأزمة الليبية وذلك في غضون الأشهر المقبلة. وحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، فإن تصريحات السيسي التي شملت أيضا إقراره بدور عسكري قال إن بلاده تقوم به في ليبيا نيابة عن العالم جاءت بعد يومين من تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا إذا طلبت منه حكومتها الشرعية ذلك، موضحًا أن ذلك لن يكون تدخلاً في سياق أزمة داخلية ليبية وإنما مواجهة تعدد المتدخلون فيها لصالح حفتر، وعلى رأسهم مصر والإمارات وروسيا. تبرير دعم حفتر مصر تقاتل على حدودها الغربية مع ليبيا بالنيابة عن العالم" بلهجة يمتزج فيها التبرير بالوعيد يلمح عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري إلى ما يعلمه الجميع، وهو دعمه العسكري للواء المتقاعد خليفة حفتر. وأمام القادة الأفارقة الحاضرين في منتدى إفريقيا للسلام والتنمية تبنَّى السيسي توصيف حليفه حفتر للمشهد في ليبيا واختزله في صراع بين الأخيار الذين ينتمي إليهم والأشرار، وهم من يصفهم هنا بالإرهابيين، ولمن تساءل في قرارة نفسه من الحاضرين ربما عمن فوضه للقتال نيابة عن العالم يقول السيسي إنه تحرك أيضًا؛ لأن ما يحدث في ليبيا يؤثر على أمن بلاده واستقرارها دون تقديم تفاصيل أكثر عن ذلك. للوهلة الأولى بدا السيسي وكأنه في سياق إضفاء شرعية لتدخله في ليبيا باسم مكافحة الإرهاب خاصةً أن تصريحاته تأتي بعد أسابيع قليلة من تنديد الإدارة الأمريكية بهجوم حفتر ومن يدعمه على العاصمة طرابلس ومطالبتها بالتراجع عنه وفي خضمّ حديث عن تقارب بين واشنطن وحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًا. تصعيد عسكري إلا أن الأمر قد لا يقتصر على ذلك فقد كان لافتًا تشديده على أنه سيكون هناك حل وصفه بالشامل في ليبيا وخلال أشهر حل سينهي ما وصفها ببؤرة الإرهاب، كما يقول هل يمهد حديث السيسي لتصعيد عسكري جديد في ليبيا؟ فرضية تبدو الأقرب لواقع ليبي لا يلوح في أفقه أي مشروع لتسوية سياسية قريبة رغم الجهود الألمانية لعقد مؤتمر برلين وما تأجيله مرتين حتى الآن سوى مؤشر على العقبات التي يواجهها. حديث السيسي عن حل قريب يلتقي مع تصريحات قادة في قوات حفتر بأنهم سيدخلون العاصمة طرابلس قبل نهاية العام وقد يعطي تفسيرًا لما أعلنته حكومة الوفاق بشأن إحباطها محاولة نفذتها قوات حفتر متعددة الجنسيات كما وصفتها للهجوم على طرابلس وإعلانها النفير العام في المدينة. وفي هذا السياق تحديدًا يمكن وضع ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تدخل مصر والإمارات وروسيا لدعم حفتر عسكريا في ليبيا وتأكيده استعداد تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا إذا طلبت حكومة الوفاق منه ذلك. تأتي هذه التصريحات التركية أيضًا لتحذر بدورها من أن مشهد اليوم التالي في طرابلس لن يكون وفق ما خطط له حفتر وحلفاؤه.