مخطط التنمية يشمل ربط سيناء بالدلتا ومنطقتين صناعيتين وواديا للتكنولوجيا توطين 3.5 ملايين نسمة وتوفير مليون فرصة عمل يأتى مشروع تنمية سيناء فى مقدمة المشاريع القومية التى أصبح تنفيذها ملحا للحفاظ على الأمن القومى المصرى، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها سيناء من أحداث رفح والهجوم الإجرامى على جنود القوات المسلحة، هذا الحادث الذى كشف أن المنطقة أصبحت تضم بؤرا لإرهابيين وخارجين على القانون، ومرتعا للعملاء. واحتلت سيناء -فى برنامج مشروع النهضة، الذى يتبناه حزب "الحرية والعدالة"- مكانة كبيرة، وخصّص برنامج الحزب -الذى يعتمد عليه مشروع النهضة- جزءا خاصّا بتنمية شبه الجزيرة الصحراوية، التى عانت الكثير والكثير فى عهد النظام البائد، ولقيت تهميشا متعمدا من الرئيس المخلوع، خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التى وضعت للكيان الصهيونى سلطة داخل شبه الجزيرة المصرية. واهتم البرنامج بشبه جزيرة سيناء اهتماما بالغا، وخصص ملحقا خاصا لمشروع تنمية سيناء؛ حيث شدد البرنامج على أهمية إقامة المشروعات القومية ذات البعد الجغرافى، على رأسها مشروع تنمية سيناء، حتى تكون سيناء هى قاعدة انطلاق نحو مصر المستقبل. كانت لجنة التنمية والتخطيط بحزب الحرية والعدالة، برئاسة د. أحمد سليمان -الأمين العام المساعد للحزب- أعدت خطة إستراتيجية لتنمية وتطوير شبه جزيرة سيناء، تتلخص فى توطين 3.5 ملايين نسمة، مع توفير قرابة مليون فرصة عمل، من خلال دمج سيناء فى البناء الاقتصادى والاجتماعى لبقية أقاليم مصر، ضمن خريطة استثمارية متكاملة، "زراعية وصناعية وتعدينية وسياحية وعمرانية وأمنية". وتقوم الخطة على تقسيم منطقة سيناء إلى خمسة أقاليم تنموية رئيسية تبعا لمقومات التنمية، حيث يختص إقليم شمال سيناء وعاصمته العريش بالمشروعات الزراعية والتجارية والصناعية ورعى الماشية، وإقليم وسط سيناء يختص بمشروعات التعدين والصناعات الصغيرة، وإقليم غرب سيناء (القنطرة) ويختص بمشروعات الزراعة والتجارة والرعى، وإقليمجنوب شرق سيناء (نويبع) ويختص بالمشروعات السياحية، وإقليمجنوب غرب سيناء (الطور) ويختص بمشروعات السياحة والتعدين واستخراج البترول. وتهدف خطة تنمية سيناء فى الجزء الخاص بالتعليم إلى إنشاء جامعة حكومية توزع كلياتها على عواصم الأقاليم التنموية الخمسة بحسب مقومات التنمية، بالإضافة إلى إنشاء 50 ألف فصل دراسى موزعة على 5 آلاف مدرسة لجميع مراحل التعليم المختلفة، تغطى 120 مدينة وقرية، موزعة فى جميع أنحاء سيناء. أما ما يخص التخطيط العمرانى فإن الخطة تشمل إنشاء 5 مدن كبيرة، و20 مدينة متوسطة، و100 مدينة صغيرة وقرية، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 10 طرق رئيسية، و3 أنفاق تربط بين "العوجة ونخل وطابا والعريش ورفح ونويبع والبحيرات المرة وبئر الحسنة وكاترين ورأس سدر ورمانة ورفح وبئر العبد والعريش وشرق التفريعة وشرم الشيخ وعيون موسى". تستهدف الخطة كذلك تطوير خطوط السكة الحديدية الثلاثة التى تربط محافظة سيناءبالسويسوالإسماعيلية، وإنشاء وتطوير 4 موانئ؛ هى "شرق التفريعة، وعيون موسى، والعريش، ونويبع"، و6 مطارات هى "شرق التفريعة، وعيون موسى، ونويبع، والعريش، ورأس النقب، وشرم الشيخ، ودهب، وسانت كاترين". وفى المجال الزراعى، يوضح د. أحمد سليمان أن مساحة الأراضى القابلة للاستزراع تبلغ 900 ألف فدان كأراض جيدة، و1300 فدان أراض متوسطة، خاصة مع توفر مياه صالحة للشرب عبر ترعة السلام، وسحارة أخرى أسفل قناة السويس عند الدفرسوار تغذيها مياه ترعة الإسماعيلية، وهى بالتالى تغذى ترعة طولها 66 كيلو مترا شرق البحيرات لاستزراع 30 ألف فدان، بالإضافة إلى ماء النيل التى تصل العريش والطور عبر خطين من الأنابيب، بجانب المياه الجوفية وتحلية ماء البحر. وشدد سليمان -رئيس لجنة التنمية والتخطيط بحزب "الحرية والعدالة"- على أن خطة التنمية فى حاجة إلى إنشاء 3 مشروعات لإنتاج الطاقة، تتمثل فى إنشاء خط غاز يصل حتى مدينة النخل لتغذية محطة كهرباء بطاقة 600 ميجاوات، وإنشاء محطة كهرباء فى شرق التفريعة بطاقة 600 ميجاوات، وإنشاء شبكات ربط كهربى تغطى كافة مدن وقرى سيناء، كما تستهدف الخطة إدخال عدة صناعات لشبه جزيرة سيناء تتمثل فى صناعة مواد البناء، والصناعات الكيماوية، والصناعات المعدنية. وتابع سليمان: ستشمل صناعات مواد البناء (مصنعان لإنتاج الأسمنت بطاقة إجمالية 2 مليون طن فى السنة، ومصنع لإنتاج السيراميك والقيشانى والأدوات الصحية بطاقة 15 ألف طن فى السنة، ومصنع لإنتاج الزجاج المسطح بطاقة 100 ألف طن فى السنة)، فى حين تشمل الصناعات الكيماوية (معمل تكرير بترول بطاقة 100 ألف برميل يوميا، ومصنع لإنتاج كربونات الصوديوم والصودا الكاوية بطاقة 100 ألف طن فى السنة)، وفى مجال الصناعات المعدنية تستهدف الخطة (التوسع فى مصنع الفيرومنجنيز ليصل إلى طاقة 500 ألف طن فى السنة، ومصنع سماد فوسفاتى على مصادر سيناء بطاقة 500 ألف طن فى السنة). وفى مجال التعدين، فإن سيناء تنقسم إلى 7 مناطق بحسب توزيع المعادن الطبيعية، ومن بينها منطقة العريش والمغارة، حيث تهدف خطة الحزب إلى استخراج الفحم من منجم الصفا، مع تأكيد احتياطيات فحم جديدة وتنميتها، واستخراج أحجار الزينة من جبل "يلق"، وصناعة الأسمنت من حجر جيرى فى جبل "لبنى"، واستخراج الكبريت الطبيعى، مع إقامة صناعة حامض كبريتيك المتوفر بكثرة فى تلك المنطقة. ويضيف سليمان أن "سبيكة" من بين مناطق التعدين فى سيناء أيضا، حيث سيتم استخراج الرمال السوداء، وإنتاج ملح الطعام والصودا الكاوية وكربونات الصوديوم والزجاج، بالإضافة إلى منطقة عيون موسى، وتهدف الخطة إلى توليد كهرباء تعمل بالفحم من منجم المغارة ومن طبقات الفحم الغائرة بتكنولوجيا الإسالة، واستخراج الجبس من وادى الريانا وتصنيعه، وكذلك استخراج الجبس على نطاق واسع وتصنيعه. وأشار سليمان إلى أنه توجد منطقة أخرى وهى سانت كاترين الغنية بالجرانيت وبعض الصخور النارية كأحجار الزينة، لافتا إلى أنه يمكن الاستفادة من مصادر النحاس والينوبيوم والتنتالوم والعناصر الأرضية النادرة والعناصر المشعة، فى حين يمكن استخراج الكبريت والفحم من منطقة بلاعيم البحرية، مشيرا إلى أن منطقة شرم الشيخ غنية بصخور "الالبيتيت" الحاملة للفلسيار الصوديومى، والنحاس والذهب والمنجنيز. وفيما يلى شرح أماكن إنشاء المشاريع على خريطة سيناء: إنشاء نفق الكيلو 18 تحت قناة السويس بتكلفة 2 مليار جنيه تنفيذ المخطط الموجود فى هيئة الأنفاق والطرق والكبارى من عشر سنوات بإنشاء نفق تحت قناة السويس عند الكيلو 18، لربط سيناء وشرق بورسعيد بالدلتا وغرب بورسعيد؛ لتسهيل نقل البضائع والسكان بين سيناء والدلتا وبين القاهرة الكبرى والمنطقة حول قناة السويس. والهدف من هذا المشروع، هو ربط سيناء بالدلتا، وربط مصر بدول الخليج من خلال توصيل جسر السعودية المزمع ربطه بباقى شبكة السكك الحديدية بمصر، وتسهيل نقل البضائع والحاويات من منطقة وميناء شرق بورسعيد إلى باقى أنحاء مصر دون التقيد بقيود الحمولة المستخدمة حاليا على كوبرى السلام بما يساهم فى تعمير سيناء. منطقتان صناعيتان المنطقة الصناعية بأبو رديس، التى تقع على مساحة 200 فدان، وتشمل أنشطة صناعية تتلاءم مع الموارد الصناعية المتاحة بالمنطقة، ومنها صناعة البتروكيماويات والأسمدة والكلور والصودا الكاوية، ومعالجة الزيوت وصناعة الأنابيب والعوازل الكهربائية والصناعات الصغيرة. والمنطقة الصناعية الثانية هى المنطقة الصناعية بأبو زنيمة، وهى على مساحة 250 فدانا، وتتركز أساسا بالصناعات التعدينية والمتصلة بالمناجم المحيطة بها، ومنها مناجم المنجنيز، والطفلة، والكاولين، والجبس، والرمال البيضاء.. وغير ذلك. مشروع وادى التكنولوجيا بالإسماعيلية وهو أحد المشاريع القومية العملاقة فى مصر، ويعتمد أساسا على جذب استثمارات القطاع الخاص إلى الصناعات عالية التقنية، ومن المخطط أن يضم مشروع وادى التكنولوجيا مجموعة المشروعات التى تعتمد على التقنيات العالية فى مجال الإلكترونيات، والبرمجيات، والاتصالات، والصناعات الطبية، والصناعات الفضائية، والتحكم والتوجيه للأجسام المتحركة فى ثلاثة أبعاد من طائرات وصواريخ وأقمار صناعية، وأخيرا التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية. وتقع المنطقة المخصصة لمشروع وادى التكنولوجيا بشبه جزيرة سيناء بالضفة الشرقية لقناة السويس بعد 10 كم من بحيرة التمساح شرقا، وتبلغ المساحة الكلية للموقع حوالى 72 كم2.