أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات المحلية التركية التي جرت أمس الأحد تقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بنسبة 45.56 % في المئة بعد فرز أصوات 97.06 % من الصناديق. ولقد فاز مرشحو حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة 7 بلديات بالمدن الكبرى، ومتقدمون في 14 أخرى، وحسموا 23 بلدية من بلديات الولايات، ومتقدمون في 8، أما بلديات المناطق فحسموا منها 373، ومتقدمون في 372. وعلى جانب آخر لم يفز حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، بأية بلدية من بلديات المدن الكبرى حتى الآن، لكنه متقدم في 5 منها، وحسم بلديتين من بلديات الولايات، ومتقدم في 6 أخرى، وحسم كذلك 42 بلدية من بلديات المناطق، ومتقدم في 138. أما حزب الحركة القومية ثاني أحزاب المعارضة، لم يفز هو الآخر بأي من بلديات المدن الكبرى، لكنه متقدم في 2، وحسم 2 من بلديات الولايات ومتقدم في 4، ومتقدم في 109 من بلديات المناطق، وحسم 36 منها. وتوجه الناخبون الأتراك، صباح أمس الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالسهم المحلية، في انتخابات يراها مراقبون على أنها استفتاء على شعبية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، أكثر من كونها انتخابات بلدية. وجرت الانتخابات في 30 مدينة تركية تضم نحو 52 مليون و721 ألفا و589 ناخبا، فيما يبلغ عداد المراكز الانتخابية نحو 194 ألفا و701 مركز، وعدد صناديق الاقتراع في عموم المدن والبلدات التركية زهاء 400 ألف صندوق. وشارك في تلك الانتخابات المحلية في البلاد، 25 حزبا سياسيا، تأتي في مقدمتهم الأحزاب الأربعة الكبرى الممثلة في البرلمان الحالي، وهي "العدالة والتنمية" الحزب الحاكم صاحب الأغلبية النيابية الذي يملك 320 مقعدًا في البرلمان من أصل 550 مقعدًا، يليه حزب "الشعب الجمهوري" الذي ينتمي إلى يسار الوسط، ذو ال134 مقعدًا، ثم حزب "الحركة القومية التركية" ذو التوجه القومي اليميني، وهو يملك 52 مقعدًا في البرلمان الحالي، وأخيرًا حزب "السلام والديمقراطية" الذي يصنف على أنه حزب مؤيد لحقوق الأكراد، ذو ال 26 مقعدًا. أما بقية الأحزاب غير الممثلة في البرلمان والمشاركة في تلك الانتخابات فهي على النحو التالي: "السعادة، البديل، تركيا المستقلة، الوحدة الكبرى، الديمقراطي، اليسار الديمقراطي، الطريق القويم، الكادحين، الشباب، الحق والمساواة، تحرير الشعب، الشعوب الديمقراطية الكردي، نهضة الشعب، والدعوة الحرة"، فضلا عن أحزاب "العمال، الليبرالي الديمقراطي، الوطني، الحرية والتضامن، المصالحة، والإصلاح والتنمية، وتركيا الشيوعي". وعلى الرغم من أن الانتخابات محلية الطابع، إلا أنها تكتسي بأهمية بالغة، بل وتعتبر مصيرية وذلك راجع إلى الأجواء التي تحيط بها من أحداث وصراعات ببين مختلف الأطراف، فضلا عن الاتهامات المتبادلة بينها، ولاسيما من قبل المعارضة التي تستنفر كل جهدها وقدراتها لاستغلال متاعب العدالة والتنمية؛ لكي تصل إلى السلطة في البلاد التي استأثر بها الحزب الحاكم ثلاث دورات انتخابية. هذا وتعتبر هذه الانتخابات أحد ثلاثة استحقاقات انتخابية، تعقبها الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجري على جولتين في أغسطس المقبل، والانتخابات النيابية أو البرلمانية في مايو من العام القادم 2015. وآخر انتخابات بلدية شهدتها البلاد جرت في العام 2009، فاز فيها الحزب الحاكم بنحو 38,8% من الأصوات، هذا فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على نحو 18%، أما بقية الأحزاب فحصلت على نسب متدنية، وشهدت هذه الانتخابات نسبة مشاركة متدنية أيضا.