أكد الدكتور حسن حمدي -أستاذ الكبد والأمراض المتوطنة، بكلية الطب بجامعة عين شمس- أن الجهاز الذي تم اختراعه مؤخرا بالقوات المسلحة والذي أثار ضجة إعلامية وطبية واسعة لا يزال يكتنفه الغموض. وقال -في مؤتمر الكبد الأول لفرع التأمين الصحي بالفيوم، الذى أقيم أمس، واختتم أعماله اليوم الجمعة، بعنوان "نحو أكباد أفضل للمصريين"-: إن الجهة المخترعة لم تفصح عن المراحل العلمية الأربعة المعروفة في البحث العلمي لمدى اعتماد الجهاز من عدمه. واعتبر مخترع الجهاز أنه سر من الأسرار العسكرية الحربية لا يجوز الإفصاح أو الإعلان عنها، فيما اعتبرته الأوساط الطبية مخالف للمتعارف عليه في البحث العلمي لإثبات فاعلية الدواء من عدمه. وأشار د. حمدي إلى أن فاعلية الدواء ليست السبب الذى نبحث عنه فقط، إنما هناك عوامل أخرى كثيرة تدعو للبحث جيدا حول أى دواء يكتشف، خاصة أن الدواء الحديث يكون له آثار جانبية، وقد يتعرض المريض لها على المدى البعيد. وأوضح أن المرحلة الأخيرة من المراحل الأربعة لإثبات تعميم العلاج تسبقها مراحل أخرى؛ هى مرحلة اختبار العلاج الجديد على مدى واسع في الأسواق؛ لأن هناك أدوية ظهرت في الأسواق لسنوات عديدة وتم وقفها مثل بعض أدوية البرد والجهاز الهضمي، وتم سحبها. وطالب د. حمدي وزارة الصحة والقوات المسلحة الجهة المخترعة للجهاز بضرورة الإفصاح عن التفاصيل الدقيقة حول المراحل العلمية والبحثية الأربعة والمراحل التي مر بها هذا الاكتشاف، ومدى توافقها مع القواعد العلمية التي مرت بالاكتشاف. وأكد الدكتور محمد عبد الوهاب الابجيجي استشاري الكبد بالمستشفيات والمعاهد التعليمية ومدير مركز علاج فيروس "سي" بفرع التأمين الصحي بالفيوم، وأمين عام المؤتمر آن أي اختراع لأي دواء حديث لا بد أن يكون خاضعا لجهة علمية بحثية وأن تجرى المرحلة الأولى من المراحل الأربعة فى تجربة العلاج على الحيوانات. وقال: إن المرحلة الثانية تتم على عدد محدود من المتطوعين، ويوقعون كتابيا على أن هذا العلاج أو الجهاز خاضع للبحث عليهم، لافتا إلى أن المرحلة الثالثة تتم التجربة على عدد أكبر من خلال الجامعات والمراكز البحثية. وأشار الابجيجى إلى أن المرحلة الرابعة تكون بعد التداول في الأسواق وتعميمه، ثم إجراء أبحاث أخرى عليه لضمان الوصول إلى مرحلة سلامة العلاج من أى مضاعفات قد تحدث للمرضى الذين يعالجون بهذا الدواء. وأوضح انه خلال السنوات القليلة القادمة سيتم إدخال العلاج الجديد الذي تنتجه الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو أفضل العلاجات الموجودة حاليا ولكن ثمنه باهظ جدا للقضاء على مرض فيروس " C " مؤكدا ان هناك بارقه أمل لمرضى الكبد بعد ان قامت شركات مصرية كبرى في صناعة الدواء بعرض تصنيعه في مصر حتى يكون في مقدرة المريض ودخوله مستشفيات التأمين الصحي خاصة وان "الكورس" العلاجي يكون على مدار 3 أشهر وتصل نسبة الشفاء بة إلى 90%. وقال الدكتور محسن جورج -نائب رئيس هيئة التأمين الصحى، ومدير إدارة التدريب-: إن مصر من أعلى الدول المصابة بأمراض الكبد وان بها 10 ملايين مريض قابلين للزيادة كل عام، مشيرا إلى أن هيئة التأمين الصحي عالجت 400 ألف حاله خلال السنوات الأربعة الماضية واضاف ان هناك 14 ألف حاله يتم معالجتها حاليا بعلاج "الانترفيرون " المحلى آو المستورد بخلاف الجراحات التي أجريت للمرضى سواء جراحات استئصال الأورام الخبيثة أو من خلال زراعة الكبد في المستشفيات المصرية وبالخارج. ولفت جورج الى ان هيئة التأمين تدعم زراعة الكبد لكل مريض بنحو 75 ألف جنية وهناك جهات مانحة وأخرى متبرعة للمساهمة في زراعة الكبد أما المريض القادر يتحمل تكاليف العملية وتساهم معه الهيئة ب 75 ألف جنيه. وأكد نائب رئيس هيئة التأمين الصحى أن الهيئة لديها الوسائل التشخيصية لمرض الكبد للتخفيف عن كاهل المريض لأنها مكلفه جدا ومنها أشعة الرنين والمقطعية ودلالات الدم وفيروس " C " موضحا أنه تم مؤخرا افتتاح مركز جديد بعيادة المقطم بالقاهرة لعلاج الأورام وبه أساتذة على أعلى مستوى من المهارة والمهنية في جراحات الاورام والكبد والاشعات والتحاليل وتم توفير الميكروويف لمرض التأمين الصحي. وأشار "جورج" إلى أن الهيئة لديها 25 لجنة أمراض كبد في محافظات الجمهورية، بها 30 مركزا لحقن الانترفيرون، وأنه سيتم افتتاح مركز بفرع الفيوم للتأمين الصحي للحقن "بالانترفيرون " سواء المحلي أو المستورد