أعلن ثابو مبيكى وسيط الاتحاد الإفريقى أن السودان وجنوب السودان توافقا على تقاسم عائدات النفط، لافتا إلى أنه سيتم استئناف إنتاج النفط الخام فى جنوب السودان. وقال الرئيس الجنوب إفريقى السابق إثر اجتماع لمجلس السلم والأمن فى الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا: إن الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، دون أن يكشف تفاصيل الاتفاق. وأضاف: "سيتم ضخ النفط"، دون أن يحدد أيضا موعدا لذلك. مشيرا إلى أن ما ينبغى فعله بعد ذلك هو مناقشة المراحل المقبلة، متى ستستعد الشركات النفطية لاستئناف إنتاج النفط والتصدير؟ وفى زيارة قصيرة لجوبا يوم الجمعة الماضية، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون جنوب السودان والسودان إلى القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ إعلان استقلال جنوب السودان. يذكر أن جنوب السودان يضم 75% من الموارد النفطية للسودان فى مرحلة ما قبل التقسيم. لكنه يحتاج إلى أنابيب النفط الموجودة فى الشمال للتصدير، ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور، ما دفع جوبا إلى وقف إنتاجها لأن السودان يقتطع جزءا منها فى غياب أى اتفاق، وهو ما حرم الدولة الوليدة من 98% من مواردها وأدى إلى تضخم كبير، فضلا عن تفاقم الوضع الاقتصادى فى السودان. وإضافة إلى المسألة النفطية، هناك خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما، وعلى وضع المناطق المتنازع عليها، كما يتهم كل بلد الآخر بدعم مجموعات متمردة على أراضيه. يذكر أن المفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا تراوح مكانها، حتى إن البلدين تجاوزا مهلة الثانى من أغسطس التى كان مجلس الأمن منحهما إياها لتسوية خلافاتهما حتى لا يقع البلدان تحت طائلة فرض عقوبات. وأعلن مبيكى أن قمة ستعقد فى سبتمبر المقبل، بين الرئيس السودانى عمر البشير ونظيره السودانى الجنوبى سلفا كير لبحث وضع منطقة "أبيى" المتنازع عليها. وقال مبيكى: إن الطرفين توافقا على أن تتم مناقشة قضية الوضع النهائى لأبيى فى القمة المقبلة للرئيسين. ولكن فى مؤشر إلى أن التوتر لا يزال مستمرا بين الشمال والجنوب، اللذين خاضا عقودا من الحرب الأهلية قبل أن يوقعا اتفاق السلام الشامل عام 2005، الذى مهد للانفصال، اتهم باغان أموم كبير مفاوضى جنوب السودان الخرطوم بالسعى إلى تقويض المفاوضات. كما اتهم أموم الشمال بمواصلة القصف الجوى للجنوب "فى انتهاك كامل لخارطة الطريق"، التى وضعها الاتحاد الإفريقى فى محاولة لتسوية الأزمة بين السودانيين. كما أعلن مبيكى عن اتفاق بين السودان والاتحاد الإفريقى والأممالمتحدة والجامعة العربية حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق فى السودان. وقال الوسيط الإفريقى: "تم التوصل إلى اتفاق مع حكومة السودان فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى النيل الأزرق وجنوب كردفان، ما يعنى أننا أحرزنا تقدما حول هذا الملف". وفى هاتين الولايتين، تسببت مواجهات متكررة بين القوات السودانية وفصائل متمردة بأزمة إنسانية خطيرة لدى آلاف الأشخاص، وفق الأممالمتحدة. حتى إن كثيرين لجئوا إلى جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية قد وافقت على خطة تتيح إرسال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق، لكن الأممالمتحدة اتهمت الخرطوم بطرح شروط مسبقة عرقلت تطبيق الخطة.