مع انتصاف اليوم ، اتضحت معالم فعاليات مليونية " الشعب يشعل ثورته " بشكل كبير ، وتبين أن اليوم مختلف بالفعل ، ولعل الاختلاف ناتج عن العنف والقهر الذى تمارسه قوات أمن الانقلاب ضد المتظاهرين ، والغباء الذى يتم التعامل به مع السيدات ، والطريقة الجديدة التى بدأ المتظاهرون فى التعامل بها مع هذه الانتهاكات . اليوم بدأ مبكرا جدا ، مع بداية اليوم فى الثانية عشرة مساء أمس ، حيث تجمع ثوار جامعة الأزهر فى ميدان التحرير تحديا لتهديدات وزير داخلية الانقلاب الذى تعهد بعدم تمكين أى متظاهر من دخول ميدان التحرير ، فقام شباب جامعة الأزهر " بالتعليم عليه " وفقا للغة الشبابية التى يتم تداولها فى أوساط الشباب ، والتى تعنى أنهم قد أثبتوا أنه كاذب ولم يتمكن من الوفاء بتعهده . وفى الصباح نظمت فى السابعة صباحا وقفات حاشدة فى الكثير من المحافظات ، استجابة لدعوات " حركة 7 الصبح " ، ومع انتهاء المصلين من أداء صلاة الجمعة لم يكن هناك مكان لقدم فى الكثير من الميادين المصرية على امتداد خريطة مصر ، حيث انتشرت المسيرات بشكل كبير فى كافة المحافظات تقريبا ، شاركت فيها أعداد كبيرة ربما كانت الأكبر خلال الأسابيع الأخرة . الحماس الذى يميز المتظاهرين لا يخفى على أحد ، ولم يعد فى إمكان وسائل الإعلام الكاذبة أن تزعم بأنه لا أحد فى الشوارع ؛ لأن الشوارع ممتلئة بالمتظاهرين . وتكفى نظرات متتابعة إلى مظاهرات إمبابة والمحكمة الدستورية فى المعادى ، وحلوان ، والإسكندرية – على سبيل المثال – للتأكد من ذلك . هروب الشرطة من المتظاهرين إلى ذلك كانت السمة الأهم فى مظاهرات اليوم هى الصمود الكبير للمتظاهرين أمام محاولات قوات الشرطة فض المسيرات كما كان يحدث فى الأسابيع الماضية ؛ حيث قرر المتظاهرون الاستمرار فى الكثير من المسيرات ومنها – مثلا – سيدى بشر بالإسكندرية ، وحلوان ، وأكتوبر ، وغيرها . الأمر الذى يشير إلى ظاهرة ربما تكون جديدة فى سياسة المظاهرات التى لم تتوقف يوما واحدا منذ قرار الانقلابيين بتنفيذ هذا الانقلاب وحتى اليوم . ففى الإسكندرية سطر الثوار ملحمة من الصمود والبسالة في مواجهة قوات الانقلاب والجيش ، كما فرت قوات الشرطة من أمام المسيرات في أكثر من منطقة بالمحافظة ، وفى المعادى صمدت المسيرة أمام هجوم قوات أمن الانقلاب ، واستمرت بعد حوالي نصف ساعة من المقاومة . كما تجمع ثوار حلوان مرة أخرى بعد تفريقه مسيرتهم من قبل قوات أمن الانقلاب . وهو ا تكرر فى الفيوم ، وأكتوبر وغيرها . ورغم الاعتداءات التى تعرضن لها خلال الأيام الماضية شاركت حرائر الأزهر فى التظاهر بالقرب من قسم ثان مدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن زميلاتهن المعتقلات . ارتقاء الشهداء مستمر الظاهرة الأخرى التى يتسم بها اليوم هو العنف الشديد وغير المنطقى من جانب قوات أمن الانقلاب ، حيث تم استخدام كافة أشكال القمع ؛ بدءا بالغاز المسيل للدموع ، والخرطوش ، والرصاص الحى . وهو العنف الذى أسفر حتى الآن عن ارتقاء شهيدين فى الإسماعيلية "مصعب مصطفى محمد ومحمود إسماعيل" ، وآخر فى الفيوم ، ورابع فى مدينة نصر . إضافة إلى ذلك بدأ عشرات الآلاف فى تنظيم اعتصام رمزي في ميدان الزخرفية في المنيا ، وانتظروا قوات الشرطة التى لم تجرؤ على الاقتراب منهم حتى الآن . وبناء على هذه السخونة التى تميزت بها مظاهرات اليوم ، فقد تم إلغاء ندوة لياسر برهامى فى السويس خوفا من المتظاهرين . وأسفر اليوم – حتى الآن – عن حرق عدد من سيارات الشرطة التى حاولت الاعتداء على المتظاهرين منها : بوكس فى فيصل ، 2بوكس فى إمبابة ، بوكس فى بني سويف، 4 فى الإسكندرية، سيارة ترحيلات بالسويس، بوكس بأسيوط . وما زالت المسيرات تجوب شوارع مصر مؤكدة أن " الشعب يشعل ثورته " ، وأنه لن يهدأ إلا بعد أن تعود الشرعية ، ويعود الرئيس ، ويخرج المعتقلون ، ويحاكم المجرمون .