ساهم حمدين صباحى- مؤسس التيار الشعبى والمرشح الرئاسى الخاسر والقيادى بجبهة الانقاذ الوطنى- بشكل كبير فى حدوث الانقلاب العسكرى على الشرعية الدستورية والقانونية، حيث تحالف مع قادة العسكر الانقلابيين من خلال جبهة الإنقاذ- والتى تم تشكيلها فى الأساس لإفشال حكومة الدكتور هشام قنديل- إذ كانت ترفض الحوار بشكل دائم وأى توجه للمصالحة الوطنية خالقة بذلك حالة من الفوضى فى البلاد. مواقف صباحى اتسمت بالتناقض وازدواجية المعايير، ولعل أبرزها موقفه المؤريد والداعم للانقلاب العسكرى رُغم أنه كان دائما يتشدق بالديمقراطية، واعتبر أن 30 يونيو بمثابة الموجة الثانية لثورة 25 يناير لتصحيح مسارها، قائلا:" ما حدث يوم 30 يونيو وما تلاه كان ثورة واستمرارا لثورة يناير" حسبن زعمه، ونسى أن هذا يعد خروجا على الشرعية وعدم احترام لإرادة الشعب فى 5 انتخابات أجريت بنزاهة وشفافية. وأعلن صباحى تأييده للانقلاب العسكرى صراحة قائلا في تصرحيات صحفية:" الجيش في 30 يونيو لم يقم بانقلاب عسكري، لكنه انحاز لمطلب الشعب بنفس سيناريو 25 يناير، وطبعا فيه نفاق وازدواج معايير للي شايفين إن 25 يناير ثورة و30 يونيو انقلاب"، معتبرًا أن هذين الحدثين ثورة – حسبن زعمه. وأضاف صباحي:"عبد الفتاح السيسي أصبح بطلاً شعبياً بحكم موقعه على رأس المؤسسة العسكرية التي انحازت للشعب"، وتابع:" ليس لدي أي مخاوف من الجيش أو سيطرته على السلطة لأن المؤسسة العسكرية حظيت باحترام الشعب وتقديره ولا يمكن أن تتدخل في السياسة". أّيّد صباحى حكم العسكر بالرغم من أنه خرج مع القوى الثورية أثناء فترة حكم المجلس العسكرى وطالب بإسقاط حكم العسكر ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ قال فى حوار له – بعد الانقلاب- مع صحيفة الحياة اللندنية أن هتاف "يسقط حكم العسكر" والذى أطلقه شباب الثورة والحركات المعارضة أثناء حكم المجلس العسكرى أضرّ بثورة 25 يناير، رُغم أنه كان يردد هذا الهتاف دائماً هو والحركات الثورية والمعارضه بعد الثورة وكان يتهم الإخوان المسلمين بعقد صفقة مع العسكر. ولن ننسى أن صباحي طالب حازم الببلاوى- رئيس وزراء حكومة الإنقلاب- باتخاذ إجراءات فض اعتصامى أنصار مرسى ومناهضى الإنقلاب فى ميدانىّ رابعة العدوية والنهضة، وقدم له رؤية تتلخص فى حصار أمنى للاعتصامات قبل الفض التدريجى الموثق، ليكون بذلك شريكا أصيلا فى قتل الآلاف من المعتصمين السلميين. وتعقيبا على فض الاعتصامين قال فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر" سنقف مع شعبنا القائد وجيشنا، والشرطة نواجه إرهاب الذين احتقروا إرادة الشعب، واحتكروا قدسية الدين، وتاجروا بدم الأبرياء، حتى اكتمال النصر من عند الله". ولم يكتفِ بتأييده للانقلاب ومباركته عمليات القتل لأنصار الرئيس مرسى بل طالب باعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين وكل مؤيدى الشرعية، وهذا يؤكد على إيمانه الكامل وانتهاجه مبدأ إقصاء الآخر بخلاف ما يقول. زيارة إسرائيل وبعد أحداث فض ميدانىّ رابعة العدوية والنهضة أكدت الاذاعة العبرية العامة وصول القيادي في جبهة الانقاذ حمدين صباحي الي مطار بن جوريون في زيارة فجائية لإسرائيل، وسط تكتم شديد حول سبب الزيارة أو مدتها. انكشفت نية صباحى وهدفه فى السعى نحو تحقيق مصالحه والوصول إلى السلطة بعد إعلانه أن عزمه الترشح للرئاسة فى الانتخابات المقبلة مؤكدا أنه حسم موقفه وقرر خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لخدمة مصالح الشعب، وإنه مستمر فى السباق حتى لو رشح السيسى نفسه، مضيفاً:"حتى الآن لم يُعلن السيسى عن موقفه من انتخابات الرئاسة، ومن الوارد أن يُفضل الاستمرار فى منصبه كوزير للدفاع، لكن لا بد للتيار المدنى من مُرشح يُمثله"