ونشرت الصحيفة مقالا افتتاحيا اليوم الجمعة عنونته ب"حكام مصر العسكريون يُجرّمون معارضيهم" أكدت فيه أن أحداث الأسبوع الأخير أظهرت أن مصر تخلت طريق الديمقراطية التي كانت تطالب بها ثورات الربيع العربي في منطقة طال افتقادها للديمقراطي؛ واصفة ما يحدث بالمأساة. وقالت هيئة تحرير الصحيفة إنه في الذكرى الثالثة لانطلاق شرارة ثورات الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة حكم استبدادية، تتخلى مصر عن طريقها نحو الديمقراطية. وأوضحت الصحيفة أن هذا الإعلان جاء عقب التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية حيث تم اتهام الإخوان بالمسئولية عنه على الرغم من إدانتهم له ورغم أنه لا يوجد أي دليل على تورطهم، علاوة على إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عنه". وأوضحت "واشنطن بوست" أنه على الرغم من أن العنف من الأشياء البغيضة، إلا أنه من الواضح أن الحكومة المصرية المدعومة من قبل العسكر تستخدمه كهراوة ضد جماعة الإخوان التي عاشت في الظل لسنوات طويلة وخرجت للنور بعد الثورة من خلال محمد مرسي الذي يعد أحد قيادييها وبات أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا قبل الإطاحة به في يوليو الماضي. وأضافت هيئة تحرير الصحيفة أنه ومنذ ذلك الحين تم قتل المئات من أعضاء الجماعة، وتم القبض على معظم قيادييها. وأوضت أنه في الوقت ذاته سيكون لقرار إدراج الإخوان كجماعة إرهابية تأثير واسع النطاق، منه إغلاق المئات من الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالإخوان. وأكدت الصحيفة أن ذلك يمثل ارتدادة هائلة إلى الوراء بإبعاد حركة اجتماعية واسعة الانتشار. وأشارت الصحيفة إلى أن تحركات السلطة لا تستهدف معارضيها من الإخوان فقط، وإنما طالت المعارضة العلمانية، وذلك بعد حكم السجن لثلاثة من نشطاء ورموز ثورة 25 يناير، وذلك بسبب تظاهرهم. وعن أثر ذلك على الصعيد الأمريكي، قالت الصحيفة إن ما يحدث يمثل مأساة سيكون لها انعكاسات على الولاياتالمتحدة. وانتقدت الصحيفة اقتصار رد فعل واشنطن إزاء تلك المأساة بتعليق بعض المعونة والقروض الأمريكية. وردا على تعليق الخارجية الأمريكية على إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية بالدعوة لعملية سياسية شاملة لجميع الفصائل السياسية، قالت الصحيفة إن هذه الكلمات تبدو وديعة إلى حد بعيد إذا ما قورنت بما حدث، وتساءلت "من أين يأتي الحوار ومشاركة جميع الأطياف في ظل قيام السلطة بتجريم معارضيها؟" واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إن مصر طالما كانت حليفا قويا للولايات المتحدة وحجر زاوية للاستقرار في المنطقة، لكن حان الوقت لأن تتخذ واشنطن مواقف احتجاجية وفعلا أقوى حيال ما يحدث. فمواصلة الخجل والتردد أمام القمع سيؤدي إلى المزيد منه".