تحقق ثورة الشرعية والكرامة انتصارات متتالية على الأرض والمنظور الوطنى البعيد، فى اتجاهها إلى النصر الكامل باسترداد ثورة 25 يناير وإقرار مكتسباتها وتحقيق أهدافها، وهى الحالة التى تدور حولها أسئلة عدة من متعجلين على الحسم وتوقيت النصر الكامل (وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً) [الإسراء: 11]، وسط تفاؤل واسع بقربه. فمنذ 28 يونيو 2013 عندما بدأ الاعتصام التاريخى فى رابعة العدوية، وتحقق موجة الاستكمال الحقيقى لثورة 25 يناير زخما قويا وتحرز نقاطا يومية تصب فى صالح اكتمال النجاح، وتخصم من رصيد الانقلابيين، ومنذ الفض فى 14 أغسطس 2013، والصعود الثورى مستمر والانقلاب فى انحسار بفضل الله. إن الأجواء تتهيأ، بحسب رأينا، فى الفترة الحالية، لتمكين الشرعية الدستورية، وهذا سر الإطالة النسبية، حتى نصل لتحقيق لكامل أهداف الثورة ومكتسباتها بعد إسقاط حكم العسكر، وكلما كان الصبر دقيقا، كلما كان النصر كاملا فأى سرعة فى إنهاء المشهد بأى نتائج كاملة دون حسم كامل خطر كبير. إن كم التفاؤل، المنتشر بين الثوار، سواء فى المعتقلات أو خارجها، عجيب ومميز، ويغطى على عتامة المشهد التى يحاول أن يصدرها الانقلاب الواهم، ورغم ذلك فهو تفاؤل منضبط، لا يجنح للخيال، ولا يقعده شائعات الأعداء، ماضٍ فى دربه، يحرض الجميع على الثورة، التى قد يجوز لنا أن نطلق عليها ثورة "أبشروا". إن هذا التفاؤل المتصاعد، مع استمرار تحقيق إنجازات ثورية على الأرض، يجب أن يكون بجناحين هما الوعى والثقة، وعى بأن المعركة مع الباطل ليست جولة واحدة بل جولات، ولا تنتهى بإسقاط عصابة الغدر، بل تبدأ بعد إسقاطهم، لتمكين الثورة ومحاسبة القتلة، وثقة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وأخذ بالأسباب، وأن متواليات الظلم والطغيان نذير الملك والسلطان. إن إسقاط الانقلاب هو بداية لنضال أطول وأكبر، يحتاج من الجميع، تحمل مسئوليته، ونعتقد أن اكتمال تكوين جيل ثورى لا يهدأ بعد دحره للباطل، بل يواصل ثورته لبناء دولة العدل والحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، هى الإجابة الوحيدة عن أسئلة المتعجلين لنصر الثورة والمتفائلين بنصرها على السواء. إن الثورة المتصاعدة حاليا بقوة تشكل جيلا فريدا، بابداع ربانى، طال مختلف الأعمار، وتقدم مذهلل للمرأة المصرية مدرسة الأجيال، وثبات أسطورى للشباب والطلبة، وتضحيات كبيرة من الشيوخ والكبار، وهذه هى العلامة المميزة التى تبعث على التفاؤل أكثر، وتؤكد حقيقة انعدام أى مستقبل للانقلاب بعد أن وضعت الثورة جذورها الصلبة فى التربة المصرية. وبقيت كلمة.. إن التفاؤل يحتاج ضبط عواطف بعقول ثورية وجاهة، ومحاصرة مستمرة لسؤال "متى ننتصر؟" بإجابات مستمرة ودقيقة لسؤال "كيف نحسم؟"، ولذلك ندعو الجميع إلى المضى فى طريق الثورة، بإبداعات جديدة وصبر أيوب وتفاؤل منضبط، انتظارا لما هو عند الله من نصر، وهو قريب لقوم يعقلون، فأبشروا. _____________________ منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح"