أن تحشد وتجمع رجالك وتنظم وقفة احتجاجية، فهو حق أصيل لكل مواطن مصري ولكن أن تطلق عليها "سلمية" وتحمل عصا وحجارة، هو قمة العبث. في البداية، أحداث يوم الأحد لها شقين .. الأول هو قرار منظموا الوقفة والأحداث التي أصبحوا أبطالا لها، والثاني قرار الأولتراس بالنزول ما يشير لنية هجوم. وسأتناول في مقالي الحديث عن الشق الأول، الذي لولاه لما حدث الثاني. اجتمع الإعلاميون عبر الفضائيات المشبوهة لحشد أكبر عدد ممكن ممن قد يكونوا متضررين لقضاء وقفة سلمية أمام قصر الاتحادية مطالبين باستئناف النشاط. ونجح الإعلاميون في جمع "الخمسة مليون" الذين يحصولون على قوتهم من الدوري الممتاز ونزلوا شوارع القاهرة، ولكن الإعلام المغرض لم يُظهر الأعداد كاملة! وبما أن الثورة كانت أهم مطالبها حرية الرأي والتعبير، بغض النظر عن الداعين للوقفة "السلمية" وموقفهم من ملحمة 25 يناير، ولكن استخدام أسلوب التظاهر حق أصيل لكل مواطن مصري. بدأت المسيرة بالتوجه للنصب التذكاري بكلمة من الإعلامي أحمد شوبير وإلقاء كلمة للتأكيد على "السلمية". وسارت هتافات "واقفين حالنا ليه.. إحنا عملنا إيه"، "ولا بنخاف ولا بنطاطي .. إحنا كرهنا الصوت الواطي" .. و"الدوري يا مرسي"، .. و"يا نلعب، يا ترحل" و"الشعب يريد الدوري من جديد". كل هذا لا أدنى مشكلة فيه، فالهتافات –من وجهة نظرهم- توضح مطالبهم ولا خلاف على الحرية في التعبير عن أراءهم. ثم توجهت المسيرة نحو قصر الاتحادية منددين بإيقاف النشاط، ومطالبين بعودة المسابقات المحلية مرددين الهتاف الأبرز بقيادة خالد الغندور وشوبير "الرياضة مش سياسة". ويبدو أن بندق قد نسى "إشمعنى تونس"، وغفل شوبير عن استضافة طلعت زكريا أثناء الثورة للتحدث عن العلاقات الكاملة! العار
ونجح الإعلاميون في جمع "الخمسة مليون" الذين يحصولون على قوتهم من الدوري الممتاز ونزلوا شوارع القاهرة، ولكن الإعلام المغرض لم يُظهر الأعداد كاملة! شعار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هو "الروح الرياضية" التي نسيها الرياضيون المصريون وقتما قرر بعضهم التوجه لفندق البارون إذ يمكث فريق صن شاين الذي يلاقي الأهلي. كما أكدت سلفا، من حق أي رياضي المطالبة بعودة النشاط بهتافات أو اعتصامات أو احتجاجات طالما كان ذلك لا يضر بالصالح العام أو تعريض الممتلكات العامة والخاصة للخطر، وهو ما ينص عليه القانون المصري. ولكن عندما تتوجه لفندق صن شاين بقرار عشوائي، فهنا حُذف لفظ "سلمية" عن المسيرة. قام اللاعبون بإلقاء الحجارة على الفندق في محاولة لبث الذعر بين الضيوف وحثهم على تقديم شكوى ضد الأهلي يخرج على أثرها من البطولة في تصعيد غير مُبرر طبقا للوائح (كاف). وهنا تحول من يطلق عليهم الرياضيون إلى "شوية بلطجية"، يحملون الحجارة والعصى، ويبطشون بمن يعارضهم مع هتافات "مش هيلعب .. مش هيلعب". وظهر سيد فريد ومصطفى حجاب وحسن مصطفى وأخرون في مشهد "عار" على أي شخص مارس رياضة يحملون عصا وحجارة والبعض أطلق أعيرة نارية في الهواء!! وفي محاولة من الزميل شريف حسن محرر FilGoal.com لمعرفة أسماء بعض من اللاعبين، اعتدوا عليه وأصابوه وذلك كله في إطار "سلمية المسيرة"! فإن كانت الأمور تسير إلى اقتراب موعد عودة النشاط، إلا أن أحداث يوم الأحد تيقن بأن المسافة مازالت طويلة. وعلى ذلك، فإن أراد المدعون عودة النشاط الرياضي وتحقيق مطالبهم التي كانت مشروعة، فعليهم الاعتراف بالخطأ الجسيم في اتخاذ قرار بالتوجه نحو مقر صن شاين. هذا بجانب قدر مطلوب من الأمن في الشارع، حتى تعود المسابقة دون قلق من تكرار كارثة قد تكون توابعها غير محمودة. للتواصل معي @MelBanna_