إلى أي مدى قد تصل سرعة البشر؟ هو السؤال الذي أثبت الجاميكي يوسين بولت ضرورة تحويله ليصبح "إلى أي مدى قد تصل سرعة بولت؟". العداء الجامايكي حصد الميدالية الذهبية الخامسة له في تاريخه الأوليمبي والثانية له في أوليمبياد لندن وذلك في سباق 200 متر. فقد حصد ثلاث ذهبيات في بيكين 2008 لسباق 100 متر و 200 متر و100 متر فئة تتابع، وتلاهم بالثنائية 100 و200 متر في لندن 2012. أسطورة 100 متر بات الجاميكي بولت أول عداء في تاريخ الألعاب الأوليمبية "ينهي" سباق 100 متر في المرتبة الأولى مرتين على التوالي بعدما تقلد بها يوم الأحد برقم أوليمبي جديد. وكان بولت قد كسر رقمه الأوليمبي والعالمي في بيكين 2008، إذ أنهى سباق 100 متر في زمن قدره 9.72. وجاء ذلك بعد إنهاء المسافة المقطوعة في لندن 2012 في زمن 9.63 ثانية بفارق 5 أجزاء من الثانية عن رقمه الأوليمبي والعالمي وهو السباق الذي يطلق على الفائز به "أسرع رجل في العالم". وبعيدا عن الأرقام القياسية في الزمن، ينافس بولت الأمريكي كارل لويس الذي حصد ذهبية 100 متر مرتين على التوالي في الألعاب الأوليمبية 1984 و1988.
ولكن كفة بولت ترجح لأن ليويس تُوج بالذهبية في موقف استثنائي. فقد جاء تتويج لويس رغم احتلاله المركز الثاني في السباق، وذلك بعد إلغاء نتائج الكندي بن جونسون نتيجة لتعاطيه المنشطات، مما منح الميدالية لأسرع متسابق خلفه وهو الأمريكي كارل لويس. إعجاز 200 متر ورغم تحطيم بولت الأرقام القياسية في سباق 100 متر، إلا أنه لا يعتبره السباق المفضل لديه. ويأتي سباق 200 متر في مرتبة مفضلة بالنسبة للأسطورة الجاميكية الذي قال عنه: "أعشق سباق 200 متر والذي خصصت له أكبر جزء من وقتي لكي أجعله سهلا". ورغم اهتمام بولت بسباقه المفضل، إلا أنه لم يستطع في لندن 2012 كسر الرقم الذي حققه في بيكين 2008 ويقدر ب19.30. لكنه حافظ على ميداليته الذهبية التي حققها يوم الخميس في زمن قدره 19.32 بفارق جزئين من الثانية عن رقمه العالمي والأوليمبي. كما أن الإعجاز الذي حققه بولت في سباق 200 متر يكمن في أن إسمه مكتوب ست مرات في لائحة أسرع 10 أرقام تحققت في هذا السباق على مر التاريخ.