لشبونة (البرتغال) - أ.ف.ب : رفض مهاجم منتخب السويد العائد هنريك لارسون الاستجابة لطلبات العديد من السويديين بينهم رئيس الاتحاد الاوروبي مواطنه لينارت يوهانسون ورئيس الوزراء السويدي والعائلة المالكة وتوقيع 110 الاف مواطن في احدى الصحف المحلية للعودة عن اعتزاله اللعب دوليا , لكنه احتاج الى بضع ثوان فقط ليغير رأيه عندما طلب منه ابنه البالغ من العمر ست سنوات ان يفعل ذلك. وكان لارسون الاب جالسا مع ابنه جوردان في احد ايام ابريل الماضي عندما سأله الاخير : "لماذا لا تدافع عن الوان السويد" , فاجابه والده : "انت السبب". ويقول لارسون في هذا الصدد : "قررت الاعتزال دوليا بعد نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2000 لان ابني كان يبكي عندما اذهب مع المنتخب لكي اخوض احدى البطولات , فقلت في نفسي : من الافضل ان اركز على عائلتي واترك المجال امام الاخرين". واضاف : "اما الان وبعد ان كبر وبدأ يفهم ماذا يعني تمثيل المنتخب الوطني فهو يريدني ان ادافع عن الوانه". ونجح لارسون في قيادة منتخب بلاده الى فوز مظفر في مباراته الاولى في النهائيات الاوروبية ضد بلغاريا بخمسة اهداف نظيفة سجل منها هدفين ومرر الكرة التي جاء منها الهدف الخامس , كما تنازل عن تسديد ركلة الجزاء لمصلحة زميله زلاتان ابراهيموفيتش في خطوة رائعة تدل على خصال اللاعب الذي وضع مصلحة المنتخب فوق مصلحته الشخصية. وفي 30 أبريل الماضي اعلن لارسون عودته الرسمية الى صحيفة "هيلسينجبورج داجبلاد" ثم شرح اسباب عودته على موقعه على شبكة الانترنت وقال "كلما كانت النهائيات الاوروبية تقترب كلما راودني الحنين بالعودة الى صفوف المنتخب وفعلا اتصلت بالمدرب لاجبرياك وقلت له بالحرف الواحد انه في حال يحتاج الى خدماتي فانا جاهز للعودة". واضاف "كان اللعب في النهائيات يثيرني خصوصا ان السويد تملك منتخبا رائعا قادرا على تحقيق الكثير في البطولة".
لقطة من مباراة السويد وبلغاريا التي انتهت بمهرجان أهداف وتابع "كل واحد منا يملك الحق في العودة عن قراره وانا اشعر بانني في كامل لياقتي البدنية واستطيع ان اخدم بلادي". ورد لاجرباياك بعبارات مقتضبة قائلا : "نظرا للمستوى الرائع الذي ظهر به لارسون خلال الموسم الحالي وشخصيته المحببة فان عودته الى المنتخب تعتبر مكسبا اضافيا". ويعتبر لارسون من افضل الهدافين في اوروبا وقد نال جائزة الحذاء الذهبي موسم 2001-2002 علما بانه توج هذا الموسم هدافا للدوري الاسكتلندي برصيد 39 هدفا. وهي المرة الرابعة على التوالي التي ينال فيها لارسون لقب هداف الدوري الاسكتلندي علما بانه ترك فريقه نهاية هذا الموسم دون ان يعلن وجهته المستقبلية. وتعول السويد على فعالية وخبرة لارسون لتعزيز خط الهجوم وتقويته وهو بالتأكيد سيشكل ثنائيا خطيرا الى جانب مهاجم اياكس الهولندي زلاتان ابراهيموفيتش الذي يصغره بعشرة اعوام. ولد هنريك لارسون في 20 سبتمر عام 1971 من ام نروجية تدعى ايفا لارسون واب بحار من الرأس الاخضر اسمه فرانشيسكو روشا واحتفظ هنريك باسم والدته لكي يتحاشى التمييز العنصري في بلاده. ومنذ نعومة اظافره توقع لارسون ان يصبح لاعب كرة قدم ويشرح ذلك بقوله : "عندما بلغت 16 شهرا اهداني والدني كرة ثم شريط فيديو تلخص حياة الاسطورة البرازيلي بيليه".
"كان اللعب في النهائيات يثيرني خصوصا ان السويد تملك منتخبا رائعا قادرا على تحقيق الكثير في البطولة". لارسون واضاف "عندما كان اساتذتي يسألونني عما اريد ان افعله عندما اكبر كان جوابي دائما "اريد ان اصبح لاعب كرة قدم محترف". وانضم لارسون الى صفوف نادي هوجابورج في الدرجة الثالثة السويدية ثم انتقل الى صفوف هيلسينجبورج وفي موسمه الاول نجح في تسجيل 34 هدفا ليقود فريقه الى الدرجة الاولى وذلك للمرة الاولى بعد انتظار 22 عاما. وتابع لارسون تألقه بين الكبار وسجل 16 هدفا فلفت انظار بعض الاندية الاوروبية وكان فيينورد روتردام السباق الى الحصول على خدماته عام 1993. وما لبث ان انضم الى المنتخب الوطني وخاض اول مباراة دولية له ضد فنلندا (3-2) في 13اكتوبر عام 1993 , ثم شارك معه في مونديال 1994 عندما حقق انجازا ببلوغه الدور نصف النهائي وسجل هدفا في مرمى بلغاريا في المباراة على المركزين الثالث والرابع. ومكث لارسون في صفوف فيينورد اربعة مواسم لكنه لم يفرض نفسه في صفوف الفريق الهولندي , فانتشله سيلتيك الاسكتلندي مقابل مبلغ زهيد بنصيحة من مدربه الهولندي انذاك فيم يانسن , فكانت "حكاية غرام" رائعة بينه وبين فريقه الجديد الذي امضى معه سبعة مواسم حافلة بالانجازات الشخصية والذكريات الرائعة. وتوج لارسون هدافا للدوري الاسكتلندي في الاعوام الاربعة الاخيرة علما بانه سجل 242 هدفا في 308 مباريات مع سيلتيك الذي تركه في نهاية الموسم وبات ثالث افضل هداف في تاريخ النادي الاسكتلندي العريق. واقام