مشاعر مختلفة تلك التى انتابت الشارع الكروى المصرى عقب خسارة سباق تنظيم نهائيات كأس العالم 2010 لصالح جنوب افريقيا التى اصبحت يوم الجمعة اولى الدول الافريقية التى ستنظم الحدث الكروى الأكبر على وجه الأرض. المشاعر فى القاهرة امترجت بين الصدمة والغضب والتسليم بالأمر الواقع. فالخسارة كانت متوقعة ، ولكن عدم حصول الملف المصرى على اى من اصوات أعضاء اللجنة التنفيذية الأربعة والعشرين اثار غضب المصريين الذين لم يتوقع اكثرهم تشاؤما خروج مصر من "مولد" الاقتراع دون حبة حمص واحدة ، فثار معظمهم على اعضاء لجنة الملف. المهندس أسامة صبري , 24 عاما , أكد أن الشعب المصري بمختلف طبقاته تعرض ل" خدعة كبرى " , وقال : " جنوب إفريقيا حشدت نيلسون مانديللا أهم شخصياتها لدعم الملف , أما نحن فقد ذهبنا بطفل في الرابعة عشر من عمره. حتى بطرس غالي أهم شخصيات اللجنة المصرية اعتذر عن (عدم) السفر , ومن المؤكد أن ذلك ترك انطباعا سلبيا لدي اللجنة التنفيذية." وكان غالى قد اتعذر عن عدم السفر برفقة الوفد لأسباب صحية واكتفى بإرسال رسالة مصورة لأعضاء اللجنة التنفيذية ففقد الوفد المصرى ابرز شخصياته السياسية ، فى حين سافر مانديلا ، الرئيس الأسبق لجنوب افريقيا واحد ابرز الزعماء الأفارقة على مدار التاريخ برفقة الوفد الجنوب افريقي الى زيوريخ ، اضافة الى ثابو مبيكى الرئيس الحالى ، وفريدريك ديكليرك ، آخر الرؤساء فى مرحلة الفصل العنصرى. رد الفعل الرسمى تمثل فى تأكيد محمد السياجى على ان مصر كسبت شرف المحاولة ، منوها بإشادة الفيفا بالملف وطريقة عرضه. كما اكد السياجى ان مصر رفضت "الانزلاق الى اساليب لا تتسم بالشفافية" للحصول على اصوات اعضاء اللجنة التنفيذية ، فى اشارة منه الى شائعات حصول بعض الدول على اصوات اعضاء اللجنة بطرق غير شرعية. عدلي القيعي سكرتير عام اتحاد كرة القدم المصري حاول هو الآخر التقليل من أثر الخسارة ، فقال ل Filgoal.com ان خروج مصر بدون أي صوت لا يعكس قدرتها على تنظيم كأس العالم , لكنه يعكس وبوضوح فشل المسئولين عن الملف المصري في خلق علاقات قوية مع أصحاب القرار الأربع والعشرين.
وأضاف سكرتير عام اتحاد الكرة : " لقد وقعنا في الكثير من الأخطاء بسبب نقص خبراتنا في مثل هذه الأمور , لكن حسن النية والرغبة القوية في تنظيم المونديال لم تغيبا عن أذهان أي من المسئولين . اعتقد أن التجربة أثبتت أن علينا إعادة تقييم علاقاتنا الدولية مرة أخرى . " غير ان جمال الزهيرى ، الناقد الرياضيى بصحيفة الأخبار ، كان اكثر حدة فى انتقاده للمسئولين عن الملف المصرى ، فطالبهم فى تصريح ل Filgoal.com بالاستقالة من مناصبهم الرسمية , ومحاكمتهم بتهمة الاتجار بأحلام المواطنين البسطاء وتضليل الرأي العام المصري . الزهيري أكد أن خروج مصر دون الحصول على صوت واحد هو " فضيحة عالمية " لأنه يعكس المجهود الذي قام به مسئولو الملف "فلو كان العرض المصري حصل على ثلاثة أو أربعة أصوات لما غضب أحد , لكن الفشل في نيل ولو صوت واحد أثار سخط الجميع وأثار تساؤلات الرأي العام المصري عن الوعود المعسولة التي وعد المسئولون بها المواطنين." غير ان الزهيرى رفض تحميل الاعلام المصرى اية مسئولية عن الخروج ، مؤكدا أن مشكلة الاعلام المصرى هى الحديث باللغة "التي لا يفهمها معظم سكان العالم , على عكس الإعلام الجنوب إفريقي الذي يتخاطب باللغة الإنجليزية والإعلام المغربي الذي يتخاطب باللغة الفرنسية في اغلب الأحيان." وكانت معظم وسائل الاعلام العالمية قد استبعدت مصر من سابق المنافسة منذ اعلانها عن نيتها الترشح لاستضافة البطولة ، مؤكدة ان جنوب افريقيا تعد المرشح الأول لنيل شرف الاستضافة ، واحتل المغرب المرتبة الثانية. الشارع المصرى اجمع على ان الهزيمة كانت متوقعة الى حد بعيد وان اختلفت الأسباب ، فهى اما "لعدم قدرة مصر على تنظيم بطولة بهذا الحجم فى الوقت الذى تفشل فيه فى السيطرة على زحام القاهرة" كما رأى أشرف بشرى وهو سائق تاكسى يبلغ من العمر 36 عاما ، او الفشل فى اقناع اعضاء اللجنة التنفيذية والتركيز على التيورج الداخلى ، بحسب الطالب الجامعى المعتز بالله محمد. محمد ذهب ابعد من ذلك مؤكدا ان اتحاد الكرة قرر تقديم موعد مباراة الأهلى والزمالك لأنه توقع الهزيمة فحاول التغطية على الفشل المتوقع.