لن أوجه اتهامات من أي نوع أو أصف الوقائع التالية بأنها خنوع مسؤولين أمام رغبة مدرب يحتمون فيه وورائه ولكن سأترك لك الحكم في نهاية هذه السطور، وإليكم تفاصيل السيناريو. في بداية الموسم الحالي تعاقد النادي الأهلي مع لاعب فريق "نافال" البرتغالي فابيو جونيور، لمدة ثلاثة مواسم ، وأعلن النادي أنه تعاقد مع اللاعب لمدة ثلاث سنوات مقابل مليون و200 ألف دولار ، مناصفة بين اللاعب وناديع السابق ، ولم يظهر اللاعب حتى كتابة هذه السطور بالمستوى الذي كان ينتظره جمهور النادي ، ولا مع طريقة تمسك وإصرار المدير الفني مانويل جوزيه ، بالتعاقد معه في بداية الموسم وتهديده للجنة الكرة بالنادي لإجبارها على إتمام التعاقد معه ، بعد الخلاف الذي نشب خلال فترة المفاوضات . الحقيقة أظهرها العقد المبرم بين اللاعب والنادي الأهلي، والمراسلات التي تمت بين النادي الاهلي ونادي نافال البرتغالي ، حيث يشير العقد الرسمي أن الأهلي تعاقد مع جونيور مقابل مليون ونصف المليون دولار لمدة ثلاثة مواسم "حوالي مليون و150 ألف يورو" ، بخلاف 650 ألف يورو "حوالي 850 ألف دولار" حصل عليها نادي نافال البرتغالي الذي كان يلعب له جونيور ، بما يعني ان الصفقة تكلفت مليوني دولار " مليون و800 ألف يورو " ، هذا إذا أكمل اللاعب عقده مع الأهلي لنهايته وهو أمر مشكوك فيه. الحكاية بدأت عندما أرسل النادي الأهلي تفويضا لوكيل لاعبين مصري يعيش في أوربا في بداية شهر يونيو ، لإبرام التعاقد مع فابيو جونيور ، وحدد الأهلي مقابلا إجماليا للصفقة ب 1،1 مليون يورو بخطاب رسمي ، وبالفعل بدأت المفاوضات وطلب النادي البرتغالي رفع قيمة الصفقة إلى مليون و350 ألف يورو في 5 يوينو ، فرفع الأهلي قيمة الصفقة 50 ألف يورو فقط في نفس اليوم. بعدها توقفت المفاوضات بعد تدخل وكيل أعمال لاعبين عراقي يعيش في مدينة لشبونة البرتغالية يدعى سالم علوان ، وطلب النادي الاهلي من نادي نافال تحديد المقابل المادي له بصرف النظر عن اللاعب ، وطلب النادي البرتغالي 650 ألف دولار في 13 يونيو ، ووافق الأهلي في نفس اليوم ، وتم رفع قيمة الصفقة إلى مليون و800 ألف يورو ، ووافق الأهلي . لمن لا يعرف وكيل اللاعبين العراقي سالم علوان فهو يعيش في لشبونة ، وعلى علاقة وثيقة ووطيدة بنجل المدير الفني لفريق الأهلي مانويل جوزيه "روي" وسبق لنفس الوكيل تصدير لاعبين أخرين للنادي الأهلي في أوقات سابقة ، كان أغلبهم مثل جونيور وهو ما يضع علامات إستفهام تحتاج لتفسير واضح! المتابعون لصفقة فابيو جونيور من البداية يتذكرون أن سالم علوان ، إختلف مع إدارة النادي الأهلي على نسبته من الصفقة والمقدرة ب 200 ألف دولار ، وعاد باللاعب إلى البرتغال بعد أن رفضت إدارة الأهلي في البداية سداد نسبته في الصفقة ، ثم عاد الوكيل واللاعب بعد تدخل مانويل جوزيه وتمسكه بضم اللاعب البرازيلي . الأمر الخطير في الصفقة أن قيمة العقد الكبير الذي حصل عليه جونيور مقارنة بمستواه ، أن الأهلي وافق على سداد ما يقرب من نصف القيمة الإجمالية للعقد في الموسم الأول فقط ، حيث يحصل فابيو على 735 ألف دولار عن الموسم الأول ، بصرف النظر عن مشاركته في المباريات من عدمها، على عكس المبدأ المطبق على بقية لاعبي الفريق، حيث أن عقود لاعبي الأهلي ينص على وجود 25 % من قيمة العقد مرتبطة بالمشاركة في 75 % من المباريات، إلا أن الاهلي تنازل عن هذا النص في عقد جونيور من أجل عيون أطراف أخرى ، والسؤال هنا لماذا وافق الأهلي على دفع 735 ألف دولار في الموسم الاول؟ الأمر الأشد خطورة، أن مدير التعاقدات بالنادي الأهلي عدلي القيعي، الذي أدار المفاوضات في البداية بنزاهه واضحة تحسب له، كان قد توصل إلى إتفاق مع نادي "نافال" البرتغالي على إنهاء الصفقة مقابل مليون و350 ألف يورو للاعب والنادي معا ، وهناك مراسلات بهذا الإتفاق داخل النادي الأهلي، ولكن فجأة توقفت المفاوضات بعد دخول سالم علوان في الصفقة ، بالإضافة إلى أحد المسؤولين في النادي الذي تحدث مع رئيس نادي نافال هاتفيا بعد أن رفض رئيس النادي البرتغالي إستكمال محادثة هاتفية مع المدير الفني لفريق الأهلي مانويل جوزيه في وقت سابق غضبا منه وإرتفع خلالها صوته على جوزيه دون أن يعرف السبب وتمتم بكلمات يفهم منها إنه إذا جوزيه يريد دخول إبنه في الصفقة فلماذا لم يطلب ذلك من البداية. تم رفع قيمة الصفقة إلى مليون و800 ألف يورو ، بما يعني أن هناك 450 ألف يورو "3 مليون ونصف المليون جنية" على الأقل زيادة عن الإتفاق الذي طلبه نادي نافال ، وأن هذا المسؤول جلس في مكتب المدير المالي بالنادي عباس الريدي لعدة ساعات يوم تحويل المقابل المادي للصفقة حتى إطمئن أن التحويل وصل وتم إستلامه بالفعل. الغريب أن فابيو جونيور، الذي دفع فيه الأهلي لنادي البرتغالي "نافال" 650 ألف يورو، انضم لنادي نافال في فترة الإنتقالات الصيفية لموسم 2009 – 2010 ، قادما من نادي كامب نيناس البرازيلي مقابل 88 ألف دولار بحسب موقع "ترانسفير ماركت " المتخصص في إنتقالات اللاعبين على مستوى العالم ، وكان يتقاضى في نادي "نافال" 70 ألف يورو في الموسم، وتعاقد معه الأهلي بمتوسط نصف مليون دولار في الموسم! السيناريو السابق تعلمه لجنة الكرة وتحديدا رئيس النادي حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب، لأن طارق سليم العضو الثالث في اللجنة بعيد عن العمل نظرا لظروف مرضه ، فكيف يوافق حسن والخطيب على هذا الإتفاق، مستغلين في ذلك التفويض الذي حصلت عليه لجنة الكرة كالعادة من مجلس الإدارة في بداية الدورة الإنتخابية بإدارة شئون الكرة بالنادي ، حتى أن أغلب إن لم يكن كل أعضاء المجلس لا يعرفون قيمة عقد جونيور مع النادي بإستثناء عضو واحد. الأكثر غرابة أن لجنة الكرة بالنادي الأهلي وافقت على دفع الاف الدولارات للاعب مثل فابيو جونيور، في الوقت الذي لم يحصل فيه لاعبي الفريق على نسبة عقودهم منذ بداية الموسم بداعي الأزمة المالية التي يعانيها النادي. انتهى الكلام وننتظر ردا مقنعا ومنطقيا من لجنة الكرة بالنادي الأهلي، ليس على طريقة "لا نقبل التشكيك" أو "الأهلي أكبر من ذلك" أو "الأهلي ليس طرفا"، ولكن ننتظر ردا يليق بإسم وتاريخ النادي الأهلي يفسر كيف وافق النادي على هذا العقد ، بدلا من اللجوء للجهات الرقابية ، بعيدا عن نظرية المؤامرة والتشكيك واللعب على مشاعر الجماهير ، وإقصاء المنتقدين وما إلى ذلك !! كما انه على بعض وسائل الاعلام ان تلتزم بشرف المهنة الذي يحتم على من ينقل الخبر ان ينسبه الى مصدره الاصلي بعيدا عن سرقة الاخبار وتجهيلها! لمتابعة الصور بحجمها الطبيعي اضغط هنا لمتابعة الصور بحجمها الطبيعي اضغط هنا لمتابعة الصور بحجمها الطبيعي اضغط هنا