من رحم المعاناة يولد الأبطال، قول مأثور يجب على لاعبي وادي دجلة وضعه نصب أعينهم لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يتعرضون لها حاليا عقب الحادث الذي أودى بحياة عامل غرفة الملابس وتسبب في حصار الموت لمدربهم البلجيكي والتر مويس. فكثير من الأندية الشهيرة والمغمورة تعرضت لكوارث أفقدتها ما يقرب من 100% من قوامها إلا انها كانت تنتفض مجددا متجاوزة الظروف القهرية لتستمر إلى الأن. حوداث الطائرات والحافلات والموت صعقا والهجمات الإرهابية، هى أبرز العوامل التي ترسم ملامح أسواء الكوارث التي سجلها تاريخ كرة القدم. ومثلما تمتلأ كرة القدم بلحظات الفرح والانتصار، تتجاوز مأسيها مجرد اهتزاز شباك فريقك بهدف أو خسارته لمباراة لتصل إلى موت لاعب أو فقدان القوام الأساسي للفريق بالكامل. ويعرض FilGoal.com مجموعة من الكوارث تعرضت لها منتخبات وفرق على مدار التاريخ حتى لا يُنسى ضحاياها. خالد محمد في ذمة الله شاب في أواخر العشرينات من عمره يعمل دون كلل أو ملل كعامل غرفة ملابس وادي دجلة، راضيا والابتسامة على وجهه بما قسمه الله له. لم يمهله القدر حتى يعود لمنزله، فاختاره ليكون الضحية الوحيدة لحادث اصطدام حافلة فريقه بسيارة نقل ثقيل علي طريق الإسماعيلية الصحراوي. الأزمة تجاوزت خالد لتصل إلى والتر مويس المدير الفني للفريق الذي يرقد في أحد مستشفيات القاهرة بين الحياة والموت وسط دعوات الجميع بتجاوزه المرحلة الحرجة. كارثة ميونيخ .. الأشهر 6 فبراير 1958، تاريخ لن ينمحى من ذاكرة أي مشجع لمانشستر يونايتد مهما طال عمره أو قصر. فريق الشياطين الحمر عائد من العاصمة اليوغسلافية بلجراد عقب التأهل لدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا عقب التعادل مع ريد ستار العنيد 3-3. هبطت الطائرة في مطار ميوينخ الألماني للتزود بالوقود، وعقب محاولتين فاشلتين في الإقلاع نجحت الثالثة ولكن على ارتفاع منخفض ليتم الاصطدام بالسياج المحيط بالمطار ثم أحد البيوت المحيطة لتسقط مشتعلة. كان الموت مصير 21 مسافر على متن الطائرة، منهم سبعة لاعبين هم جوف بينت - روجر بيرن - إيدي كولمان - دونكان إدواردز توفي في المستشفى بعد 15 يومًا جراء إصابات خطيرة في الحادث - مارك جونس - ديفيد بيج - تومي تايلور - ليام ويلان. ونجح السير مات باسبي النهوض بالفريق مجددا معتمدا على الناجين من الحادث أمثال بوبي تشارلتون وبيل فولكس وهاري جريج وألبيرت سكانلون، بجانب الصاعدين وقتها جورج بيست ودينيس لو وألبرت كيكسال ونويل كانتويل. اندثار عظيم .. مأساة تورينو الفاجعة كانت أقوى وأكبر على نادي تورينو الإيطالي، كونها تسببت في انهيار تام وشامل لفريق أسطوري سيطر على الكرة الإيطالية والأوروبية وقتها ولم يتمكن بعدها من النهوض مجددا. تورينو الغريم التقليدي ليوفنتوس هو من ابتدع طريقة لعب 4-4-2 التي نفذها البرازليون في مونديال 1958، كما أنه مهد للهولنديين أسلوب الكرة الشاملة التي غيرت الملامح الخططية لكرة القدم في التسعينات. أرقام قياسية كثيرة مازال منها الصامد إلى الأن حققها تورينو العظيم، أهمها الفوز بالكاليتشو خمس مرات متتالية كما أنه لم يتعرض لهزيمة على أرضه في 93 مباراة متتالية ليعتبر غير مهزوما طيلة أربعة مواسم متتالية. وتدخل القدر، لينهى تلك المسيرة التاريخية الناجحة في الرابع من مايو 1949 حيث كان الفرق عائدا من البرتغال عقب خوض مباراة ودية أمام بنفيكا وتسببت الأحوال الجوية السيئة في اصطدام الطائرة بتلة لاضطرار قائدها الاقتراب من الأرض ليتمكن من الرؤية، متسببا في مصرع كل من عليها. موت كامل العدد رغم كونها دولة صغيرة جدا في قارة أمريكا الجنوبية شاسعة الأطراف، إلا أن سورينام عاشت كارثة تم تصنيفها من ضمن الأبشع في تاريخ كرة القدم.
فريق ال11 ملونا أو "Colourful 11" كان متوجها من هولندا إلى سورينام لخوض مباراة ودية تقام سنويا ضد منتخب الدولة الصغيرة. ويتكون الفريق المذكور أعلاه من لاعبين سوريناميين الأصل هولنديين الجنسية يشاركون في أندية هولندا وأحيانا يمثلون منتخبها البرتقالي. وبينما كان من المنتظر أن تهبط الطائرة التي تقل الفريق على مدرج مطار سورينام يوم السابع من يونيو 1989 ، اصطدام أحد المحركات بشجرة مؤدية إلى انقلاب الطائرة وتحطمها. أسفرت تلك المأساة عن مصرع 169 مسافرا ولم ينج سوى 11 ليس من بينهم فردا من الملونين. كالوشا بواليا .. الناجي الوحيد لم تكن الكوارث ببعيدة عن القارة السمراء، التي تعرض فيها المنتخب الزامبي لأسوأ كارثة كروية يوم 28 أبريل 1993. كانت بعثة التماسيح متجهة للسنغال لمواجهة منتخبها في أحد مباريات تصفيات مونديال 1994 في العاصمة داكار. وعلى غرار فيلم تايتانيك، أكمل الطيار الرحلة رغم وجود مشاكل في المحرك تم اكتشافها خلال هبوط الطائرة للتزود بالوقود في الكونجو ليلتهم الحريق أحد محركات الطائرة متسببا في وقوع سقوط الطائرة التي أغلق طيارها المرهق المحرك الخاطئ ليجعلها تهوى من السماء في مياه البحر. أسفر الحادث عن مقتل كل ركاب الطائرة وبعثة الرصاصات النحاسية بالكامل، ليبقى كالوشا بواليا حيا لظروف سفره إلى السنغال في رحلة مختلفة لارتباطه بمباريات مع فريقه أيندهوفن الهولندي. توجو ليست ببعيدة الحديث مقتصر على كوارث الطبيعية والحوادث التي يكون القدر هو المتحكم الأول في أحداثها، ولكن مع توجو الوضع مختلف. فالمنتخب التوجولي يعد أول فريق كروي في التاريخ يتعرض لهجوم إرهابي شهدته الأراضي الأنجولية إبان مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وتسببت الاعتداء المسلح في انسحاب توجو من البطولة واعتزال نجمها إيمانويل أديبايور اللعب الدولي، كما أسفر عن مقتل ثلاثة أفراد من بينهم حارس مرمى وتعرض حارس أخر للإعاقة. البرق يختار ضحاياه ! دائما ما يطلق على القارة السمراء أرض العجائب، لما يحدث على أراضيها من أحداث تتجاوز حاجز التفكير وهو الأمر الذي تبرع فيه إفريقيا حتى على مستوى الكوارث. فعلى أحد الملاعب الكونجولية وخلال مباراة في الدولي المحلي وبالتحديد في يوم 28 أكتوبر 1998 لقى 11 لاعبا من فريق بينا تشادي حتفهم إثر تعرضهم لصاعقة برق. ومن سخرية القدر أن لاعبي الفريق صاحب الأرض لم يتعرض ولو فرد منهم إلى أذى، ما دفع السلطات لاتهام أحد السحرة الذين يجيدون فنون السحر الأسود! القضية أغلقت بشكل سريع ولم ينشر عنها أي تفاصيل بسبب انشغال الكونجو وقتها بحرب أهلية بين الحكومة وقوات المعارضة المدعومة من رواندا. من فرحة الصعود لفاجعة الموت تأسس نادي باختاكور الأوزبكي عام 1956 وتم تصنيفه من ضمن فرق الدوري السوفييتي، ليصبح أول فريق من أوزبكستان يشارك في دوري الدولة الشيوعية. وشهد عام 1979 عودة الفريق إلى الدوري السوفييتي صاعدا من دوري الدرجة الأولى، ولكن القدر لم يمهلهم الكثير من الوقت للاحتفال بنصرهم. فخلال سفر الفريق لملاقاة دينمو منسك في نفس العام تحطمت الطائرة التي كانت تقل أعضائه جراء حادث تصادم جوي أسفر عن قتل جميع ركاب الطائرة منهم 17 شخصا من أعضاء الفريق.