قد يعتبر البعض ما حصل مع أوساين بولت بالخطأ الذي ارتكبه في انطلاق سباق 100 متر ظاهرة كونية، ولكن الظاهرة الحقيقة في دايجو كان بطلها الجنوب إفريقي أوسكار بوستريوس في سباقات 400 متر. ولمن لا يعرف بوستريوس فهو شاب تعرض لبتر قدميه منذ أن كان رضيعا، وأقام عدة دعاوي ضد الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ عام 2008 حتى حصل على الموافقة على مشاركته في سباقات الإصحاء. ويستخدم بوستريوس ساقين تم تصميمهما مخصصا له من الفايبر كاربون تكلفه 15 ألف جنيه إسترليني، وهو ما كان يعتبره الاتحاد الدولي "ميزة" له عن بقية المتسابقين. واستطاع أن يتأهل مع منتخب جنوب إفريقيا إلى نهائي سباق 4x400 تتابع، ولكن تم استبعاده من المشاركة في النهائي الذي شهد حصول منتخب بلاده على الميدالية الفضية. وفي سباق 400 متر نجح بوستريوس في التأهل إلى الدور قبل النهائي، ولكنه فشل في التأهل إلى النهائي بعدما حقق رقما يزيد عن رقمه الطبيعي بنحو ثانية. ووجود بوستريوس في لندن بعد أقل من عام من الآن لن يكون أمرا غريبا، وسينتظر العالم رؤية ما سيفعله في الأولمبياد. خطأ بولت خذوا أماكنكم.. استعداد.. وينطلق بولت متفوقا على جميع ليحقق اللقب العالمي لسباق 100 متر في دايجو.. قد يعتبر الكثير أن ذلك كان متوقعا، ولكن من شاهد السباق سيعلم أن ذلك لم يحدث. كل شيء كان يسير على ما يرام بالنسبة للبطل الجامايكي الذي نجح في التأهل للنهائي بكل سهولة، ولكن خطأ بسيط أطاح بحلمه في النهائي، فقد أنطلق بولت قبل إطلاق صوت الانطلاقة وبحسب القوانين الجديدة تم استبعاده من السباق. العديد من النقاد ذهب إلى أن سبب إنطلاقة بولت المبكرة كانت بسبب مواطنه يوهان بليك الذي كان يحتل الحارة المجاورة له، والذي نجح في تحقيق اللقب. بولت استمر طوال الفترة الماضية من 2011 يحاول تحسين إنطلاقته البطيئة، وتحسينها كان سيساعده على تحسين رقمه القياسي العالمي إذ أن فوزه بالسباق حتى لو كانت انطلاقته بطيئة لم يكن محل شك من قبل أي ناقد حتى مع غياب كبار أمريكا تايسون جاي وجاستين جاتلين ووالتر ديكس. ولكن البطل الجامايكي تعلم الدرس في سباق 200 متر، ونجح في تحقيق اللقب بكل سهولة. وتستحق بطولة العالم في دايجو أن يطلق عليها لقب "أم الظواهر". ففي مسابقة الوثب الطويل، ستفكر الروسية أولجا كوتشرينكو كثيرا قبل أن تهتم بشعرها مرة أخرى، ففي قفزتها الأخيرة منحتها قدميها اللقب، ولكنها اكتفت بالمركز الثاني بعد أن تسببت خصلة من شعرها في تحريك الرمال عند علامة أقل مما حققته. وذهب اللقب إلى الأمريكية بريتني رييس، والتي نجحت في قفزتها الأولى فقط من أصل ست قفزات. وفي سباق التتابع 4x100 متر رجال، واصل رجال أمريكا هوايتهم في عدم إكمال السباق، بعدما سقط درافيس باتون بعدما اصطدم بيد البريطاني هاري أيكنز في ال100 الأخيرة.
ولكن ظاهرة السباق لم تتوقف عند الخطأ الأمريكي المعتاد، بل انتهت عن بولت كالعادة بعد أن قاد جامايكا للفوز باللقب وتحطيم الرقم القياسي المسجل بإسم جامايكا في بكين 2008 محققا 37.04 ثانية. وحققت فرنسا المركز الثاني، وجزر سانت كيتيز أند نيفيز المركز الثالث بفارق 0.01 ثانية عن بولندا. ووصلت دايجو مفاجآتها في سباق 110 متر حواجز رجال و100 متر حواجز سيدات. ففي سباق الرجال، توج الكوبي دايرون روبليس بطلا للعالم لعدة دقائق قبل أن يتم استبعاده من السباق بسبب إعاقته للصيني ليو جيانج، ليتوج الأمريكي جيسون ريتشاردسون بطلا. وتقدم جيانج إلى المركز الثاني، والبريطاني أندرو تيرنر إلى المركز الثالث. وفي سباق السيدات كانت تنتظر أمريكا ميدالية مضمونة، فلديها ثلاث سيدات في النهائي، ولكن الأسترالية سالي بيرسون نجحت في خطف الفوز وتحطيم رقم بطولة العالم السابق محققة 12.28 ثانية، وهو الأسرع في أخر 19 عاما. وتعرضت سيدات إسبانيا لموقف صعب في تصفيات سباق التتابع 4X100 متر، فبعد إصابة لاعبتين لم يجد الفريق أمامه حل سوى الاستعانة بلاعبتي القفز الطويل والوثب العالي. وخسر الإثيوبي كينينسا بيكيلي سباق 10 آلاف متر للمرة الأولى بعد أن سيطر على 12 سباقا متتاليا بعدما فشل في إكمال السباق، وذهب اللقب إلى مواطنه إبراهيم جيلان متفوقا على البريطاني محمد فرح والإثيوبي إيماني ميرجا. وسيطر رجال ألمانيا على مسابقات رمي القرص عن طريق روبرت هارتنج، والرمح عن طريق ماتياس دي زوردو، والجلة عن طريق دافيد شترول وهو أصغر لاعب شارك في المسابقة. وشهدت مسابقة القفز بالزانة تعرض الروسي دميتري ستارودوبتشيف والتشيكي يان كودليكا لموقف يصلح لبرنامج "مواقف وطرائف" بعد أن تعرضت الزانة للكسر في النهائي.