أحكم مانشستر يونايتد قبضته على زمام قمة الدوري الإنجليزي بإسقاط منافسه الأبرز أرسنال بهدف نظيف على ملعب أولد ترافورد مساء الاثنين في الجولة ال17 من المسابقة. لعب الكوري الجنوبي بارك جي سونج دور البطولة في فوز مانشستر بعدما سجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة 41 بضربة رأس متقنة علت رأس الحارس البولندي للمدفعجية سزكزيسني. ويتمتع بارك بسجل مميز في مواجهات أرسنال إذ دك شباك المدفعجية في أربع مناسبات من قبل وهو يرتدي قميص مانشستر منذ انضم للفريق الأحمر عام 2005. وكان أليكس فيرجسون المدير الفني للشياطين قد وصف بارك بأنه "لاعب يجيد دائما أمام أرسنال ويملك سجلا رائعا في تلك المواجهات". فوز مانشستر يزيد هيمنته على مواجهات المدفعجية خلال السنوات الأخيرة، إذ فاز رجال فيرجسون بخمس مباريات في آخر ست مواجهات مع أرسنال. وتلقى أرسنال ضربة في مساعيه لتحقيق أول لقب دوري إنجليزي منذ موسم 2003-2004، بعدما فقد فرصة الانقضاض على القمة. فقد رفع مانشستر رصيده إلى 34 نقطة، بفارق نقطتين عن أرسنال صاحب المركز الثاني، وللشياطين الحمر مباراة مؤجلة أمام بلاكبول قد تزيد المسافة مع الدفعجية إلى خمس نقاط. اللقاء شهد إهدار واين روني نجم مانشستر يونايتد ركلة جزاء حصل عليها زميله لويس ناني في الدقيقة 72، بعدما لمست الكرة يد الظهير الايسر لأرسنال جايل كليتشي. أداء متحفظ قدم الفريقان أداء فيه الكثير من التحفظ في ظل اعتماد فيرجسون على تشكيل دفاعي وعدم مغامرة ظهيري جنب أرسنال كثيرا في الهجوم اللندني. لعب روني وحيدا في المقدمة بالنسبة لمانشستر، فيما يجلس خافيير هرنانديز ودميتار برباتوف على مقاعد البدلاء.
روني وهو يهدر ركلة جزاء وشارك ثلاثي ارتكاز في وسط ملعب مانشستر يتقدمه أندرسون ودارين فليتشر، ويحميه الدولي الإنجليزي مايكل كاريك، ما قلص من خطورة أرسنال أغلب فترات المباراة. ومال فليتشر في لعبه إلى الجانب الأيمن وأرسل عرضيات كاد ناني أن يسجل من إحداها بتصويبة على الطائر في الدقيقة 22، لكن الكرة حادت عن المرمى اللندني. في المقابل، دفع فينجر بتشكيل يغلب عليه المهارة والسرعة بوجود توماس روزيسكي مع سمير نصري وأندريه أرشافين خلف رأس الحربة المغربي مروان شماخ. كما لعب جاك ويلشير صانع اللعب الواعد دور الارتكاز الدفاعي الثاني الذي يجاور الكاميروني الكسندر سونج في وسط أرسنال. وهذه التشكيلة ظهرت بشكل جيد في بداية المباراة مع التزام ثلاثي ارتكاز مانشستر بالدفاع وتراجعه كثيرا في الوسط. بل وكاد أرسنال أن يخطف المقدمة مع الدقيقة العاشرة حين قابل شماخ عرضية يسارية بضربة رأس، تصدى لها بنجاح الحارس الهولندي المخضرم فان دير سار. هدف المباراة مقامرة فينجر بالدفع بالحارس سزكزيسني بدلا من فابيانسكي في المرمى، لعبت دورا في هدف مانشستر الذي جلب للشياطين النقاط الثلاث. فسزكزيسني خرج على كرة عرضية، لكنها اصطدت بلاعب وحولت طريقها إلى بارك الذي استغل خروج الحارس من مرماه ولعب برأسه الكرة عالية لتسقط داخل شباك أرسنال. بعد الهدف، تراجع روني لمساندة وسط مانشستر ما صنع أمانا كبيرا لدفاع الشياطين الحمر وقتل خطورة أرسنال. وحتى يستعيد أرسنال زمام الأمور، عاد شماخ بدوره للوسط لتتعادل كفة الفريقين، لكن غياب المغربي الدولي عن منطقة جزاء مانشستر أظهرت عجزا واضحا لهجوم المدفعجية.
أرسنال يخسر تحديا كبيرا .. فهل يفقدون القدرة على المنافسة؟ واكتفى أرسنال بتصويبات بعيدة المدى عن طريق روزيسكي أخطرها في الدقيقة 48، وحادت عن مرمى فان دير سار. وكاد مانشستر خلال اندفاع أرسنال للهجوم أن يسجل هدفا ثانيا عن طريق أندرسون الذي قابل بينية خبيثة من روني في الدقيقة 55، لكن البرازيلي الدولي صوبها برعونة في جسد الحارس. هجوم وركلة جزاء لجأ فينجر إلى نجومه الذين لم يشاركوا في التشكيل الأساسي كونهم لم يستعيدوا كامل لياقتهم يتقدمهم الثنائي سيسك فابريجاس وروبن فان بيرسي. وخرج من الملعب روزيسكي وويلشير على الترتيب، ما أثمر عن تحسن نسبي في هجوم أرسنال. ورد نمنيا فيديتش نجم قلب دفاع مانشستر هدفا محققا لأرسنال حين قابل بجسده تصويبة من شماخ أطلقها الأخير في ظل غياب فان دير سار عن مرماه. لكن مانشستر حصل في هجمة مرتدة على ركلة جزاء بعدما لامست الكرة يد كليتشي وهو مشتبك على أرض الملعب مع ناني. وجاء القرار من جانب الحكم المساعد الذي شاهد اللعبة ليحتسب اللقطة حكم المباراة هاورد ويب. لكن روني أهدر فرصة إحراز الهدف الثاني لفريق والثامن له بشكل شخصي في أرسنال، من ركلة جزاء نالها مانشستر في خمس مواجهات مع المدفعجية من أصل أحدث سبع مواجهات. ودفع فينجر بعد ذلك بالجناح السريع تيو والكوت في موقع الروسي المجهد أندريا أرشافين الذي سقط على أرض الملعب أكثر من مرة. ومع تحسن أداء أرسنال الهجومي، أجرى فيرجسون تبديل بدوره، ودفع بالويلزي المخضرم ريان جيجز في وسط الملعب على حساب أندرسون. وتحكم جيجز مع ناني وروني في إيقاع اللعب ما قتل خطورة أرسنال، فلم تصل الكرة إلى فابريجاس أو والكوت أو فان بيرسي أو شماخ ليصنعوا الفارق للمدفعجية.
