دائما وعقب كل فشل رياضى نبحث فى أسباب فشلنا ونلف وندور وغالبا ما نلقى بالتهمة على المدير الفنى ويكون هو كبش الفداء ولا نصل الى شىء ولا الى حل , ولكننا لم نفكر يوما فى البحث عن اسباب انتصارات الأخرين لأخذ الدروس منهم و التعلم ولذلك قررت اليوم البحث عن الأسباب التى أدت الى فوز تونس بكأس الأمم الأفريقية لعل وعسى نتعلم منها شيئا يفيدنا فى المستقبل . 1- اقامة دورى قوى جدا قليل التوقفات حيث توقف قبل البطولة ب 20 يوم فقط و ليس 50 يوم مثل مصر و يتنافس على الدورى 4 فرق متقاربة جدا فى المستوى هى الترجى والأفريقى والصفاقسى والنجم الساحلى وليس فريقين فقط هما الأهلى والزمالك فى مصر ودائما ما تحصد الفرق التونسية احدى البطولات الافريقية و تتنافس علي البطولات وقد توج النجم الساحلى بطلا لبطولة أفريقيا لأبطال الكئوس هذا العام . 2- وجود العديد من اللاعبين المحترفين فى الخارج فى أندية أوروبية عالية المستوى مثل حاتم الطرابلسى وسليم بن عاشور وزياد الجزيرى . 3- استكمال صفوف المنتخب التونسى بلاعبين برازيلين هما دوس سانتوس و كلايتون وهذا لا يعتبر عيب فى عصر الاحتراف الحالى وكثير من الدول المتقدمة تسعى الى تجنيس لاعبين و المهم ان يكون هؤلاء اللاعبين جيدين المستوى ويلعبون بولاء وجدية للمنتخب مثلما فعل هذا الثنائى البرازيلى الذى لعب بولاء وجدية ووطنية أكثر من العديد من لاعبى المنتخب المصرى . 4- وجود توليفة من لاعبى الخبرة والشباب فشاهدنا لاعبى الخبرة مثل خالد بدره ورياض بوعزيزى وراضى الجعايدى وعناصر الشباب مثل زياد الجزيرى وعماد المهذبى وجوهر المنارى وانيس العيارى ومهدى النفطى . 5- التعاقد مع مدير فنى عالمى على مستوى عالى جدا هو الفرنسى روجيه لومير والكثير لا بعلم ان مرتب لومير هو 20 الف يورو فقط وهو ليس مرتب عالى , كما ان لومير يهتم بالالتزام و النظام داخل الفريق . 6- اتحاد كرة محترم واعلام رياضى واعى حيث تركوا كل الأمور فى يد المدرب لومير وعندما قام باستبعاد النجم زبير بيه والمهاجم القدير على الزيتونى لم يضغط عليه رجال اتحاد الكرة لضمهما ولم يهاجمه الاعلام بل وقفوا بحانبه وساندوه بقوة . 7- جمهور متحمس يحرك الحجر و يقوم بتشجيع فريقه من أول دقيقة حتى أخر دقيقة ويصبر عليه ولا يهاجم لاعبيه رغم الأداء السىء فى بعض المباريات مثل مباراة رواندا وليس مثل الجمهور المصرى الذى يشجع قبل المباراة بثلاث ساعات ثم يلتزم الصمت طوال المباراة بل يهاجم لاعبى منتخبه ويشجع لاعبى ناديه ويطلق السباب على مدرب المنتخب واللاعبين عند اول هدف بدخل مرمانا . 8- ملاعب ممتازة تساعد اللاعبين على الأداء وتقديم أفضل ما عندهم وليست ملاعب بها حفر ونقر لا يستطيع اللاعب فيها التحكم فى الكرة بل وكثيرا ما تتسبب فى اصابات اللاعبين , حيث كان الاستعداد للبطولة من جميع أجهزة تونس ممتازة جدا حتى جودة التصوير التى شاهدنا بها المباريات والتنظيم الجيد الذى أشاد به الجميع . 9- الالتزام الدينى والايمان بالله سبحانه وتعالى وقد شاهدنا ذلك فى مباراة نيجيريا أثناء ركلات الترجيح حيث كان كل لاعب يقوم بالدعاء قبل تسديد الركلة وأيضا شاهدناه عقب المباراة النهائية بعد أن قام جميع اللاعبين والجهاز الفنى بالسجود لله سبحانه وتعالى شاكرين له , كما قرأت أن العديد من لاعبى تونس المحترفين يطلقون لحيتهم خارج تونس لتكون دليل على التدين والالتزام فى الخارج بينما لاعبونا يطلقون شعرهم ويصبغوه بالالوان بل ويرتدوا الحلقان أيضا . 10- أخيرا ولأن هذا الفريق أخذ بجميع أسباب النجاح والنصر من تخطيط واستعداد والتزام وجدية بالاضافة الى الايمان بالله فقد تحقق له النصر كما توفر له عنصر التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى وهو الذى يطلق عليه محسن صالح عنصر الحظ حيث كان التوفيق حليفهم فى هجمة سنغالية ارتدت من العارضة وفى ركلات الجزاء أمام نيجيريا وفى المباراة النهائية فى الهدف الثانى الذى ارتدت فيه الكرة من يد خالد الفوهامى حارس المغرب , حيث قال الله سبحانه وتعالى (ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) أخيرا أتمنى ان نتعلم من الدرس وناخذ بأسباب الانتصار ونعمل بها حتى يتحقق لنا النصر القريب كما أتمنى أن نتعلم من التنظيم حتى تكون بطولة مصر 2006 أفضل من الناحية التنظيمية من تونس 2004 واتمنى ألا نرى مخرجا يضع الكاميرا على الجمهور أثناء تسديد ركلات الجزاء .