اقترب منتخب البرتغال من التأهل لدور ال16 في كأس العالم بفوزه في ثاني مباريات المجموعة السابعة بسبعة أهداف نظيفة على كوريا الشمالية لتقبع الأخيرة في ذيل المجموعة. وتقدمت البرتغال بهدف في الشوط الأول في ظل تفوق كوري كاد يؤهلها للتعادل على أقل تقدير، لكن اندفاع الآسيويين نحو التعادل في الشوط الثاني كلفهم ستة أهداف بخلاف الفرص الضائعة للبرتغاليين. وسجل أهداف المباراة راؤول ميراليس وسيماو سابروزا وهوجو ألميدا وتياجو (هدفين) وليدسون دا سيلفا وكرستيانو رونالدو في الدقائق 29 و52 و56 و60 و80 و88 و89. وأكدت البرتغال بفوزها التاريخي تفوقها في المواجهات المباشرة مع الكوريين بعدما كرروا فوزهم عليهم في ثاني مبارياتهم بكأس العالم إذ التقى الفريقان في 1966 وتقدمت كوريا 3-0 وعادت البرتغال من بعيد لتفوز 5-3. وحصد كريستيانو رونالدو لقب رجل المباراة بعدما صنع هدفا وسجل آخر ومرر العديد من التمريرات المتقنة مسجلا 36 تمريرة ناجحة من أصل 46. وتلاقي البرتغال البرازيل المباراة المقبلة، فيما تواجه كوريا الشمالية كوت ديفوار، وفيما ضمنت البرازيل التأهل بفضل نقاطها الست يقف فارق أهداف البرتغال في صالحها حتى في حال خسارتها وفوز كوت ديفوار، فيما يكفي التعادل البرازيليين وممثليهم في القارة الأوروبية للتأهل صحبة. تكافؤ وتقدم برتغالي اعتمد كارلوس كيروش اللعب بطريقة 4-3-3 دافعا بألميدا رأس حربة يموله من اليسار واليمين رونالدو وسيماو مع زيادة تياجو من الوسط. في المقابل صف الكوري هوه يونج مو لاعبيه كقطع الشطرنج بطريقة 4-4-2 وظهر انضباطهم المتطرف في تطبيق الطريقة في نصبهم لمصيدة التسلل لمهاجمي البرتغال.
ومثلما بادر رونالدو نجم ريال مدريد بالتسديد في مباراة فريقه أمام كوت ديفورا بادر بإرسال قذيفة لكن أقدام الدفاع غير اتجاهها ليمسكها الحارس. وأضاع ريكاردو كارفاليو فرصة التقدم المبكر بعدما تسلم الكرة من خطأ الدفاع على نقطة الجزاء ليسددها في السماء، ومع الدقيقة السادسة أضاع كارفاليو كرة أخرى من نفس المنقطة بتسديدة في القائم الأيمن. ورد جونج تاي سي بإضاعة فرصة الانفراد بالحارس إدواردو بعدما رفع زميله أن يونج هاك طولية في قلب منطقة الجزاء ولكن الكرة تطاولت وخرجت لضربة ركنية. ومع مرور دقائق المباراة ظهر اهتمام المدرب هوه يونج مو بمراقبة الجناح المتقدم رونالدو والذي كلف ثلاثة من لاعبيه بمحاصرته فور تسلمه الكرة. وأخيرا أثمرت التمريرات الطولية للبرتغاليين واستلغوا الإحكام غير المنضبط لمصيدة التسلل الكورية واخترق ميراليس خط الدفاع الخماسي وافتتح السباعية. ولم يتأثر الكوريون كثيرا بالهدف إذ انطلق يونج جو وراوغ ببراعة على رأس قوس منطقة الجزاء البرتغالية وسدد بيسراه لكنها ذهبت ضعيفة. نصف دستة أهداف اختفى التوازن الذي حرص عليه الكوريون في الشوط الأول مع دخولهم في الثاني مندفعين بغية إحراز التعادل ليعاقبهم البرتغاليون بنصف دستة أهداف. حاول رونالدو وضع بصمته بالتسديد على المرمى وفشل الحارس في الإمساك بالكرة من مرة واحدة وسقطت منه أمام تياجو الذي فشل في متابعتها.
وبعدها بدقيقتين ضرب سابروزا مصيدة التسلل بفضل بينية ميرالس لسيدد الهدف من على رأس الياردات الست. وفي ظل مفاجئة الهدف الثاني لعب كونتارو عرضية على رأس ألميدا الذي ارتقى في ظل تمركز دفاعي خاطئ وحول الكرة في المرمى. وبعد سلسلة من التمريرات الناجحة في وسط الملعب ظهر أول تعاون مؤثر لقائد البرتغاليين بعدما لعب رونالدو عرضية من على خط المرمى من خارج منطقة الجزاء ليقابلها تياجو القادم من الخلف في المرمى. وللمرة الثانية على التوالي سدد رونالدو بعدما انطلق بالكرة من جبهته اليسرى القوية وسدد من حوالي ثلاثين ياردة لكنها ارتطمت بالعارضة بقوة. ومع الاندفاع الكوري نحو تسجيل هدف الشرف أوقف المدافع ري كوانج شون الكرة للبديل ليدسون دا سيلفا ليسدد في سقف المرمى. وأخيرا ابتسم الحظ لرونالدو بعدما منحه كيروش مساحات أكبر في الأمام مع إخراج ميراليس وسابروزا وألميدا وسجل رونالدو هدفه المونيدالي الأول في كرة لعبت فيها المصادفة قدرا كبيرا. فمع مرواغة جيدة على حدود منطقة الجزاء حاول رونالدو التملص من حارس المرمى الذي خرج لملاقاته فارتفعت الكرة وتوقفت على مؤخرة رأسه قبل أن تقفز أمامه ليودعها المرمى الخالي أخيرا. وأبى البرتغاليون إظهار بعض الرحمة أمام منافسهم الذي لم يتوان من جانبه عن ملاحقة سراب تسجيل الهدف وسجل تياجو هدفه الشخصي الثاني برأسية ارتقى لها منفردا في ظل حراسة ثلاثة من لاعبي كوريا.
