تفرض بطولة كأس الأمم الإفريقية نفسها على مدربي الدوري الإنجليزي وعشاق أنديته بسبب تأثيرها المتفاوت على كل فريق مما قد يكون عنصرا حاسما لتحديد لقب الموسم الجاري ويسرع بهبوط بعض الفرق. وتتسبب البطولة الإفريقية كل عامين في بعثرة أوراق الأندية الإنجليزية أكثر من غيرها لسببين أولهما عدم حصول فرق إنجلترا على راحة شتوية والإصرار على اللعب خلال فترة أعياد الكريسماس وتكثيف المباريات. وثانيهما هو قوانين الاتحاد الدولي "الفيفا" الذي يجبر الأندية على ترك لاعبيها لمنتخبات بلادهم وإلا تعرضت للعقاب نظرا لأن كأس الأمم الإفريقية بطولة دولية رسمية. ويتوقع تيري فينابلز المدير الفني الأسبق لمنتخب إنجلترا والمحلل الكروي أن تلعب كأس الأمم الإفريقية المقبلة في أنجولا دورا مؤثرا في تحديد هوية الفائز باللقب بحسب مقال نشره مؤخرا في صحيفة "ذا صن" واسعة الانتشار. وبرصد تأثير الأزمة على البطولة نجد أن أندية القمة والوسط والقاع ستعانى خلال فعاليات البطولة الأفريقية بسبب غياب أبرز عناصرهم، ودائما ما يتمنى مدرب كل فريق خروج المنتخبات التي تضم أبرز لاعبيه مبكرا من الكأس حتى يستعيد خدماتهم. خسائر الزرق يفقد نادي تشيلسي اللندني أربعة من أبرز لاعبيه خلال شهر يناير وهم الإيفواريين ديديه دروجبا وسولومون كالو والغاني مايكل إيسين والنيجيري جون أوبي ميكيل لمشاركتهم في كأس الأمم الأفريقية. وحرمان أي فريق من لاعبين مثل دروجبا وإيسين سيترك دون شك فراغا في صفوفه ويضعف من قدرته. وقلل دروجبا من تأثير فقدان فريقه لخدماته وزملاءه قائلا: "لست قلقا على تشيلسي لأن الفريق يمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين القادرين على تعويض غياب أربعة من عناصره." وأضاف "رأينا هذا عندما لعب باولو فيريرا ضد أرسنال، ليقدم أداء جيدا على الرغم من ابتعاده عن المشاركة لفترة طويلة." وعلى الجانب الأخر نجد أن مانشستر يونايتد المنافس المباشر لتشيلسي على اللقب بعيد عن أزمة الأمم الأفريقية كون قائمته لا تحتوى على أي لاعب إفريقي. ويأمل سير أليكس فيرجسون مدرب يونايتد في شفاء لاعبيه المصابين ليتمكن من استغلال أزمة غياب الأفارقة عن أنديتهم وخاصة تشيلسي ويقفز إلى الصدارة في أقرب فرصة. ويعد أرسنال أقل أندية القمة تأثرا بأزمة غياب اللاعبين الأفارقة خاصة وأنه سيفتقد لجهود الثنائي إيمانويل إيبوي ظهير أيمن كوت ديفوار وإليكسندر سونج لاعب وسط الكاميرون. وبالنظر إلى الثنائي السابق ذكرهم يبدو أبناء الفرنسين أرسين فينجر قادرين على تعويض غياب زميليهم، مثلما استطاعوا من قبل تعويض غياب الثنائي الراحل إلى مانشستر سيتي كولو توريه وإيمانويل أديبايور. تخبط الوسط وتطول الأزمة أندية الوسط حيث ستعانى العديد من الأندية التي تجد في تواجدها داخل المنطقة الدافئة للبطولة إنجازا بسبب غياب أبرز عناصرها. فإيفرتون صاحب المركز ال11 والذي يعاني من إصابات أبرز نجومه هذا الموسم، سيفقد خدمات الثنائي النيجيري ياكوبو إيجبيني وجوزيف يوبو. كما سيكون من المثير رؤية كيفية تغلب هال سيتي القابع في المركز قبل الأخير على الصعاب من دون الجزائري كامل غيلاس والجابوني دانيال كوسين والنيجيري سيي أولوفينجانا. وستزداد معاناة مانشستر سيتي في خط الدفاع لانضمام كولو توريه إلى منتخب كوت ديفوار في ظل غياب جوليون ليسكوت للإصابة.
سيتي بدون أديبايور وتوريه وسيتأثر هجوم الفريق بانضمام التوجولي إيمانويل أديبايور ثاني هدافي الفريق إلى منتخب بلاده استعدادا لخوض كأس الأمم الأفريقية. وقد يتعرض حلم توتنام هوتسبر في بلوغ المربع الذهبي للبطولة إلى الفشل لغياب المدافع الكاميروني الأساسي بينوا أسوو - إيكوتو. هبوط بورتسموث يعد بورتسموث الأكثر تضررا من انضمام لاعبيه الأفارقة إلى منتخبات بلادهم لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية. ويحتل الفريق المملوك لمستثمرين عرب المركز الأخير في جدول ترتيب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. واصطدمت رغبة بورتسموث في استغلال النصف الثاني من الدوري الإنجليزي للهروب من منطقة الهبوط بغياب ستة من لاعبيه الأفارقة الأساسيين. ويتسبب انضمام الغاني كيفين بوتنج والجزائريين نادر بلحاج وحسان يبدا والنيجيريين نوانكو كانو وجون أوتاكا والإيفواري أرونا دينداني إلى منتخبات بلادهم في فقد بورتسموث نصف تشكيلته الأساسية. وتأتي تلك الغيابات لتضع الإسرائيلي إفرام جرانت مدرب البومبي وفريقه في أزمة قد تعصف بالفريق إلى دورى الدرجة الثانية الإنجليزي. وقال جرانت موضحا فداحة الأزمة التي يعانيها: "رحيل ستة لاعبين مشكلة كبيرة للغاية، ولكنها حقيقة لا نستطيع أن نفعل شيئا حيالها." اقتراح بريطاني وتقترح الأندية البريطانية إقامة البطولة كل أربعة أعوام مثلما هو الحال مع بطولة كأس الأمم الأوروبية. ونظرا لعدم قدرة الأندية الإنجليزية على اتخاذ قرار بوقف شراء لاعبين أفارقة بسبب إمكاناتهم البدنية والفنية وانخفاض أسعارهم مقارنة بنظرائهم في أوروبا فالسعى لتطبيق الاقتراح الأول مستمرا. ولاقى الاقتراح موافقة الإيفواري دروجبا الذي علق عليه قائلا: "سيكون من الجيد أن تقام بطولة أمم أفريقيا في يناير وتليها بطولة أمم أوروبا في يونيو." وأضاف "هذا الاقتراح يعتبر حلا جيدا للأزمة التي تعاني منها أندية أوروبا عامة وإنجلترا خاصة." وفيما يلي قائمة بالغيابات التي تعانى منها الأندية الإنجليزية بسبب كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010 أندية تفقد ستة لاعبين : بورتسموث : كيفن بواتنج (غانا)، حسن يبدا ونذير بلحاج (الجزائر)، جون أوتاكا ونوانكو كانو (نيجيريا)، أرونا دينداني (كوت ديفوار). أندية تفقد أربعة لاعبين : تشيلسي : ديدييه دروجبا وسولومون كالو (كوت ديفوار)، مايكل إيسين (غانا)، جون أوبي ميكيل (نيجيريا).