القاهرة،(إفي): يسعى المنتخبان المصري والأمريكي إلى تحقيق مفاجأة مبكرة عندما يلتقيان بعد غد الاثنين مع آخر بطلين لكأس العالم، المنتخبين البرازيلي والإيطالي على الترتيب، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس القارات الثامنة لكرة القدم بجنوب أفريقيا. وتدخل منتخبات المجموعة الأربعة مباراتها الأولى وجزء من تفكيرها مع التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2010 ، على عكس المجموعة الأولى التي عرف اثنان من فرقها مصيريهما بالفعل واقترب الثالث من التأهل، فيما ينتظر الأخير "ملحق" يعرف موعده وينتظر طرفه الآخر. فالممثل الثاني للعرب في البطولة، المنتخب المصري بطل أفريقيا في آخر نسختين، يدخل البطولة بحالة معنوية متدنية مع تراجع آمال الفريق في التأهل إلى كأس العالم بعد أن خرج بتعادل على ملعبه وخسارة خارجه، ما جعل حسن شحاته المدير الفني للفريق يسعى قبل الاهتمام بخطط اللعب، بأن يهيئ لاعبيه نفسيا قبل الإفاقة على فضائح في مواجهتين متتاليتين أمام آخر بطلين للعالم البرازيل وإيطاليا. وشدد شحاته على أن فريقه لم يسافر إلى جنوب أفريقيا "للنزهة" رغم قوة المجموعة "لا يجب أن نسمح لأنفسنا بالخوف من البرازيل ، لأننا لو فعلنا سنبقى خائفين من كل الفرق".
دونجا وحتى داخل الميدان، يعاني المدير الفني للفراعنة وخاصة في خط الهجوم حيث لم يستدع أحمد حسام "ميدو" ويفتقد عماد متعب وعمرو زكي للإصابة، في الوقت الذي طالت فيه اتهامات كبر السن جميع خطوط الفريق. وسيكون الأمل الوحيد أمام الفريق المصري هو استعادة نجومه ذاكرة التألق والتفاهم، وخاصة عصام الحضري الذي بات عليه إثبات أنه لا يزال "الحارس الأمين"، ووائل جمعة وهاني سعيد وأحمد فتحي في الدفاع ومحمد شوقي وحسني عبد ربه وأحمد حسن وأبوتريكة انتظارا لمن سيتم اختياره للعب أمامهم كرأس حربة وحيد بين ثلاثة لاعبين يفتقدون الخبرة الدولية. وفي ظروف مغايرة تماما، يدخل راقصو السامبا المباراة بعد أن باتوا بحاجة إلى ثلاث نقاط فقط على طريق تأكيد العودة إلى جنوب أفريقيا العام المقبل من أجل المونديال، رغم تبقي خمس مباريات كاملة على انتهاء التصفيات. وبعد أن فاز المنتخب البرازيلي في آخر ثلاث مباريات في التصفيات، بينها اثنتان الأسبوع الماضي، أصبح الفريق على استعداد لخوض مباراة ملعب "فري ستيت" بمدينة بلومفونتين وهو في أفضل حالة معنوية وفنية، كما بات تشكيل الفريق محفورا في ذهن المدير الفني كارلوس ودونجا والجماهير على حد سواء.
الولاياتالمتحدة وقدم الحارس جوليو سيزار واحدا من أفضل مواسمه مع إنتر ميلان، كما يتألق أمامه المخضرمان جوان ولوسيو إلى جانب دور داني ألفيس والنجمان روبينيو وكاكا في تمويل لويس فابيانو في خط الهجوم. وبعد أن اطمأن كاكا على مستقبله بالانضمام إلى ريال مدريد، بات عليه التألق بشهية مفتوحة بعد موسم لم يشارك فيه كثيرا للإصابة من أجل تحقيق انطلاقة طيبة على طريق دفاع الفريق عن لقبه. وحاول دونجا بث الرعب مبكرا في منافسيه: "البرازيل تلعب دائما من أجل الفوز ، حتى ولو كنا في نهاية الموسم. على اللاعبين أن تكون روحهم وعقليتهم داخل الملعب مرتكزة دائما على تحقيق الفوز". وفي المشاركة الأولى للأتسوري، يدخل المنتخب الإيطالي البطولة من الباب الكبير وهو بطل العالم ، بعد أن قطع بضع خطوات على طريق التأهل إلى المونديال للدفاع عن لقبه، حيث يتصدر المجموعة الثامنة للتصفيات بفارق نقطة عن أيرلندا التي لعبت مباراة أكثر.
دونجا : البرازيل تلعب دائما من أجل الفوز وأدرك مارتشيلو ليبي أن بطل ألمانيا 2006 بحاجة إلى بعض التغيير فقرر الدفع بأسماء مثل الواعد دافيدي سانتون وجوزيبي روسي إلى جانب الكبار جانلويجي بوفون وأندريا بيرلو وجينارو جاتوزو ولوكا توني فضلا عن القائد فابيو كانافارو الذي سيغيب عن مبارتي الولاياتالمتحدة ومصر للإصابة. لكن ما تترقبه الجماهير هو إذا ما كان ليبي سيبقى وفيا في البطولات الكبرى لأسلوب أداءه المعتاد أم سيتطلب اللاعبون الجدد طرقا جديدة للعب. وخاض المنتخب الإيطالي مباراة ودية أمام نيوزيلاندا يوم الأربعاء الماضي فاز فيها بصعوبة 4/3 إلا أن المواجهات الرسمية بالتأكيد سيكون لها طابع آخر. في المقابل يعتمد بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الأمريكي على خليط من الشباب والمخضرمين أمثال الحارس تيم هوارد والمدافعين كارلوس بوكانيجرا وكونور كيسي ولاعبي الوسط داماركوس بيزلي وكلينت ديمبسي والمهاجم فريدي إيدو، إلى جانب القائد المتألق لاندون دونوفان. وأكد بوكانيجرا لاعب ستاد رين الفرنسي "أخيرا حانت اللحظة. كنا بانتظار هذه اللحظة منذ فوزنا ببطولة الكأس الذهبية. لدينا الفرصة لمعرفة مدى قوتنا عبر مواجهة بعض الكبار وهو أمر إيجابي دوما". لكن المنتخب الأمريكي كالمصري يعاني من تراجع في الحالة النفسية بعد أن خسر صدارة تصفيات الكونكاكاف المؤهلة للمونديال لمصلحة كوستاريكا ، رغم أنه حقق لاحقا فوزا بشق الأنفس على هندوراس جعله يقترب من تأمين طريقه نحو المونديال