ليس الهدف توقع ماذا يمكن لميشيل ديكاستل أن يقدمه كمدير فني للزمالك في مواجهة الأهلي في القمة، بل اشرد بخيالك وارسم خطة الفريق الأبيض لإيقاف التفوق الأحمر. قررت وصديقي أسامة خيري، لعب لعبة صغيرة مع قراء FilGoal.com قبل القمة، ماذا كنت ستفعل لو توليت مهمة الأهلي أو الزمالك في القمة. بالقرعة، حصلت على دور المدير الفني السويسري ميشيل ديكاستل، وسيلعب أسامة دور المدرب البرتغالي مانويل جوزيه ملك الأهلي المتوج في السنين الأخيرة. المهم توضيح أن الخطة التي سأسردها لا تمت لما ينوي ديكاستل فعله بصلة، فأنا أتوقع خوض المدرب السويسري القمة بالتشكيل الذي اعتمده خلال الأسابيع الماضية. الخطة: 5-2-2-1 في المرمى: عبد الواحد السيد (محمد عبد المنصف) الدفاع: عمرو عادل، عمرو الصفتي، هاني سعيد، محمود فتح الله، علاء علي الوسط: أحمد مجدي، أحمد الميرغني، حازم إمام، محمود عبد الرازق "شيكابالا" الهجوم: شريف أشرف محاضرة المباراة بداية، فالزمالك لا يملك ما يخسره، الفريق في مرحلة بناء والأهم من النتيجة هو الأداء، خوضوا اللقاء بمغامرة وبثقة، اضغطوا الأهلي عصبيا بمجرد مهارتنا في تناقل الكرة بهدوء، انظروا لما فعله الإسماعيلي في القاهرة وقلدوه حرفيا. فلو تقدم الزمالك مبكرا سيتوتر الأهلي، ويندفع .. ولو حافظنا على الدفاع في بداية اللقاء، وساد التعادل لفترة، سيضطر الأهلي للهجوم أكثر، وفتح مساحات أكثر. حتى لو تأخرنا بهدف، واجبي أن يشعر الأهلي بأننا نهاجم باندفاع، وندافع بكثافة .. وهذا سيحدث حين يبذل كل لاعب فيكم أقصى ما لديه، اخترت "أذكى فريق" ممكن، وضروري أن تؤمنوا بأن أدواركم تبرز إيجابياتكم وتداري سلبياتكم، فالعبوا دون حذر. الاختلاف بين التشكيل المعتاد وما سيظهر أمام الأهلي هو وجود عمرو عادل كظهير أيمن، وعلاء علي يسارا، واستخدام حازم إمام كصانع لعب بجوار شيكا وراء أشرف. عادل كظهير أيمن، هو شبيه ببرانسيلاف إيفانوفتش، مشروع مدافع (قد لا يكون مستواه مؤهلا للعب أمام الأهلي) لكنه المتاح حاليا، وعلينا الاستفادة بما يقدر عليه ومداراة عيوبه. هو لاعب ملتزم ومجتهد، يحتاج للوقت ليتطور في تعامله مع العرضيات، لذا سأبعده عن المنطقة وأستفيد من باقي قدراته. فجوزيه يعتمد على الجبهة اليسرى هجوميا بكثافة، فسواء محمد بركات أو محمد أبو تريكة يميل لها، مفسحا أمام جيلبرتو المجال للتقدم، فيسهل على فلافيو ضرب الرقابة. أما في وجود عادل، الذي لا أطلب منه دور هجومي، سيغلق وجوده الجبهة على الأهلي .. وهجوميا، إمام سيفيد سواء خلف جيلبرتو، أو (لو تحرك عاشور لتغطية جيلبرتو) بشغل وسط الحمر ليحصل شيكا على المساحة الكافية لصنع الفارق. النقطة الثانية التي دفعتني لاتخاذ تلك المغامرة، أن دفاع الزمالك ينقصه عدد القادرين على أداء دور المساك، فالكل (سعيد وفتح الله ومجدي) يملك طابع "الليبرو" في تفكيره. فبالإضافة لمشاكل العرضيات، يركز مدافعو الزمالك على الكرة ويتركون الخصوم، فدائما يملك المنافس عنصرا إضافيا بلا رقيب داخل منطقة الجزاء البيضاء. بينما وجود عادل وميله للدخول إلى العمق، سيحسن من الوضع، لأنه سيمثل زيادة عددية للزمالك في منطقة الجزاء تحسبا لتحركات لاعبو الأهلي "أصحاب الخبرة". وطالما لن يستفيد الفريق من عادل هجوميا، ففي المقابل، علاء علي (صبري رحيل) ليس مطلوبا منه أداء دور دفاعي كظهير أيسر .. وسينجح ذلك بحيلة بسيطة. عادل يدخل للعمق خطوتين، فيميل الليبرو لليسار خطوتين، فيتحرك قلب الدفاع المائل ناحية اليسار بنفس المقدار، فتتقلص المساحة بين علاء علي وأقرب مدافع أبيض منه. هذه الفكرة نجحت من قبل وفي الأهلي نفسه عام 2005 مع مانويل جوزيه. ففي بدايات جيلبرتو، كان يعيبه ضعف الواجبات الدفاعية، ولذا كان جوزيه يطلب من قلب الدفاع شادي محمد التقدم للأمام بميل للجبهة اليسرى لتقليص المساحة الفارغة. وحتى يصنع جوزيه توازنا في الخطة، فكان يطلب من إسلام الشاطر عدم الاندفاع للهجوم حتى يضمن وجود لاعب يمكنه الدخول لمنطقة جزاء الأهلي وحمايتها سريعا. وكون الشاطر لا يؤدي مهام هجومية، كان بركات يحصل على حرية أمامه .. ولأن جيلبرتو يهاجم لم يحتج الأهلي لجناح أيسر، فتركز جهد تريكة في العمق لإمداد متعب. أما تعليماتي الهجومية، فأريد منكم أولا معرفة نقاط ضعف الأهلي لتفهموا ما سأطلبه.. نقطة الضعف الأبرز في دفاع الأهلي، هي المساحة الفارغة بين الليبرو وقلب الدفاع. فظهير الجنب في الأهلي يسعى دائما لمساندة الهجوم، وقلب الدفاع يتحرك خلفه لتقليص المساحة الفارغة، لكن بطئ شادي محمد يفتح أمام الزمالك مجالا لاستغلاله. لهذا السبب اخترت اللعب بمهاجم وحيد، وفضلت وجود إمام وشيكابالا كصانعي لعب. ذلك لأن جوزيه أمامه خيار من اثنين، كل منهما فيه ثغرة يمكننا ضربه منها. 1) في وجود أحمد فتحي ومعتز إينو يعيب الأهلي حين يتواجد أحمد فتحي ومعتز بالله إينو معا تشابه شخصيتهما في أداء الواجب الدفاعي، فالثنائي يتميز بالرقابة والضغط على الخصم والذكاء في التمركز. لكن يعيب الثنائي عدم التراجع بالقدر الكافي أمام الدفاع مثلما كان يفعل محمد شوقي، ما يخلق مساحات، خاصة مع افتقاد ليبرو الأهلي الخبرة الكافية في قيادة خط الظهر. فحين يدرك الليبرو أن ثنائي الوسط الدفاعي مشغول في الواجبات الهجومية عليه إعطاء الدفاع تعليمات بالتقدم لتقليص المساحة، وهذا لا يحدث حاليا في الأهلي. ولذا، وجود شيكابالا وإمام في وسط الملعب على حدود منطقة الجزاء سيجبر ثنائي الارتكاز الأحمر على عدم التقدم، فينقطع الواصل بين وسط الأهلي وهجومه. أو سيتقدم الثنائي الأحمر دون وعي، ووقتها نستفيد تماما من هذه المساحة، لكن الأهم كيف يتحرك شيكا وإمام؟ لو بدأنا الهجمة من اليمين (عادل)، فعلى شريف أشرف أن يتأخر لحدود منطقة جزاء الأهلي مائلا ليسار الزمالك. على إمام استلام الكرة من عادل والاندفاع بمهارته، وقتها شيكا يصبح صانع اللعب متمركزا في الوسط، وحين تصله الكرة يندفع أشرف للأمام داخل منطقة جزاء الأهلي. وبالمثل، لو بدأت الهجمة من اليسار (عند علاء علي)، يكون شيكا هو اللاعب المتأخر لاستلام الكرة ويميل أشرف لليمين ويلعب إمام دور صانع اللعب. الحالة الثانية: في وجود حسام عاشور عاشور يملك ما ينقص إينو وفتحي، فهو يجيد التمركز بين الدفاع، لكنه لا يعرف كيف يخرج بالكرة حين يقع تحت ضغط لأن تمريراته ضعيفة الدقة. ولذا لو شارك عاشور، سيلعب الزمالك بمهاجمين هما شيكا وأشرف، خلفهما صانع لعب سيكون علاء علي، بينما سيتحول أحمد مجدي لمركز الظهير الأيسر. هذه الطريقة لا يمكن تنفيذها مع بداية المباراة، حتى لا يفقد الفريق تركيزه، ولكني سأعتبر التعليمات التي سأشرحها في الأسفل "الخطة البديلة". لأن الهدف من الخطة الأساسية وخاصة خلال الشوط الأول، هو فرض السيطرة على اللقاء والإبقاء على مفاتيح لعب الأهلي تحت السيطرة في الشوط الثاني، سيتحول هاني سعيد للاعب وسط مدافع بجوار الميرغني ويلعب إمام على اليمين، ومجدي يسارا (دون واجبات هجومية)، على أن يميل شيكا لليسار وهو مهاجم ثان متأخر بمسافة خطوتين من أشرف، وعلاء علي صانع لعب. وقتها سأبدأ أنا في انتخاب الوقت المناسب، للدفع بمحمد المرسي أو عبد الحليم علي على حساب علاء علي، لمنح شيكا المساحة المناسبة له كصانع لعب. لو شارك حليم فسيكون معنى ذلك أن الأهلي متفوق علينا في جبهة، وسيكون مطلوبا من "العندليب" التحرك على تلك الناحية وراء الظهير الأحمر، ويظل أشرف مهاجما. أما لو دفعت بالمرسي، سيكون ذلك لإجبار دفاع الأهلي على التراجع، وقتها سيكون أشرف هو المهاجم المتأخر الأقرب لشيكا، فيما يلعب المرسي دور رأس الحربة. تعليمات فردية: محمود فتح الله: فلافيو مسؤولية الصفتي لأنه يجيد الكرات الرأسية، بينما أنت مكلف بأحمد حسن لأنه لاعب يحتاج لليبرو حتى يسيطر عليه، وأنت تملك القدرة على إيقافه. عادل: حين ندافع، اطلب من إمام العودة لتراقب أنت تريكة حين يخرج من منطقة جزاء الزمالك، وحتى تسمح أيضا للميرغني بمراقبة القادمون من الخلف. علاء علي: تذكر أنك تملك قدما يمنى، حين تشعر بأن الفرصة تحتاج لتسديدة يمينية فلا تتردد حتى لو سافرت الكرة إلى المدرجات، المهم أن تحاول وتتحكم بعقلك في جسدك. أحمد مجدي: علاء علي لن يتراجع كثيرا للوراء، عليك إدراك ذلك وانت تأخذ قرارك بالتمركز، وعليك التحدث كثيرا لباقي الفريق لأنك أذكى لاعب في الوسط. أحمد الميرغني: أولوياتك هي تغطية علاء كمال. مساندة صانع الألعاب الذي سيتأخر لاستلام الكرة. رقابة المتقدم من ارتكازي الفريق الأحمر. حازم إمام: أنت تجيد المراوغة بكل الأوضاع وليس فقط على خط الجانب، ولذا اخترتك لهذا الدور، أنت مغامرتي في الملعب وأعرف أنك ستصنع الفارق. شيكا: لا تمرر سريعا حين تصلك الكرة، انتظر حتى وصول ظهير الزمالك إلى أقصى الملعب قبل أن ترسل له بينية، وحين تميل أنت للأطراف، ارفع على أحمد السيد. شريف أشرف: المهاجم الجيد هادئ الأعصاب، حين تصله الكرة يشعر بأن أمامه دقيقة كاملة لدراسة موقفه واتخاذ القرار الأسلم. بعيدا عن رأيي الفني، فالتشكيل المتوقع للزمالك: الحارس: عبد الواحد السيد الدفاع: حازم إمام، عمرو عادل، أحمد مجدي، محمود فتح الله، صبري رحيل الوسط: هاني سعيد، أحمد الميرغني، محمود عبد الرازق "شيكابالا" الهجوم: عبد الحليم علي، شريف أشرف إقرأ مقال أسامة خيري: ماذا تفعل لو كنت جوزيه؟