بعد تأهل فريق حرس الحدود وإنبي لنهائي كأس مصر، لابد من طرح سؤال في غاية الأهمية .. كم ألفا سيحضرون نهائي المسابقة الأقدم في تاريخ مصر؟ ولا أقصد هنا عمال ومهندسو الشركة البترولية أو أفراد القوات المسلحة، ولكني أعني في المقام الأول الجمهور غير المضطر لحضور المباراة. دائما هناك جدل في الأوساط الكروية حول الأندية الجماهيرية وأندية الشركات والهيئات التي لا تملك الجمهور ذاته. ويستند المعارض لفكرة أندية الشركات والهيئات إنها تفقد الكرة عنصر الجمهور. ربما يفتقد هذا الاعتراض جزءا من الموضوعية بسبب مساهمة هذه الأندية في تطور المسابقة وتطور المنافسة من خلال أندية قوية ماديا وقادرة على مقارعة الكبار في الملعب وإهداء لاعبين مميزين للمنتخب الوطني. فلاعبين أمثال أحمد عيد وأحمد المحمدي وأحمد عبد الغني وعبد العزيز توفيق فشلت أندية الاتحاد والمصري في تقديمها للمنتخب. يجب حسم فكرة "الزهق" من أندية الشركات لا سيما وإنها تظهر سيطرة كبيرة. أفضل من رفض أندية الشركات .. قد يكون تدعيمها وتنويع مناطق إنشائها فرصة لإعطاءها مسحة من الجماهيرية.
ربما تكون بعض تلك الأندية بلا أمل في الفوز بحب الجماهير لسوء في تخطيط إنشاءها لأن الإصرار على تكدس القاهرة بأندية الشركات يستحيل معه الحصول على التعاطف إذ أن العاصمة محجوزة للقطبين وتعد تجربة الترسانة مثال على ذلك بعدما تحول الفريق إلى نادي يملك جماهيرية وإن كانت قليلة بفضل أجيال قديمة صنعت مجد الشواكيش. فالترسانة الذي يعد أبرز أندية الشركات تاريخيا تحول إلى نادي جماهيري مع مرور الوقت، ويحضر مبارياته بعض من جماهيره ربما قليلة بسبب تراجع نتائج الفريق. الاقتناع بالأمر الواقع ومحاولة تطويره وإضافة العنصر المفقود أفضل من الإصرار على فشل التجربة دون وعي للبديل. ربما تكون بعض تلك الأندية بلا أمل في الفوز بحب الجماهير لسوء في تخطيط إنشاءها لأن الإصرار على تكدس القاهرة بأندية الشركات يستحيل معه الحصول على التعاطف إذ أن العاصمة محجوزة للقطبين. وتجربة بتروجيت هنا حية لا تحتاج للتذكير بها .. فالنادي حصل على جماهيرية ليست قليلة بين أبناء مدينة السويس. فإنشاء نادي شركة في مدينة كالسويس أو بترول أسيوط أو تليفونات بني سويف ربما يعطي تلك الأندية جماهيرية فيما بعد. وحينها ربما يحضر لنهائي كأس مصر آلاف من جماهير تلك الأندية بدون سيارات الهيئة أو وجبات مجانية لإضافة الحماس.