لا أدري لماذا تصر إدارات الزمالك على الفشل الواحدة تلو الأخرى، ولا أعلم من أين تستمد تلك الإدارات قوتها لاتخاذ تلك القرارات المصيرية التي تؤثر بشدة على مستقبل الفريق وطموح جماهيره "المكبوته". فبعد تفاؤل الجماهير بهدوء الأوضاع بعض الشئ داخل القلعة البيضاء بعد رحيل راينر هولمان وتولي رفعت ورمزي المسؤولية مع عودة النجوم الموقوفين وتألق شيكابالا، خرجت علينا الإدارة بخبر اقتراب التعاقد مع هنري ميشيل كالمفاجأة. فبالرغم من قدرات وخبرات ميشيل الكبيرة في عالم التدريب إلا أن قرار عودته مجددا للزمالك لن يكون موفقا خاصة لسابق عهده مع الفريق بالإضافة إلى الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها النادي في الفترة الحالية. فلا أعلم كيف تفكر الإدارة المعينة خلفا لرئيس مستقيل من مجلس معين أن تتخذ قرار بالتعاقد مع مدير فني أجنبي يكلف النادي آلاف الدولارات دون النظر إلى إمكانية رحيلها في الصيف المقبل وتوريث المشاكل والديون والمدرب الأجنبي للإدارة الجديدة. ولا أدري على أي أساس تتخذ الإدارة قرارا بالتعاقد مع ميشيل في ظل رفض كبير لوجوده من قبل مدربي النادي في قطاعات الناشئين والكبار وعلى رأسهم محمود أبو رجيلة ومحمود سعد وأحمد رفعت نفسه. بل وحمل بعض الخبراء "الزملكاوية" المدير الفني الفرنسي مسؤولية تدهور أحوال الزمالك الحالية خاصة بعدما ترك الفريق قبل أسبوع واحد من إنطلاق دوري الموسم الماضي بعدما أقام معسكر الإعداد واستغنى عن عدد من اللاعبين المؤثرين بالفريق.
ورغم أن قدرات المدير الفني الفرنسي تشفع له عودته إلى الزمالك، إلا أن الأوضاع الفنية داخل الفريق نفسه لا تسمح في الوقت الحالي بإحضار مدير فني مثل ميشيل ورغم أن قدرات المدير الفني الفرنسي تشفع له عودته إلى الزمالك، إلا أن الأوضاع الفنية داخل الفريق نفسه لا تسمح في الوقت الحالي بإحضار مدير فني مثل ميشيل. فالزمالك بدأ في ثورة التغيير والاعتماد على عددا من الشباب وتكوين فريقا للمستقبل وهو ما يتعارض مع ميشيل المعتاد على قيادة المنتخبات التي تمتلئ بالنجوم المحترفين وهي ما صنعت اسمه وشهرته. كما أن نجاح ميشيل مع الزمالك في الدور الثاني أمرا مشكوكا فيه في ظل الأوضاع الحالية للفريق بل أن قدومه سيزيد الضغط على الفريق "المضغوط"، وستشن وسائل الإعلام حملات الهجوم عليه على طريقة "إهدار المال العام" المعتادة. والأفضل الآن أن يستمر الجهاز الفني الوطني لنهاية الموسم من أجل ترتيب الأوراق وإصلاح البيت من الداخل على أن تسند مهمة التعاقد مع مدير فني أجنبي إلى مجلس الإدارة الجديد القادم برغبة الجمعية العمومية. ورغم كوني من أشد مؤيدي التعاقد مع ميشيل في فترته الأولى، إلا أنني الآن أسجل اعتراضي على هذا الرجل، فتاريخنا مع المدربين العائدين يؤكد أن جميعهم يعود من أجل "السبوبة" ليس أكثر، ولنا في كابرال وفينجادا وكرول وبوكير وهولمان خير مثال. ملحوظة أخيرة: ربما يكون على مسؤولي الزمالك الاعتراف لمرة واحدة أمام جماهيرهم أنهم أصبحوا خارج المنافسة ويسعون لتكوين فريق للمواسم المقبلة، أما إذا استمرت تصريحات "الدوري لسه في الملعب" و"نمتلك أفضل لاعبي مصر" فلن ينصلح حال الفريق أبدا.