فوجئت بتصريح "كوميدي" من ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك قبل مباراة الفريق الأبيض مع طلائع الجيش بأنه يعتبر هذا اللقاء بمثابة "عنق الزجاجة"، وكان عباس قد صرح من قبل بتصريح مشابه قبل لقاء الزمالك والترسانة عندما قال إن لقاء الترسانة "نقطة تحول". ولم أجد من قبل رئيس نادي في مصر أو العالم يخرج بمثل هذه التصريحات الغريبة قبل كل مباراة لفريقه ليتحفنا برأيه في اللقاء وما اذا كان هذا اللقاء "نقطة تحول" أم "عنق الزجاجة" وربما يكون لقاء إنبي المقبل "مفترق طرق"! وإذا كان الزمالك قد تخطى نقطة التحول في لقاء الترسانة، فما كان يجب أن يدخل في عنق الزجاجة مرى أخرى في لقاء الجيش. ولكن مع عباس الزمالك لم "يتحول" ولم يخرج من عنق الزجاجة، ولكن عباس كسر الزجاجة نفسها وانكسرت معها أحلام وطموحات الجماهير البيضاء بالتتويج بالدوري. وللأسف الشديد فإن عباس وموقعه الرسمي - وليس موقع الزمالك الرسمي - أوهم جماهير الزمالك بأن الفريق بات على أعتاب التتويج بالدوري وأنه المرشح الاول للفوز بالبطولة لمجرد الفوز على الاتصالات والترسانة رغم أن الزمالك لم يخض سوى خمس مباريات فقط والأهلي لم يخوض سوى أربع مباريات. لم يستغل الزمالك خوض عشر مباريات متتالية بالقاهرة وسط جماهيره وفقد خمس نقاط كاملة من خمس مباريات بالهزيمة أمام الجيش والتعادل مع الاتحاد وهي نتائج هزيلة ومخزية وتؤكد أن الزمالك لن ينافس على درع الدوري هذا الموسم ليقترب من فقدان ثالث بطولة في أقل من ثلاثة أشهر بعد السوبر المحلي ودوري أبطال إفريقيا بعدما تذيل مجموعته. وإذا كان الزمالك قد وجد الحجج الواهية لهزيمته في كأس السوبر المحلي باعتبار أنها كانت أول مباراة في الموسم ولم يحدث انسجام بين اللاعبين القدامي والجدد ولم يكن هولمان قد تعرف على كل لاعبيه. ثم وجد حججا أخرى عند خروجه المبكر من دوري أبطال إفريقيا لاختلاف القائمة الإفريقية عن المحلية ووجود نقص عددي كبير في صفوف الفريق بعد رحيل عدد كبير من اللاعبين وعدم قيد العديد من اللاعبين الجدد، فماذا ستكون حجج الزمالك عقب الهزيمة من الجيش وفقدان النقطة الخامسة في الدوري. وللأسف فإنه بعد اكتمال قائمة الزمالك وبعد تعرف هولمان على اللاعبين لم نجد أداء أو خطة، ولم نجد لاعبين يستطيعوا قيادة الفريق الأبيض للفوز رغم اكتمال قائمة الفريق بالكامل.
وإذا كان عباس على دراية بالفعل بما يقوله فكان سيعلم أن "نقطة التحول" و "عنق الزجاجة" هما كلمتين مترادفتين ولهما نفس المعنى فأين خط هجوم الفريق خاصة وأن جمال حمزة ليس مهاجما صريحا، ولماذا اختفى شريف أشرف في ظروف غامضة؟ كما أن خط وسط الزمالك مترهل ولا يوجد به سوى أيمن عبد العزيز الذي يلعب بمفرده والذي تراجع مستواه مؤخرا ويبدو أن عدوى ضعف المستوى أصابته من زملائه في خط الوسط الأبيض، كما أن الفريق لا توجد له أطراف على الإطلاق حتى أصبح مكسور الجناحين؟ ولا نجد في الزمالك سوى خط دفاع جيد وحارس مرمى فقط. واذا أتينا إلى أجوجو "فحكايته حكاية"، فأجوجو لاعب مميز ولا خلاف على ذلك وفي رأيي الشخصي أنه أفضل لاعب إفريقي جاء إلى مصر في السنوات العشرة الأخيرة، ولكن أين هو أجوجو؟ فالإنجاز ليس التعاقد مع لاعب مميز حتى ولو كان كريستيانو رونالدو، ولكن في كيفية التعامل مع هذا النجم واستفادة الفريق منه. أجوجو يلعب بمزاجه وبتعالي شديد، ورغم تألقه اللافت للنظر مع منتخب غانا وتسجيله لهدف في كل مباراة تقريبا الا أنه على العكس مع الزمالك يلعب على سطر ويترك أخر بسبب إصابته الوهمية بالركبة وكأن هذه الاصابة "ساعة تروح وساعة تيجي". دائما "تروح" مع منتخب غانا، و"تيجي" مع الزمالك، ولماذا يتأخر أجوجو في العودة للزمالك بينما عاد باقي لاعبي منتخب غانا لأنديتهم، وعاد كل اللاعبين المحترفين في مصر إلى أنديتهم، "الحجة" هي عدم وجود تذاكر طيران وهو عذر أقبح من ذنب حيث كان يجب على إداري الزمالك حجز تذاكر العودة لأجوجو منذ فترة طويلة لأن موعد المباراة معروف منذ أكثر من عام كامل. وبالنسبة للجهاز الفني فمازال هولمان يصر على اللعب بثلاثة لاعبين في خط الوسط لهم مهام دفاعية وهي الخطة التي أثبتت فشلها مع الزمالك إذ يتألق الفريق ويفوز عندما يلعب بمهاجمين وخلفهما رأس مثلث هجومي. أحوال الزمالك "تصعب" على الجميع لأنه يسير من سيء إلى أسوأ في عهد عباس ويجب تدخل فوري وسريع من المجلس القومي للرياضة للحاق بالزمالك قبل أن ينهار تماما. ملحوظة أخيرة: إحقاقا للحق فإن الزمالك تعرض لظلم تحكيمي من فهيم عمر في اللقاء ولكن فهيم لم يكن السبب الرئيسي للهزيمة، فالزمالك كان معرضا أن يخسر بثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول. ويجب على جماهير الزمالك وإدارته ترتيب البيت من الداخل وإصلاح العيوب الواضحة قبل إلقاء اللوم والتهم على التحكيم، ويجب على فريق مثل الزمالك ألا ينتظر ركلة جزاء لكي يتعادل منها مع فريق تعرض لخمس هزائم في سبع مباريات وكان يحتل المركز الرابع عشر قبل لقائه مع الزمالك.
