عندما أعلن ديفيد تريسمان رئيس الاتحاد الإنجليزي أن ديون الفرق الإنجليزية تخطت ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (نحو 5.36 مليار دولار) وأن ثلثي هذه الديون من نصيب الرباعي المشارك في دوري أبطال أوروبا لم يكن يعلم أنه فتح بذلك أبواب جحيم الاتحاد الأوروبي. لم يكن أحدا من جماهير تشيلسي أو مانشستر يونايتد أو أرسنال أو ليفربول يتخيل أن يجد فريقه المفضل في موقف المهدد بالطرد من دوري أبطال أوروبا بسبب الديون المتراكمة على الفريق، لتؤكد أن الكرة حاليا لا تعتمد في المقام الأول سوى على المال. الأزمة المالية التي يمر بها العالم في الوقت الحالي وتسببت في إفلاس العديد من البنوك الأمريكية بالإضافة إلى شركة إيه. أي. جي. للتأمين (الراعي الرئيسي لمانشستر) وأجبرت الاتحاد الأوروبي والدول الكبيرة على طرح مليارات اليوروهات والدولارات جعلت اليوفا يفكر مرة أخرى في مشاركة الأندية الإنجليزية في البطولة الأرقى. ووصلت ديون تشيلسي إلى 736 مليون جنيه إسترليني، ومانشستر 764 مليونا فيما تبلغ ديون أرسنال 318 مليونا وليفربول 350 مليونا. الاسكتلندي ديفيد تايلور السكرتير العام لليوفا كان أول من أطلق تصريحات احتمال استبعاد الرباعي الإنجليزي وبالطبع بمساندة اللوائح والقوانين من الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد والذي يعتبر تعامل الأندية بأكبر من إمكاناتها يعد نوعا من الغش. تايلور لفت انتباه العديد إلى نقطة هامة وهي أن الدول مهما حدث فلن تقوم بدعم أنديتها قائلا: "الحكومات قد تدعم البنوك للوقوف مرة أخرى ولكنها لن تقوم بدعم الأندية نهائيا"، وأن بدء اليوفا في وضع أسس مالية جديدة للفرق من أجل الحصول على رخصة الاتحاد ليس معناه محاولة عرقلة الأندية الإنجليزية. وطالب تايلور بنقل ما يحدث في ألمانيا وسويسرا إلى إنجلترا، فالاتحاد الألماني يعد من أشرس الاتحادات في مواجهة الأندية، ويمنع مشاركة أي فريق في أي درجة في الدوري دون ضمانات من البنوك التي تتعامل معها الأندية. وواجه فريقا كايرزسلاوترن وميونيخ 1860 شبح الهبوط إلى أدنى درجة في الدوري الألماني بسبب الديون، ولكن الأول قام ببيع ملعبه بالإضافة إلى العديد من لاعبيه، والثاني قرر بيع نصيبه في ملعب أليانتس أرينا (الذي يصل إلى 140 مليون يورو) إلى بايرن ميونيخ مع استمرار اللعب على الملعب. ولم يجد بايرن صعوبة في شراء نصيب الجار اللدود بسبب بيع حقوق اسم الملعب لشركة أليانتس للتأمين لمدة 30 عاما.
سيطرة الأندية الإنجليزية مهددة ثقة إنجليزية رباعي إنجلترا مازال يصمم على قدرته على تسديد الديون، فالزرق يعتمدون على أن ديونهم ملك للروسي رومان أبراموفيتش وهو ما يجعل موقفهم فريد من نوعه، ويؤكد ديفيد جيل المدير التنفيذي لمانشستر أن ديون النادي سيتم تسديدها بانتظام. أما أرسنال فديون النادي بسبب ملعب الإمارات والغريب أن الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني للفريق يساند بلاتيني في موقفه الجديد. بينما يؤكد ريك باري المدير التنفيذي لليفربول أن لولا ديون النادي الحالية لما استطاع البدء في بناء ملعبه الجديد، وأن الحل الوحيد لتقدم الأندية هي الديون، بالإضافة إلى أن الاتحاد الإنجليزي نفسه اعتمد نفس المبدأ عندما أراد بناء ملعب ويمبلي من جديد. ولكن الاتحاد الأوروبي ورئيسه بلاتيني سيواجهان مأزقا حقيقيا في حالة الاضطرار إلى استبعاد الأندية الإنجليزية إذ أن عقود الإعلانات والبث التليفزيوني تعتمد بشكل كبير على وجود الكبار، واستبعاد رباعي إنجلترا سيكون بمثابة ضربة قوية. وتفتتح الازمة الإقتصادية الحالية الباب لمليارات الخليج، فعلى الرغم من هجوم العديد من الأندية على مانشستر سيتي غير أن موقفه الحالي سيكون الأفضل بعد مليارات مجموعة أبو ظبي المتحدة. فعندما قامت المجموعة الإماراتية بشراء النادي الإنجليزي في أغسطس الماضي دفعت على الفور جميع ديونه، وقد يندم مالكا ليفربول الأمريكيين جورج جيليت وتوم هيكس على عدم بيع النادي لمجموعة دبي للاستثمار. وستكون الأندية الإسبانية على موعد مع نفس القدر إذ تصل ديون ريال مدريد إلى نحو 300 مليون يورو (بحسب مصادر ليست رسمية)، يعتبر حال برشلونة أفضل نسبيا من نظيره الملكي. ويبقى السؤال هل يقوم بلاتيني واليوفا في بتنفيذ تهديداته ويقصي أندية إنجلترا أم سيتراجع أمام سطوة الإعلانات والبث التليفزيوني؟
