يوجد سر ما في العلاقة بين الإسكندرية والميداليات الأوليمبية المصرية. فمحمد رشوان، وكرم جابر، وتامر صلاح وأخيرا هشام مصباح جميعهم من عروس البحر المتوسط. ولكن مصباح، صاحب الميدالية المصرية الوحيدة في بكين 2008، قرر أن يتركها قبل سنوات بحثا عن النجاح. ولكن مصباح لم يتركها تماما، ولكنه ترك ناديه الاتحاد السكندري للانضمام إلى نادي الشمس الذي يرى أنه فتح له مجال المنافسة في بطولات العالم ثم دورة الألعاب الأوليمبية. ويفسر مصباح سر تألق الرياضيين السكندريين في الدورات الأوليمبية في حديثه مع فريق FilGoal.com بأنه ربما يكون راجعا "لعوامل الجو، وخلو المدينة النسبي من التلوث، وأعتقد أن هناك يتم تأسيس اللاعبين بطريقة سليمة مما يظهر في النهاية بصورة نتائج جيدة". بدأ مصباح ممارسة الجودو في السابعة من عمره في نادي الاتحاد السكندري، وسط أسرة يمارس معظمها اللعبة نفسها، مما هيأ له جواً مناسباً للتركيز في رياضة "وجدت نفسي فيها، وشعرت أنني أتطور فقررت الاستمرار". وكانت الرغبة في التطور هو ما دفع البطل الأوليمبي للانتقال من ناديه السكندري إلى نادي الشمس في القاهرة "كنت في حاجة لدعم أكبر مما يقدمه لي نادي الاتحاد". وأضاف "لكن طموحي كان يحتاج لمساحة أكبر للتطور وهو ما وفره لي نادي الشمس، والدليل أن في آخر الموسم الذي انضممت فيه لنادي الشمس حصلت على المركز الخامس في بطولة العالم". واعتبر مصباح نادي الشمس "من أكثر أندية الجمهورية اهتماماً بالألعاب الفردية، خاصة لو اكتشفوا أن هناك احتمالية نجم في لاعب، فيوفروا له كل ما يحتاج". وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض أعضاء موقع FilGoal.com عرض عبد المنعم الملاح رئيس مجلس إدارة نادي الشمس مكافأته لمصباح أمام عدسات التليفزيون أمراً مهيناً تعامل البطل ذو الأعوام ال23 مع الأمر بنضج أكبر. وقال مصباح: "الملاح كرئيس ناد من حقه أن ينال نصيبه من الاهتمام الإعلامي بنجاح لاعب هو ساهم في صناعته، يجب أن يظهر في الصورة، وهو أمر طبيعي ومنطقي". ولم ينكر مصباح أن هناك بعض المسؤولين يحاولون الظهور إعلامياً على حساب أبطال لم يكن لهم الفضل في صناعتهم "فور أن أشعر بأن هناك من يريد استغلالي للظهور إعلامياً أتجنبه فوراً". ميدالية منتظرة ونفى مصباح التكهنات بأن فوزه بالميدالية كان مجرد "ضربة حظ" مؤكداً أن حصوله على برونزية وزن 90 كليوجرام راجع في البداية "لتوفيق ربنا سبحانه وتعالى، ثم الإعداد الجيد والتركيز الذي بدأناه قبل البطولة بأكثر من عشرة أشهر". وتابع اللاعب السكندري: "رغم أن الجماهير المصرية لم تتوقع وصولي لمركز متقدم، ولكن اللاعبين والمدربين في وسط الجودو كانوا على علم بمستواي وإعدادي ويتوقعون فوزي بميدالية". كاد مصباح أن يظهر في المباراة النهائية والمنافسة على الذهبية إلا أن "خطأ تحكيمي" أفقده هذه الفرصة على حد وصفه.
مصباح يحتفل مع FilGoal.com وأوضح "مباراة التأهل للنهائي لعبت فيها مع بطل جورجيا ولآخر نصف دقيقة وأنا مسيطر على المباراة رغم التعادل، ولكن الحكم انذرني لعدم اللعب، وهو ما كان غريباً ودفع رئيس لجنة الحكام للاعتذار لي عقب المباراة، ولكن الاعتذار جاء بعد أن كلفني المباراة والمنافسة على النهائي". إحباط مصباح لعدم التأهل للنهائي لم يمنعه من التخطيط الجيد للفوز بمباراة المركز الثالث، رغم أنه وصفها بأنها كانت متوقعه بسبب "سابق معرفتي بالفرنسي ماتيو دافرفيل كثيراً ما أعطاني خبرة في التعامل معه". وأوضح "ولكنه في بداية اللقاء غير من طريقته مما أربكني قليلاً ولكني تمكنت من العودة والفوز باللقاء، خاصة أنني اتبعت الخطة التي اتفقت عليها مع المدرب". عاد مصباح إلى القاهرة قبل عودة باقي أفراد البعثة المصرية ونهاية البطولة ورغم سعادته بالميدالية فانه كان في انتظار عودة باقي البعثات بميداليات أخرى. ويقول مصباح "عودتي قبل باقي البعثة تركت داخلي الأمل بعودة مزيد من أبطالنا بميداليات، ولكن حزنت جداً وأنا أشاهد سقوط كرم جابر وآيه مدني ومحمد هيكل بطل الملاكمة". ولم تقتصر سعادة مصباح على إنجازه الشخصي، وكان منافسه عمار بن يخلف الجزائري الحاصل على الميدالية الفضية في الوزن نفسه السبب وراء سعادته الزائدة "أكثر ما أسعدني بعد استلام الميدالية تصريحات بن يخلف الذي أكد أن فرحته بالفوز لا توازي سعادته بوجود لاعبين عرب على منصة التتويج". ورغم أنه مصباح لم ينجح سوى في الحصول على المركز الخامس في آخر بطولتي عالم شارك بهما، فانه لم ييأس من تحقيق مركز أكثر تقدماً والوقوف على منصات التتويج "الإعداد في الفترة الماضية كان أقل بكثير، ولكن كنا نقدم ما في وسعنا، ولكن المركز الخامس جعلني دائماً أشعر بأني قريب من منصة التتويج وهو ما كان حافزاً لي". وأكد مصباح أنه سيحاول جاهداً للظهور والمنافسة في أوليمبياد لندن 2012 رغم أن منافسات الجودو تزداد صعوبة عاماً تلو الآخر. واستشهد مصباح على قوة منافسات الجودو ب"حصول اليابان التي تعتبر من أقوى الدول في هذه اللعبة على ميداليتين فقط بعد اقتناصها ثماني ميداليات في أثينا، وتنوع الدول التي حصدت الذهب في مختلف الأوزان". ووضع مصباح شروطاً للنجاح في المنافسة على مركز متقدم في لندن 2010 وهي "زيادة المعسكرات الخارجية، لأن اللاعبين على المستوى المحلي قلائل جداً وهو ما لا يوفر مساحة كافة للاحتكاك، ورغم أنها تبدو وكأنها معسكرات كثيرة إلا أن قصر مدتها تجعلها غير مكلفة ولكنها مفيدة ومؤثرة ونحن في حاجة ماسة لهذا". شاهد واستمع إلى حوار هشام مصباح مع FilGoal.com كاملا: الجزء الأول من الحوار الجزء الثاني من الحوار الجزء الثالث من الحوار