حتى مع إيقاف يواخيم لويف المدير الفني لألمانيا من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومنعه من التواصل مع الفريق من المدرجات في مباراة البرتغال، لم يترك المدرب الشاب أمرا للصدفة، ولكنه وضع ثمانية سيناريوهات كاملة يتحرك على أساسها مساعده للوصول إلى الفوز. وتعرض لويف للإيقاف بسبب شجاره مع الحكم الرابع في مباراة النمسا في آخر لقاءات المجموعة الثانية، ما أدى إلى طرده وصدور قرار حرمانه من قيادة الفريق في لقاء دور الثمانية. ولم يكتف اليوفا بإيقافه عن إدارة الفريق من داخل الملعب، بل وعينت مسؤولا لمراقبته أثناء اللقاء للتأكد من عدم اتصاله بأي من أفراد الجهاز الفني بالهاتف أثناء سير المباراة. ونشرت مجلة "بيلد" الألمانية تقريرا مفصلا عقب المباراة التي فازت بها الماكينات بثلاثة أهداف مقابل هدف أوضحت فيه جميع السيناريوهات التي رسمها لويف لسير المباراة وكيفية تصرف مساعده هانز-ديتير فليك في كل منها. وواجه لويف في تخطيطه للقاء بضعة أسئلة هامة: ماذا يحدث إذا أصيب فرينجز؟ كيف نتصرف في حال طرد لاعب؟ ماذا نفعل إذا فشلنا في إيقاف كريستيانو رونالدو؟ من يسدد ركلات الترجيح؟ بل وذهب الرجل إلى أبعد من ذلك ففكر في الشخص الذي سيقود الفريق في حال طرد مساعده فيلك! وقرر لويف الدفع بسيمون رولفز بديلا لفرينجز في حالة عدم مقدرته على استكمال اللعب، واضطر فليك إلى الاستعانة بهذا السيناريو بعدما تأكد غياب فرينجز بسبب إصابته بكسر في أحد ضلوعه. لويف وضع أيضا لمساعده طريقة اللعب في حال طرد أحد لاعبي ألمانيا بتفصيلات تختلف بحسب مركز اللاعب المطرود كما وضع حلولا بديلة لإيقاف رونالدو إذا فشل أرني فريدريتش ومن ينضم إليه من خط الوسط في إيقاف الجناح السريع.
لويف وضع كل الاحتمالات وتضمنت خطط لويف جميع القرارات التي كان على مساعده اتخاذها تبعا للتغيرات في النتيجة، فوضع خطوطا عريضة لما يتعين على فليك فعله إذا تقدمت ألمانيا أو استقبلت شباك ينز ليمان هدفا أو حتى تطورات الأداء في حال استمرار التعادل. وحدد لويف خمسة أسماء لتبدأ في تسديد ركلات الترجيح في حال انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل. ووصل الأمر إلى تحديد الشخص الذي يقود الفريق فنيا في حالة حدوث مشاجرة بين فليك وأحد الحكام. وودع لويف الفريق قبل نحو ساعة ونصف من بداية المباراة بسبب تعليمات اليوفا، وذهب إلى الملعب في سيارة تابعة لليوفا. وتم تعيين مرافق خاص من اليوفا للويف ومراقبته طوال المباراة وأثناء الاستراحة بين الشوطين من أجل التأكد من عدم تواصله مع أي من أفراد أعضاء الفريق. ويبدو أن وجود لويف بعيدا أن مقاعد البدلاء كانت أفضل للماكينات، فقدم الفريق أفضل أداء له في البطولة، ونجح في قلب جميع التوقعات قبل المباراة. وعلق لويف على ذلك قائلا: "إذا كان من الأفضل تواجدي بعيدا عن مقاعد البدلاء، فأنا على استعداد لتدريب الفريق في كل مباراة من مقاعد الجماهير".