اعتلى سلافن بيليتش خشبة المسرح مراراً، وبحماس شديد بدأ في العزف على جيتاره بجموح يوازي صخب جماهير الهيفي ميتال في كرواتيا، وبالحماسة نفسها قاد منتخب بلاده للوصول إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008. لم يتوقف بيليتش عن عزف الجيتار ولكن مهمة تدريب المنتخب الكرواتي أخذته من فريقه الموسيقي كي يتمكن من التركيز بعمق مع فريقه الكروي، الذي تصدر المجموعة الخامسة من التصفيات بأداء يستحق الإعجاب. بدأت كرواتيا التصفيات بتعادل سلبي مع المنتخب الروسي، تطور إلى فوز على المنتخب الإنجليزي المحنك بهدفين من دون مقابل وتوج بتكرار الفوز في ويمبلي 3-2 بأفضل أداء قدموه حتى الآن. ووصف مدافع المنتخب الكرواتي الأسبق فريقه الحالي بأنه "جيد، جيد حقاً" بعد تربعه على قمة مجموعته في التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية. وقد تضع ثقة بيليتش في فريقه الحالي المنتخب الكرواتي ضمن قوائم المنافسين على اللقب، إذ يؤكد أن هذا الفريق هو "أحد أفضل المنتخبات على مستوى العالم خلال الخمس سنوات الماضية". تكتيك الفريق للمنتخب الكرواتي طريقة مميزة جدا في الدفاع لا يتبعها سواهم وكانت لها الفضل في وصولهم لمربع كأس العالم 98 الذهبي تحت إشراف ميروسلاف بلاسفيتش. حافظ بيليتش على الطريقة نفسها التي قوامها 4-4-2 وطور مفرداتها الهجومية ليجعل من فريقه طرفا مبشرا بدأ مشواره بإقصاء قوى كروية عظمى. يعتمد الدفاع الكرواتي على أربعة لاعبين، لا يصطفون عرضاً كباقي من يؤدون بتلك الطريقة، بل يلعب ثلاثة منهم على خط واحد كقلوب دفاع ويتأخر الرابع خلفهم.
تلك الطريقة التي تشبه الماسة تمنح الفريق ميزة خاصة إذ أن الثلاثي يراقب مفاتيح المنافس ويزيح عبئاً عن الوسط الذي يتفرغ للهجوم، مع وجود عمق من المدافع الرابع. ولكن يعيب تلك الطريقة أن الظهيرين يظهران كقلوب دفاع، أي أن كرواتيا تخسر ميزة الهجوم والضغط من الأطراف في أغلب الأحيان، وهنا ظهرت خطة بيليتش. تخلى المدير الفني الكرواتي عن اللعب بثنائي ارتكاز، مضيفاً لاعب ذو طابع هجومي في وسط الملعب، كما أنه غير الأسلوب إلى 4-5-1 بحيث تحول المهاجم الثاني إلى جناح مساند. ولكن يغيب عن كرواتيا في البطولة أحد أهم لاعبيهم على الإطلاق وهو إدواردو دا سيلفا مهاجم أرسنال، الذي تعرض لإصابة عنيفة تبعده عن الملاعب حتى مطلع عام 2009. تاريخ الفريق تشهد كل من النمسا وسويسرا المشاركة الثالثة للكروات في كأس الأمم. البداية كانت في إنجلترا 1996مع ظهور الجيل الذهبي بقيادة دافور سوكر وجوران فلافويتش وزفونمير بوبان وروبرت بروزينسكي وآلان بوكسيتش. ووصل المنتخب الكرواتي إلى دور الثمانية في قبل الخروج على أيدي الألمان بهدفين مقابل هدف، ولكنهم انتقموا في كأس العالم 1998 بفرنسا بثلاثة أهداف في الدور ذاته. ولكن كرواتيا فشلت في التأهل للبطولة في بلجيكا وهولندا عام 2000، قبل الظهور مرة أخرى في البرتغال 2004، ولكنهم ودعوا البطولة من الدور الأول في مجموعة ضمت إنجلترا وفرنسا وسويسرا.