فى تمام الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة الماضى ، كان أكثر أنصار الزمالك تفاؤلا يتوقع أن تنتهى مباراة الأهلى أمام إنبى فى المرحلة الأخيرة من الدورى بالتعادل ، ليحتكم الأهلى والزمالك إلى مباراة فاصلة لتحديد بطل الدورى فى حال فوز الأخير المتوقع على على الإسماعيلى. هذا الاحتمال لم يتحقق سوى نصفه الأخير فقط ، فقد فاز الزمالك على الإسماعيلى برأس حسام عبدالمنعم ، ولكن الأهلى خسر أمام إنبى برأس سيد عبدالنعيم ، وبين رأس هذا وذاك ، انتشت "رؤوس" جماهير الزمالك بعد انتزاع لقب كان مجرد الحديث عن الفوز به ضربا من الوهم. غير أن ما انتهى سعيدا بالنسبة للزمالك ، كانت مراحله الأولى غير مبشرة ، بل وحافلة بالمشاكل والتوتر وبعض النتائج غير المتوقعة التى جعلت الدرع أقرب ما يكون لقلعة الجزيرة منه لميت عقبة ، قبل أن "يحول" اتجاهه فى المرحلة الأخيرة. ولكن كيف فاز الزمالك بالبطولة؟ وكيف خسرها الأهلى بعد أن كانت فى متناول يديه؟ العامل الرئيسى وراء ذلك هو خط الوسط الذى كان نقطة قوة فى صالح الأهلى طوال الدور الأول من المسابقة لتألق عناصره أمثال حسام غالى والأنجولى سبستياو جيلبرتو ومحمد جودة والذين نجحوا فى قيادة هجمات الفريق وتمويل أحمد بلال ورفاقه بالكرات فهز الفريق الشباك فى 33 مناسبة ، مقابل 29 للزمالك. فى الدور الثانى انقلب الحال ، فتراجع مستوى عناصر خط الوسط بالأهلى ، وصاحب ذلك ارتفاع مطرد فى مستوى نظرائهم بالزمالك ، ساهم فى ذلك عودة حازم إمام لقيادة الفريق وحالة التألق التى عاشها كل من جمال حمزة وعبدالحليم على ، فأحرز الفريق 28 هدفا ، مقابل 20 فقط للأهلى. زد على ذلك أن عناصر خط الوسط بالزمالك شاركوا فى التهديف بصورة فعالة – على عكس خط وسط الأهلى الذى لم يبرز منه تهديفيا سوى سيد عبدالحفيظ - فأحرز جمال حمزة ثمانية أهداف ، وأحرز كل من حازم إمام وطارق السيد ثمانية أهداف بواقع أربعة لكل منهما ، كما شارك كل من حسام عبدالمنعم وتامير عبد الحميد فى التهديف. وامتدت المشاركة التهديفية فى الزمالك إلى خط الدفاع ، فأحرز منه محمد عبدالواحد ووائل القبانى وبشير التابعى ومدحت عبدالهادى.
المراحل الأولى من البطولة أكدت أن سباق اللقب سينحصر بين الفريقين بعد خروج الإسماعيلى من المنافسة مبكرا ، خاصة فى ظل الانتصارات التى حققها كل منهما فى المباريات الخمس الأولى ، قبل أن تميل كفة الميزان لصالح الأهلى فى المرحلة السابعة. أولى علامات تفوق الأهلى جاءت بعد سقطة للزمالك على ملعب الإسكندرية الدولى فى 8 نوفمبر 2002 أمام حرس الحدود الصاعد لتوه إلى الدورى الممتاز بهدفى الحسن محمد وأحمد خلف مقابل هدف لحسام حسن ، فى الوقت الذى فاز فيه الأهلى على الإسماعيلى فى القاهرة بهدف لحسام غالى. وساهم تعادل الزمالك المفاجئ مع إنبى فى 26 ديسمبر 2002 بهدف لكل من الفريقين فى توسيع الفارق بينه وبين الأهلى المتصدر آنذاك إلى خمس نقاط ، وبات لقاء الفريقين فى الدور الأول هو الفرصة التى يستطيع من خلالها أصحاب الزى الأبيض الاحتفاظ بآمالهم فى المنافسة على اللقب. غير أن فارق النقاط مع الأهلى لم يكن مشكلة الزمالك الوحيدة فى تلك المرحلة ، فالفريق كان خارجا لتوه من معترك دورى الأبطال الإفريقى الذى انتزع لقبه بجدارة ، كما كانت يعانى من مشاكل داخلية أبطالها التوأم حسام وإبراهيم حسن والبرازيلى كارلوس كابرال المدير الفنى للفريق لرفضه الدفع بالتوأم فى التشكيلة الأساسية للفريق بغض النظر عن مردودهما فى التدريبات. أزمة التوأم مع كابرال والتى تداولتها وسائل الإعلام بصورة مستفيضة ساهمت فى وضع الفريق فوق صفيح ساخن قبل لقاء الأهلى ، ناهيك عن غياب أكثر من عنصر أساسى للإصابة والإيقاف ، فانتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل منهما ، وبقى الوضع على ما هو عليه! قلل الزمالك الفارق بينه وبين الأهلى إلى ثلاث نقاط فى 20 فبراير 2003 بعد فوزه على أسوان بثلاثية نظيفة وتعادل الأهلى مع المقاولون العرب ، غير أن إنبى عاد لينغص على جمهور الزمالك فى الرابع من مارس بتعادل سلبى ليفشل الفريق فى استغلال تعادل الأهلى فى وقت سابق من اليوم ذاته مع غزل المحلة. والمؤكد أن شهر مارس لم يكن الأفضل بالنسبة للزمالك ، فبعد أربعة أيام من تعادله أمام إنبى ، تعادل على ملعبه مع حرس الحدود بهدف لمثله فى المرحلة العشرين، بل وكاد أن يخسر نقاط المباراة الثلاث بعد أن تقدم هشام حنفى للضيوف قبل أن يدرك وائل القبانى التعادل للزمالك من ركلة جزاء. وبعد فوز لكل فريق فى المرحلة ال 21 ، جاءت فترة توقف الدورى لمدة زادت على الشهر فرصة ذهبية للزمالك للاستعداد بصورة جيدة للمباراة المصيرية أمام الأهلى ، وكانت مباراته أمام السكر الكينى فى دورى