في دوري الأضواء والشهرة، يكون رحيل مدرب وقدوم آخر حديث الساعة أحيانا نظرا لأنه في فريق ينافس في الدوري المصري الممتاز، لكن في الدرجة الثانية تستطيع فرق تغيير أكبر عدد من المدربين خلال موسم واحد. فلا يوجد عقد يلزمها بدفع شرط جزائي، وفي المقابل، وللحصول على فرصة تدريبية، يقبل بذلك العديد من المدربين. في هذا التحقيق الذي أجراه FilGoal.com نستطلع رأي المدربين، نسألهم عن قبول العمل بلا عقود، ومن الناحية الأخرى، ما الذي يدفع الأندية لذلك؟ وماذا عن لائحة الاتحاد المصري لكرة القدم، التي من المفترض أن تحدد قواعد التنافس في البطولة وبناء عليها يتم الفصل في أي نزاع. أبو العينين شحاتة، لاعب جولدي وحرس الحدود السابق والذي مثل منتخب مصر دوليا، قاد 11 ناديا آخرها جمهورية شبين، يكشف أن معظم الأندية لا تحرر عقودا للمدربين. فيقول:"خلال عملي كمدرب لمدة 10 سنوات، 90% من الارتباطات تكون ودية، بينما العقود تمثل 10% فقط. وقعت عقودا مع 3 أندية فقط خلال مسيرتي. في الموسم الماضي عملت في 3 أندية، لم أوقع عقدا لأي منهم". وأضاف "هذا خطأ لأن المدرب قد يرحل في أي وقت أو يستغنى عنه النادي، ويكون الفريق هو الضحية. عدم توقيع عقد يفضله مدربون لأنه يتيح لهم الرحيل في أي وقت دون دفع شرط جزائي". تحرير عقد بين النادي والمدرب يراه تامر مصطفى، نجم المقاولون العرب السابق والمدرب الذي قاد كوكاكولا للصعود للدوري الممتاز موسم 2021-2022، ضروريا للنجاح. فيقول:"لم أعمل دون عقد سواء مع كوكاكولا أو القناة أو منتخب السويس، هذا لأحافظ على الجهاز الفني. هناك شرط جزائي لو أراد أي طرف الرحيل، لكن لا غنى عن العقد لأنه يحمي الطرفين ويخلق بيئة مناسبة للعمل والنجاح. لكن بدون عقد، سيلاحق القلق الفريق ويؤثر على مسيرته". وبرر محمد إسماعيل، المدرب الأسبق للشرقية، عدم تحرير عقود بالقول:"قبل سفري للسعودية كنت أوقع عقدا يشمل كل التفاصيل، لكن في مصر عملت في أندية الشرقية وطهطا وتلا وسمنود بلا عقود. الانفصال يتم في إطار ودي. إمكانات الأندية ضعيفة لذلك لا ترغب في تحمل عبء مالي. بينما المدرب يرى المنصب فرصة جديدة فيضطر لقبول الأمر". الجانب المالي أيضا شدد عليه محمد صلاح نائب رئيس المنصورة بالقول:"العقد سيلزمك بدفع شرط جزائي إذا أقلت المدرب، لكن في الفترة الأخيرة بات تحرير عقد شيئا ضروريا". ومثله سيف عبد العزيز عضو مجلس إدارة جمهورية شبين الذي قال:"مشكلة العقد تكمن في الشرط الجزائي إذا قرر أي طرف فسخه. هناك مدربون يشترطون تحرير عقد، لكننا كناد لا نفضل ذلك، لأننا إن لم نستطع إثبات أن المدرب هو من اختار الرحيل سيتقدم بشكوى ضدنا مطالبا بالتعويض". إذن، تحرير العقود يكون أمرا اختياريا بين الأندية والمدربين، لكن ماذا عن قواعد اتحاد الكرة؟ تواصل FilGoal.com مع مصدر مسؤول في الاتحاد، فضل عدم ذكر اسمه، أوضح "اللائحة التي تلزم الأندية بتحرير عقود للمدربين في الدوري الممتاز تسري على الدرجات الأدنى". وواصل "لكننا نركز على الدوري الممتاز لأنه الأبرز ويلقى اهتماما إعلاميا أكبر. كل أندية الدوري الممتاز حررت عقودا لمدربيها، لكن الأمر ليس كذلك في الدرجات الأخرى". وأضاف "هذا مخالف للائحة، لذلك أرسلنا منذ فترة نطالب الأندية بإرسال نسخة من العقود للتأكد أن جميعها يعمل بعقود مع المدربين. بعضها استجاب والآخر لا، سنتواصل معهم مرة أخرى قريبا". وأتم "وفقا للائحة اتحاد الكرة، لا يجوز اعتماد مدرب في بطولة إلا بتعاقد مع ناد". وبالفعل في لائحة الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي حصل FilGoal.com على نسخة منها، هناك قواعد صارمة للسماح للمدربين بحضور المباريات. في لائحة قيد اللاعبين والمدربين بجميع درجات الدوري للموسم الجاري، وفي البند الثالث ينص اتحاد الكرة على: * لابد للفريق من توثيق عقد المدرب ليتسنى له دخول المباريات، قيمة التوثيق تبلغ 3% من القيمة السنوية للعقد، إضافة إلى 14% كضريبة قيمة مضافة. * لا يسمح لمدرب بالانتقال من ناد إلى آخر في نفس الموسم في حال فسخ عقده مع الأول، لكن بمقدوره العمل في ناديين بحد أقصى خلال نفس الموسم إذا استغنى عنه الفريق الأول. * على النادي إثبات أي طرف فسخ العقد من جهته قبل توثيق عقد مدرب جديد. وبناء على ما تقدم، العديد من الأندية ليست ملتزمة بلائحة اتحاد الكرة، وهو أمر تراه الأندية إعفاء من أعباء مالية. ويراه المدربون فرصة للتنقل بحرية بين الأندية، التي تستطيع في أي وقت استبدال مدير فني بآخر.
