إذا كانت جماهير فريق اليوفنتوس الايطال قد ارتبطت بجيوفانى تراباتونى المدير الفنى و ملهم الفريق خلال العصرالذهبى فى الثمانيات، فإن جماهير السيدة العجوز لن تجد من ترتبط به خلال فترة التسعينات و بداية القرن الجديد سوى مارتشيلو ليبى بنظارته الطبية و سيجاره الشهير خاصة وهو على أعتاب تسجيل إنجاز تاريخى له مع "الأبيض والأسود" إذا ما حسم دورى الأبطال الأوروبى أمام غريمه الميلان نهاية الشهر الحالى ليتفوق على "الأب الروحى" لليوفنتوس جيوفانى تراباتونى. وينتمى مارتشيلو ليبى إلى قائمة المدربين اللامعين أصحاب الخبرة المتواضعة كلاعبين فى الكرة الايطالية، حيث ظل لاعباً مغموراً فى نادى سامبدوريا منذ أن انضم إلى صفوفه فى موسم 1969-1970 و هو لم يكمل الثامنة عشرة من عمره بعد ،إلا إنه سرعان ما أعير إلى نادى سافونا بالقسم الثالث الايطالى فى نوفمبر من عام 1969 لينجح فى فرض نفسه هذا الموسم بخوضه 21 مباراة سجل خلالها هدفين ليعود مجدداً إلى صفوف سامبدوريا، و يخوض أول لقاء له فى الدورى الايطالى فى الموسم التالى و تحديداً فى 27 سبتمبر امام نادى كاليارى، و هى المباراة التى خسرها فريق ليبى 1-2. أمضى ليبى مشواره الكروى مع نادى سامبدوريا حتى تركه له فى موسم 1979 -1980 بعد أن خاض 172 مباراة مع ناديه بالدورى الايطالى محرزاً خمسة اهداف فقط، حيث كان موسم 1976-1977 أفضل مواسمه كلاعب على الاطلاق من خلال خوضه 30 مبارة كاملة ، و لكن كان ذلك الموسم هو الاخير لنادى سامبدوريا بالدرجة الممتازة حيث هبط إلى القسم الثانى دون رجعة لخمسة اعوام كاملة، كانت كفيلة بإعلان ليبى ترك النادى قبل إعلان الاعتزال النهائى فى عام 1982 فى سن الرابعة و الثلاثين ضمن صفوف فريق بلدته بيستولى بالدرجة الثالثة. لم يكن مشوار ليبى خارج الخطوط مفروشاً بالورود حيث كان عليه البدء مع فريق الشباب مع نادى سامبدوريا و الذى تولى تدريبه لموسم واحد لم يرض طموحاته فى نهاية الامر و إن كان ليبى يعترف بمدى أهمية تلك الفترة فى مسيرته المهنية خاصة فى مجال التواصل مع اللاعبين نفسياً.
بعد تجربة شباب سامبدوريا قرر ليبى أن يتبع الطريقة الكلاسيكية الايطالية لأى مدرب شاب، وذلك بالعمل مع "طوب الارض" فى الكرة الايطالية، فقضى بقية عقد الثمانينيات مدربا بالقسم الثالث من الدورى الايطالى برفقة أندية بحجم سيينا و بيستويزى و كاراريسى و تشيزيناو لوتشيزى، و هى تجربة شهدت الكثير من اللحظات الاليمة ابرزها إقالته مرتين من تدريب سيينا و تشيزينا لسوء النتائج قبل أن يسجل حضوره فى أجواء الكالتشو للمرة الاولى برفقة فريق اتلانتا بموسم 1992-1993، لينتقل فى الموسم التالى إلى فريق نابولى حسن السمعة ويخوض معه موسماً موفقاً لفت أنظار "حيتان" نادى اليوفنتوس فتعاقدوا معه لتولى قيادة الفريق بداية من موسم 1994-1995. لم يتوقع الكثيرين أن يكمل ليبى موسمه الاول فى مغامرته مع السيدة العجوز، خاصة وسط اتهامات النقاد بأنه تعمد تجاهل الاسطورة روبرتو باجيو لإنهاء مسيرته مع اليوفى فى ذلك الموسم، لكن ليبى لم يلتفت لتلك الاقاويل، مفضلاً أن يخيب ظن كل التكهنات على أرض الملعب فقاد الفريق لثنائية الدورى و الكأس مع كوكبة من النجوم مثل فياللى و رفانيللى و دى ليفيو و و مراهق موهوب أسمه اليساندرو ديل بييرو الذى سيصبح فيما بعد الفتى المدلل لليبى و مدينة تورينو بأكملها. لم يكن موسم 95-96 بأقل توهجاً من سابقه، حيث قاد ليبى بتشكيلة ذهبية فريق السيدة العجوز إلى ثان لقب لدورى الابطال الاوروبى و هو أول لقب خلال أكثر من عشرة مواسم كاملة. و كالعادة كان أكبر مستهلك للسيجار الكوبى فى الدورى الايطالى محل شكوك البعض فى إمكانية إستمرار نجاحه مع اليوفى خلال المواسم التالية، و لكن ليبى نجح مع عصابة زيدان و ديل بييرو و ديشامب فى إكتساح الجميع فى موسم 1997- 1998، و الذى أنهاه اليوفنتوس بطلاًَ للدورى برصيد 74 نقطة، كما جاء وصيفاً لريال مدريد فى دورى أبطال أوروبا، ليكون هذا واحد من أفضل مواسم ليبى مع اليوفنتوس على المستوى الرقمى، و ربما واحد من أفضل المواسم لمدير فنى مع فريق إيطالى خلال التسعينات مع الاعتذار لفابيو كابيلو. و لأن غلطة الشاطر بألف كان ليبى على موعد مع أتعس اللحظات فى الموسم التالى 1998-1999و الذى شهد خروجه فى السابع من فبراير عام 1999 من النادى شبه مطروداً بعد هزيمة اليوفنتوس على أرضه 1-4 امام بارما، و هى الهزيمة التى ألقت به خارج جدران السيدة العجوز ، ليقبل بعدها الدخول فى عدة تجارب فاشلة أبرزها مع الانتر لعدة أشهر ، ليعود بعدها مجدداً إلى قيادة "الاسود و الابيض" بداية من موسم 2001-2002، ويقوده لأول "سكوديتو" منذ أربعة مواسم قبل أن يحتفظ باللقب هذا الموسم أيضا ليرفع رصيد نجاحاته مع الفريق فى الدورى المحل