سيظل اسما الليبي خالد زواوي وبوسا مونا في ذاكرة جماهير ناميبيا كسببين رئيسيين في تأهل "المحاربون الشجعان" لنهائيات كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في التاريخ. خالد زواوي لاعب المنتخب الليبي أحرز هدفا قاتلا في الدقيقة 51 ليمنع الكونجو الديمقراطية من تحقيق فوز كفيل بتأهلهم للنهائيات في غانا، بينما أحرز مونا هدفا ثالثاً لناميبيا في مرمى إثيوبيا في الدقيقة 89 مانحاً منتخب بلاده بطاقة التأهل عن المجموعة العاشرة في مفاجأة كبيرة. تأسس الاتحاد الناميبي عام 1990 وانضم إلى الاتحادين الإفريقي والدولي عام 1992، بعدما نالت الدولة القابعة في جنوب القارة الإفريقية استقلالها من الاحتلال الألماني، ثم من الحماية الإنجليزية في جنوب إفريقيا عام 1990. ظهر اسم المنتخب الناميبي سريعا على الخريطة الإفريقية خاصة بعد نجاح منتخبها في التأهل إلى النهائيات في بوركينا فاسو عام 1998. وقدم المحاربون الشجعان مستوى مميز في المباراة الأولى أمام كوت ديفوار قبل الخسارة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ثم التعادل مع أنجولا بثلاثة أهداف لكل منهما، قبل الخسارة الثقيلة أمام جنوب إفريقيا حاملة اللقب بأربعة أهداف مقابل هدف وتودع البطولة. وواصل منتخب ناميبيا تألقه وصعد للدور النهائي لتصفيات كأس العالم، ووقع في مجموعة واحدة مع مصر وتونس وليبيريا قبل أن يحصد نسور قرطاج بطاقة الصعود بسهولة. وتراجع أداء ناميبيا، وفشلت في التأهل لكأس الأمم عامي 2000 و2002، ولكنها نجحت في الوصول إلى الدور النهائي لتصفيات كأس العالم، لتخسر في ست مباريات وتتعادل في مباراتين أمام المغرب ومصر. واستمر التراجع الناميبي، لتفشل في التأهل لتصفيات بطولتي الأمم الإفريقية 2004 و2006، كما تلقى ضربة موجعة بالخروج مبكرا من تصفيات كأس العالم 2006 بالهزيمة أمام رواندا. نجم الفريق: كولين بنيامين أحد أبرز لاعبي نامبيبا، ويلعب في صفوف هامبورج الألماني الذي إنضم إليه في يوليو 2001 قادماً من إلمشورن. بدأ بنيامين – 29 عاما - مشواره مع نادي سيفكيس ويندهوك الناميبين قبل أن ينتقل إلى فريق جيرمانيا شنلزن في يوليو 2000، غير أنه لم يمكث مع الفريق سوى موسماً واحداً لينتقل إلى ألمشورن ومنه إلى هامبورج للهواة عام 2001. وظهر لاعب خط الوسط والظهير الأيمن الناميبي بشكل جيد مع فريق الهواة، ليوقع عقداً رسمياً مع فريق المحترفين في يوليو 2002، وظل بنيامين مع هامبورج حتى يناير 2006، قبل أن تتأزم العلاقة بينه وبين النادي ولكن بعد حل المشاكل وقع على عقد جديد في يونيو 2006 لمدة أربعة مواسم تنتهي في يونيو 2010. المدير الفني: أري شانز تولي الهولندي أري شانز مسؤولية المنتخب الناميبي عقب استقالة المدرب الزامبي الراحل بن بامفوشيل، الذي وافته المنية بعد أيام من قرار الاستقالة. وعاشت ناميبيا في حزن بالغ عقب رحيل بامفوشيل الزامبي الجنسية، والذي تعده البلد بطلا قوميا عقب قيادة الفريق إلى النهائيات. ويواجه شانز مسؤولية صعبة تتمثل في إقناع اللاعبين والجماهير بقدراته مقارنة بسلفه، إضافة إلى تحقيق نتائج جيدة في غانا. ويمتلك شانز سجلا تدريبيا ضعيفا يتمثل في العمل مديرا تقنيا لاتحاد الكرة في موزمبيق إضافة إلى فترات في الإدارة الفنية في الصين واليابان ولكن بلا إنجازات. وربما يستعير شانز أفكار بامفوشيل في أن المحاربين الشجعان عليهم استغلال البطولة "للتمثيل المشرف، وتغيير طريقة تفكير اللاعبين الذي يهتمون فقط بالحصول على المقابل المادي من المشاركة في المباريات".