عكست المباراة الأخيرة لبطل الليجا لهذا الموسم ريال مدريد أمام ريال مايوركا ، والتي خاضها على ملعبه ووسط جماهيره في ختام الدوري ، كل ما مر به الفريق الملكي من مراحل خلال البطولة وجاءت أحداثها الجنونية لتعكس حالة قلما عاشها جمهور كرة القدم العاشق لقميص ريال مدريد الأبيض. ففي موسم عاد فيه ريال مدريد للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات للاحتفال بلقب غائب شهد تألق كبير للفريق الملكي نجح خلاله في جمع 76 نقطة من 23 فوز و7 تعادلات مقابل ثمان هزائم. وبتحليل مشوار ريال مدريد خلال الموسم نجد أن لكل مباراة قصة ولكل مجموعة مباريات انعكاسا لمرحلة كانت تشير لحالة فريق اعتاد على أن يكون بطلا في كل مناسبة يخوضها ثم انهار لثلاث سنوات دون أن يتمكن الخبراء من تحديد أسباب هذا الانهيار ، قبل أن يعود بطلا بفضل مروره بتلك المراحل التي أعادته بطلا على الطريق الصحيح. ريال مدريد وتتويج سبقته لحظات جنونية بدموع بطل زاد عن مرماه طوال سنوات عجاف أظهر حارس المرمى إبكار كاسياس مدى رغبة لاعبو الفريق الملكي في الفوز باللقب ، وهو ما حدث حين تمكن ريال مدريد من الفوز على ريال مايوركا ، تلك المباراة عكست مراحل التي مر بها الفريق منذ بداية تكوينه على يد الإيطالي فابيو كابيللو. فمن بداية متوترة وإخفاق غير مفهوم وتذبذب في الأداء إلى السيطرة على الأحداث والعودة من بعيد وإحراز هدف قاتل كاد يصيب الجماهير بالسكتة القلبية من مدى الإثارة والحماس ليستحق لاعبو الفريق الملكي الاحتفال باللقب عند نافورة سيبلس الشهيرة للمرة الثلاثين في تاريخ أعرق الأندية الأوروبية. قبل انطلاق الموسم شهدت فترة ما بعد كأس العالم الأخيرة بألمانيا تحولا كبيرا في سياسة الفريق الملكي ، ويعود ذلك لتغبير كل أفراد المنظومة فبانتخابات جديدة على مقعد الرئاسة جاء على إثرها رامون كالديرون قائدا لمؤسسة ريال مدريد، بدء ريال مدريد رحلته مع طاقم فني جديد كان على رأسه الصربي بيادج مياتوفيتش السند الفني لكالدرون وصوت مجلس الإدارة الفني عند المدير الفني الجديد بدوره كابيللو بشكل احترافي متميز. اختيار كابيللو كان موفقا في كل شيء، فمدرب الثورات لطالما كان قادرا على إعادة تنظيم هيكلة الفرق الكبرى، وبدلا من التعاقد مع جلاتيكو جديد يزيد من أمل الجماهير ومن هموم الفريق الذي لا يجد دعما للمراكز الذي يحتاجها جاءت صفقات كابيللو متميزة لتسد معظم حاجات الفريق الملكي وليبدأ الفريق رحلته مع الليجا وأسرارها. المرحلة الأولى وتعادل مخيب للآمال بعد موسم إعداد شاق لم يخضه لاعبو الفريق الملكي منذ ثلاث سنوات متتابعة غير فيها كابيللو طريقة العمل وزاد من كل الأحمال الذي يمكنها رفع لياقة اللاعبين ، فشل الفريق الملكي في الفوز على فياريال في افتتاح الموسم ليبدأ قلق الجماهير مع أول أسابيع الليجا. من المرحلة الأولى وحتى المرحلة الخامسة ثلاث انتصارات ممتازة للفريق الملكي، هدوء كابيللو وثقته انعكست على لاعبيه في أرض الملعب وتطور أداء الفريق التدريجي وهو ما يظهر جليا في أداء المالي مامادو ديارا ميزان أداء الفريق. المرحلة السادسة والسابعة وأول اختبار حقيقي لريال مدريد الجديد في المرحلة السادسة تأثر ريال مدريد بتحضيراته للجولة التي كانت حينها الأهم لجمهور ريال مدريد والاختبار الأول لمدى قدرة الفريق على المنافسة وهي مواجهة برشلونة مع الفريق الملكي ، فجاءت خسارة ريال مدريد أمام خيتافي في المرحلة السادسة لتدفع كابيللو إلى تغيير مخططاته تجاه الكلاسيكو ، والتي جاءت مثالية للفريق الملكي حيث حقق فوزا قويا بهدفين نظيفين في مباراة شهدت تألق غير عادي لوسط ريال مدريد ومهاجمه الهولندي الرائع رود فان نيستلروي. من المرحلة العاشرة وحتى الرابعة عشر وتذبذب يبعث على القلق بدأ ريال مدريد تلك المرحلة في الظهور بأداء متذبذب رغم نتائجه الإيجابية بداية من مباراة ريال مدريد أمام فريق أوساسونا في المرحلة العاشرة ، والتي أحرز فيها نيستلروي أربعة أهداف أضافت لتحديات النجم الهولندي تحد جديد وهو المنافسة على لقب هداف الدوري الإسباني ، وحنى بدأت نغمة انتقادات كابيللو واتهامه بتأثير عقليته الإيطالية الواقعية على الشكل الجمالي الذي يرغب جماهير ريال مدريد في مشاهدته. المرحلة السادسة عشر والانهيار التام انهار فريق ريال مدريد تحت وطأة المشاكل التي جسدتها مشكلة المهاجم البرازيلي رونالدو مع كابيللو وخلاف