لم يخطر ببال سبيستيان نادال ان طفله رافاييل البالغ من العمر ثلاث سنوات والذي فضل لعب التنس على كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في العالم، سيصبح في يوما من الايام ملك الملاعب الرملية بلا منافس والخليفة المنتظر للسويسري روجر فيدرر على عرش التنس العالمي قريبا. فكان من المنطقي ان يتجه نادال المولود في مدينة مايوركا الاسبانية للعب كرة القدم، خلفا لعمه ميجيل انجيل نادال الذي مثل اسبانيا دوليا في بطولات كأس العالم 1994، 1998، 2002 ونجم فريقي برشلونة وريال مايوركا، الا ان رافاييل الملقب ب"رافا" فضل اتباع خطوات عمه الاخر توني الذي زرع فيه حب اللعبة البيضاء وتولى تدريبه منذ ان بلغ الثالثة من العمر. والغريب ان توني عمل على تدريب "رافا" على اللعب بيده اليسرى رغم عدم كونه لاعب "اعسر" بطبيعته، وقد يفسر ذلك اجادته للعب الضربات الامامية والخلفية بكل قوة بزوايا حادة ومتقنة. رب صدفة خير من الف ميعاد ! ولعبت المصادفة دورا كبيرا في لفت انظار العالم لموهبة نادال الكبيرة، ففي مايو عام 2001 كان من المقرر ان يلعب النجم الاسترالي بات كاش مباراة استعراضية مع الالماني بوريس بيكر، الا ان الاخير اعتذر عن لعب المباراة في اللحظات الاخيرة، ليأتي منظموا المباراة بنادال البالغ من العمر وقتها 14 عاما ليلعب المباراة امام كاش وينجح في هزيمته في مباراة كبيرة، ليثير انتباه العالم الى هذه الموهبة المصحوبة بالقوة البدنية الكبيرة. بداية المشوار والارقام القياسية
نادال اظهر تفوقا كبيرا على فيدرر في مواجهاتهما المباشرة بدأ مشوار نادال مع بطولات التنس للمحترفين عام 2002، ونجح في تحقيق اول فوز له في مسيرته الاحترافية على الباراجواياني رامون ديلجادو في مسقط رأسه مايوركا قبل ايام من احتفاله بيوم ميلاده السادس عشر، ليصبح تاسع اصغر لاعب في التاريخ يحقق الفوز في بطولات التنس للمحترفين. وواصل نادال ارقامه القياسية عام 2003، بعدما اصبح ثاني اصغر لاعب في التاريخ يدخل قائمة المصنفين ال100 الاوائل، بعدما انهى العام في المركز ال50 عالميا، كما اصبح اصغر لاعب يصل للدور الثالث في بطولة ويمبلدون منذ ان فعل الالماني بوريس بيكر ذلك عام 1980. اما عن بداية مشوار نادال مع الالقاب فكانت في التاسع من اغسطس عام 2004 بعدما توج ببطولة اتحاد اللاعبين المحترفين في بولندا على حساب الارجنتيني خوزيه اكاسوسو، لتستمر بعدها مسيرة البطولات والتي وصلت الى الرقم 22 في بطولات الفردي منها ثلاث بطولات جراند سلام، اضافة الى ثلاث القاب في منافسات الزوجي. رافا لا يخسر على الملاعب الرملية اذا اردت ان تشاهد نادال في افضل حالاته، فعليك ان تشاهده على الملاعب الرملية، فهذا الاسباني الشاب نادرا من يسقط على هذه النوعية من الملاعب التي تلائم تماما قدرته البدنية الهائلة وقوة ضرباته بكلتا يديه، ويكفي ان نقول ان 18 لقب من اصل 22 حققها اللاعب الاسباني الذي اكمل عامه ال21 على الملاعب الرملية مقابل اربعة القاب فقط على الاراضي الصلبة. ودخل نادال تاريخ التنس من اوسع ابوابه بعدما حقق رقما قياسيا هائلا بتحقيق الفوز في 81 مباراة متتالية على الملاعب الرملية، فمنذ هزيمته امام الروسي ايجور اندرييف في دور الثمانية لبطولة فالنسيا عام 2005، حقق رافا الفوز في 81 مباراة متتالية محطما الرقم القياسي للارجنتيني جوييرمو فيلاس برصيد 53 انتصارا متتاليا، قبل ان يتوقف رصيده من الانتصارات المتتالية على يد غريمه السويسري روجر فيدرر في نهائي بطولة هامبورج للاساتذة في 20 مايو الماضي.
اذا اردت ان تشاهد نادال في افضل حالاته، فعليك ان تشاهده على الملاعب الرملية، فهذا الاسباني الشاب نادرا من يسقط على هذه النوعية من الملاعب التي تلائم تماما قدرته البدنية الهائلة وقوة ضرباته بكلتا يديه. وتوج نادال تألقه اللافت على هذا النوع من الملاعب بتحقيق ثلاثة القاب متتالية في بطولة رولان جاروس ثاني بطولات الجراند سلام ودرة بطولات الملاعب الرملية، ليصبح ثاني لاعب في التاريخ يحقق هذا الانجاز بعد السويدي بيورن بورج الذي فعل ذلك عام 1980. كما اصبح نادال اول لاعب يحصل على لقب بطولة رولان جاروس في اول مشاركاته بها منذ عام 1982 وقت ان حقق السويدي ماتس فيلاندر نفس الانجاز. ويملك نادال سجلا خاليا من الهزيمة من تاريخ مبارياته على ملاعب رولان جاروس بعدما حقق الفوز في مبارياته ال21 التي لعبها في هذه البطولة، منذ مشاركته في البطولة عام 2005، ولا عجب في قوله انه برغم اقامته في مدينة مايوركا الاسبانية، الا انه يشعر ان بيته الحقيقي هو ملعب "فيليب شاترييه" الملعب الرئيسي لبطولة رولان جاروس. نادال وفيدرر ....ومنافسة لن تنتهي ويدين التنس العالمي لنادال كونه اول من نجح في مقارعة السويسري روجر فيدرر على قمة التنس العالمي بعد ثلاث سنوا
