عندما يسجل أي لاعب ثلاثة اهداف "هاتريك" في مباراة القمة الأقوى في العالم بين برشلونة وريال مدريد يصبح هذا الحدث فريدا من نوعه، وعندما نعرف أن هذا اللاعب لم يكمل عامه ال20 بعد يصبح هذا الحدث استثنائيا. ميسي حقق خلال مشواره القصير في ملاعب كرة القدم حتى الآن العديد من الإنجازات الإستثنائية، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الإيجابية الأخرى للأرجنتيني صاحب القدم اليسرى المذهلة. بداية انتقال اللاعب لعالم الكرة الأوروبية لم تخل من الإثارة، فبعد ظهور الموهبة الكبيرة لميسي في سن الحادية عشر بنادي نيو ويلز أولد بويز بالأرجنتين، أبدي نادي ريفر بلات أكبر أندية البلاد رغبة في ضم اللاعب، وهنا كانت المفاجأة عندما اكتشف النادي أن اللاعب الصغير يعاني من نقص في هرمون النمو ويحتاج لدواء يبلغ تكلفته نحو 500 جنيه استرليني شهريا وهو ما لم يقو النادي على تحمله بسبب الظروف الإقتصادية التي كانت تعاني منها الأرجنتين في هذا الوقت، ليتدخل القدر وتخطفه عين الخبير كارليس ريكساش مدير النشاط الرياضي بنادي برشلونة الإسباني الذي أبدى استعدادا لتحمل نفقات علاج ميسي بالإضافة لتحمل النادي لتكلفة انتقال أسرة اللاعب بالكامل للعيش في إسبانيا. وفي إسبانيا، بدأت موهبة ميسي في النضوج شيئا فشيئا بعد أن تصدر اللاعب قائمة هدافي فريق برشلونة (ب) مسجلا 37 هدفا في 30 مباراة، وهو ما أغرى المسئولين الإسبان أن يعرضوا عليه الجنسية الإسبانية واللعب بإسم منتخب إسبانيا، وهنا سجل اللاعب أول مواقفه المحترمة رغم سنه الصغيرة وتمسك باللعب لمنتخب بلاده الأرجنتين رافضا السير على درب ديفيد تريزيجيه وماورو كامورانيزي وغيرهم من أصحاب الأصول الأرجنتينية. ثم كانت بداية ميسي مع الأرقام القياسية في الأول من مايو عام 2005 عندما سجل أول أهدافه مع الفريق الأول ببرشلونة ضد نادي ألباسيتي وعمره 17 عاما و10 أشهر، ليصبح أصغر لاعب في نادي برشلونة يسجل أهدافا في الدوري الإسباني.
وفي نفس العام قاد ميسي المنتخب الأرجنتيني للشباب دون 20 عاما للقب كأس العالم في هولندا - وهو لم يكمل عامه ال18 - جامعا الفوز بلقبي أفضل لاعب في البطولة وهداف البطولة برصيد ستة أهداف ليخلف مواطنه خافيير سافيولا الذي جمع بين اللقبين عام 2001 والبرازيلي جيوفاني سيلفا الذي حقق نفس الإنجاز عام 1983، إلا أنه دخل التاريخ كونه أصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز. وبنهاية نفس العام اختارته مجلة "توتو سوبرت" الإيطالية كأفضل لاعب صاعد عام 2005 متفوقا على الإنجليزي واين روني والبرتغالي كريستيانو رونالدو. ثم عاد ميسي لتسجيل أرقامه القياسية بعدما شارك مع منتخب بلادة في كأس العالم 2006 ولعب أولى مبارياته أمام منتخب صربيا ليصبح أصغر من مثل الأرجنتين في تاريخ كأس العالم، في المباراة التي ساهم فيها في فوز الأرجنتين الساحق بها بنتيجة 6-صفر بعدما صنع الهدف الرابع لهيرنان كريسبو وسجل الهدف السادس الذي جعله سادس أصغر لاعب يسجل في تاريخ كأس العالم. دفعت كل هذه الإنجازات نادي برشلونة لتجديد عقد اللاعب حتى عام 2010 واضعا مبلغ 150 مليون يورو (نحو 197 مليون دولار أمريكي) كمقابل للتفريط للاعب بزيادة تقدر ب30 مليون يورو عن المبلغ الذي وضعه النادي الكتالوني للتفريط في نجمه البرازيلي رونالدينيو، علما بأن ماسيمو موراتي مالك نادي إنتر ميلان الإيطالي كان قد أبدى رغبة فعلية في ضم ميسي مقابل 100 مليون دولار. وأخيرا جاءت ثلاثيته "الرائعة" في مرمى ريال مدريد في "الكلاسيكو" الأخير يوم السبت والتي أنقذت برشلونة من هزيمة كانت قريبة، والتي جعلته أصغر لاعب يسجل ثلاثة أهداف في تاريخ هذه المواجهة الكبيرة، ليسطر سطرا جديدا في كتاب إنجازاته الكبيرة والتي قد تذهب به لجائزة أفضل لاعب في العالم قريبا.
