أخيرا نجح الإسماعيلي في تحقيق الفوز على الأهلي بعد ستة انتصارات متتالية للفريق الأحمر على الدراويش ، وأخيرا استطاع فريق محلي أن يذيق الأهلي مرارة الهزيمة بعد 79 مباراة محلية متتالية بدون هزيمة سواء في الدوري الممتاز أو كأس مصر أو كأس السوبر المصري على مدار ثلاثة أعوام متتالية. فالأهلي والإسماعيلي خلال لقاءاتهم الستة الأخيرة معا كانت المباريات دائما من طرف واحد هو الطرف الأحمر ، وكثيرا ما انتهت مبارياتهما معا بفوز كبير للأهلي ، ويكفي أن الأرقام تشير إلى أن مباريات الفريقين الستة الأخيرة انتهت جميعها بفوز الاهلي ولم ينجح الإسماعيلي في الفوز أو حتى تحقيق التعادل في أي مرة منها ، وحقق الأهلي انتصارات كبيرة فيها مثل الفوز 4-صفر والفوز 6-صفر ، ونجح الأهلي في هز شباك الإسماعيلي 16 مرة في المباريات الستة بينما لم ينجح الإسماعيلي في هز الشباك الحمراء سوى مرة وحيدة يتيمة طوال ما يزيد عن 630 دقيقة بالتمام والكمال. ولكن جاءت مباراتهما معا هذه المرة مختلفة تماما وفي صالح أبناء السمسمية لعبا ونتيجة ، وأعطى الدراويش درسا في فنون الكرة للاعبي النادي الأهلي وكادوا أن يحققوا فوزا تاريخيا لولا الفرص الضائعة الكثيرة ، ونجح صبري المنياوي الذي يعمل في الأساس كمدير كرة وقاد فريق الإسماعيلي كمدير فني للمرة الأولى والأخيرة في التفوق على مانويل جوزيه الذي يعمل في مهنة التدريب منذ سنوات طويلة ويتقاضى آلاف الدولارات شهريا. وبالتأكيد هزيمة أي فريق في العالم شىء وارد ، وكان لابد أن يتعرض الاهلي للهزيمة في يوم ما سواء بعد 70 مباراة أو بعد 90 مباراة أو حتى 100 مباراة ، وكان من الممكن أن يتعرض للهزيمة من الإسماعيلي أو الزمالك أو حتى طنطا ، فالهزيمة في حد ذاتها أمرا طبيعيا وليس عيبا ، ولكن العيب هو ما حدث بالأمس أن تاتي الهزيمة بنتيجة ثقيلة وبثلاثة أهداف مع الرأفة ، وأن تأتي الهزيمة والأهلي يلعب على ملعبه بالقاهرة ووسط جماهيره الغفيرة ، وأن تأتي الهزيمة مصحوبة بأداء هزيل من جميع لاعبي الفريق الذين لم يهددوا مرمى الدراويش سوى مرة واحدة فقط على مدار 90 دقيقة. ما حدث للأهلي في مباراة الأمس ليس جديدا أو وليد الصدفة ، ولكنها حالة يعاني منها الأهلي منذ عودته من اليابان وظهرت في جميع المباريات التي خاضها الفريق سواء مع حرس الحدود أو انبي أو الزمالك أو حتى طنطا ، ولكن الانتصارات كانت تعمي الأعين عن الحقيقة الواضحة ، فالأهلي خاض مباراة حرس الحدود بأسوأ أداء وحقق الفوز لضعف المنافس الذي أصبح مستواه ضعيفا للغاية هذا الموسم ، وفي مباراة إنبي كاد الأهلي أن يتعرض للهزيمة الأولى لولا حكم المباراة الذي ألغى هدفا صحيحا لإنبي كان من الممكن أن يغير النتيجة وحقق الأهلي الفوز على إنبي في الثواني الاخيرة وبصعوبة بالغة وبطريقة أصعب من التي حقق بها الأوليمبي المتواضع الفوز على نفس الفريق بعدها بأيام.
ما حدث للأهلي في مباراة الأمس ليس جديدا أو وليد الصدفة ، ولكنها حالة يعاني منها الأهلي منذ عودته من اليابان وفي مباراة الزمالك فاز الأهلي بخطأين لا يغتفرا من إبراهيم سعيد الذي ترك فلافيو على حريته تماما وانشغل مع الجماهير وكاد الزمالك أن يعادل النتيجة في الشوط الثاني لولا حالة لاعبيه النفسية والتي تمنعهم من مجرد التفكير في التعادل مع الأهلي حتى وهو في أسوأ حالاته ويمر بأسوأ الظروف مثلما ذكرت في المقالة السابقة ، ثم جاءت مباراة الاهلي مع طنطا متذيل الدوري والتي قدم فيها طنطا أداء رائعا أفضل من الأهلي وتسيد المباراة وكاد أن يحقق الفوز أو التعادل على أقل تقدير لولا نقص خبرة لاعبيه وتألق حارس مرمى الأهلي. ولكن فريق الإسماعيلي يختلف عن الآخرين ، فهو فريق جيد ومتماسك ويقدم عروضا طيبة من بداية الموسم ، ويمتلك لاعبين على أعلى مستوى ، ولذلك فهو قدم مباراة رائعة أمام الأهلي واستطاع تهديد مرماه في أكثر من مناسبة واستطاع تحقيق فوزا كبيرا بسهولة وبأقصر الطرق. فوز الإسماعيلي الكبير على الأهلي سيفتح الباب أمام باقي فرق الدوري للتجرأ على الأهلي ومهاجمته ومحاولة الفوز عليه ، فالفريق الذي لا يقهر أصبح فريق عاديا يهزم وعلى أرضه وبنتيجة ثقيلة وبالتالي فلا داعي للخوف منه بعد ذلك. وبلا شك فإن الفترة التي يمر بها الأهلي حاليا هي فترة صعبة للغاية بسبب كثرة المباريات التي يخوضها لاعبيه والذي عرضهم للإجهاد والإرهاق بالإضافة إلى الكم الكبير من الإصابات التي تهاجم لاعبيه وتبعد بعضهم عن المشاركة بينما يشارك البعض الآخر وهو مصاب ، وبالتأكيد فإن المتهم الاول في هذه القضية هو اتحاد كرة القدم المصري الذي لم يستطع وضع جداول مناسبة للبطولات المصرية في وقت مناسب ، وزاد الطين بلة عندما قرر زيادة عدد فرق الدوري لأسباب انتخابية بحتة مما أدى الى زيادة عدد المباريات لتصبح 30 مباراة لكل فريق بدلا من 26. أما المتهم الثاني فهو مسئولي الأهلي وجهازه الفني أنف