خطفت إيطاليا الأضواء في عام 2006 لفوزها بأغلى ألقاب كرة القدم ولكشف النقاب عن أكبر فضيحة كروية في السنوات الأخيرة داخل أراضيها ، فيما شغل صراع زيدان مع ماتيراتزي العالم ، وباتت الصدام وشيكا بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والأندية الأوروبية الكبرى. إذا كان العام هو 2006 فلابد أن تحتل بطولة كأس العالم لكرة القدم الصدارة في قائمة أبرز ما تابع عشاق اللعبة. كان من المتوقع أن تنظم ألمانيا البطولة بنجاح وهو ما تحقق على أرض الواقع حيث رفع الألمان شعار "وقت لاكتساب الصداقات" ونالت المسابقة اهتماما إعلاميا مذهلا فاق كل البطولات السابقة ، كما انتعش الاقتصاد الألماني وزاد معدل نموه بمقدار 2،3 بالمائة وتم توفير 50 ألف وظيفة جديدة بسبب المونديال. وعلى عكس ما توقع الجميع أن يكتسح راقصو السامبا البرازيليين كل منافسيهم في مونديال ألمانيا 2006 جاءت المفاجأة لصالح منتخب إيطاليا ليحقق رابع لقب في بطولة لكأس العالم في تاريخه تحت قيادة مدربه القدير مارتشيللو ليبي. الإيطاليون نالوا اللقب بفضل ذكاء ليبي في المواقف الصعبة إذ نجح في الإفلات من فخ أستراليا في دور 16 رغم طرد ماتيراتزي مبكرا ، واستطاع الفوز على الألمان على أرضهم وبين جماهيرهم الغفيرة 2-0. ورفض النجم الأسطوري زين الدين زيدان إسدال الستار على مسيرته الكروية دون ترك بصمة على العام عندما قاد منتخب بلاده بحنكة كبيرة إلى نهائي المونديال مطيحا في طريقه بإسبانيا والبرازيل في إثنين من أجمل ما قدم زيزو من دروس في فنون القيادة الكروية لزملائه. وفي تصاعد درامي مثير للأحداث كتب زيدان السطر الأخير في حكايته مع الكرة بنطحته الشهيرة لصدر ماركو ماتيراتزي مدافع إيطاليا في نهائي المونديال بعد أن وجه له الأخير كلمات بذيئة ، لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1 ، ويفوز الإيطاليون بركلات الترجيح 5-3 بعد أن أضاع ديفيد تريزيجيه الركلة الحاسمة للديوك ، وهو الشخص نفسه الذي فطر قلوب عشاق "الأتزوري" في نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 2000. وفي امتداد للهيمنة الكروية الإيطالية فاز قائد المنتخب فابيو كانافارو بجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" كما فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم رغم التشكيك في أحقيته بالجائزتين. وبعد أيام قليلة من التتويج عادت إيطاليا لتخطف الأضواء لكن بفضيحة التلاعب في نتائج مباريات التي تورط فيها أكبر الأندية والمسئولين الرياضيين وعلى رأسهم لوتشيانو موجي مدير نادي يوفنتوس.
برشلونة فرض سيادته أوروبيا وتسببت الفضيحة الإيطالية في كشف الوجه القبيح لكرة القدم بعد أن سيطر عليها المال في غالبية دول العالم وعلى رأسها البلدان الأوروبية ، وانتهت الأزمة إلى حرمان نادي يوفنتوس من لقب الدوري الإطالي بالإضافة لهبوطه لدوري الدرجة الأولى وخصم نقاط من أندية ميلان وفيورونتينا ولاتسيو وريجينا في الموسم الجديد وهو ما أفقد "الكاليتشو" الكثير من بريقه. وشهد عام 2006 احتفاظ حاملي ألقاب الدوري في البطولات الأوروبية الكبرى بمواقعهم ففاز تشيلسي بالدوري الإنجليزي للعام الثاني على التوالي ، وهو الأمر ذاته الذي نجح فيه بايرن ميونيخ في ألمانيا وبرشلونة في إسبانيا ويوفنتوس في إيطاليا رغم تجريده من لقبه ، فيما واصل ليون احتكاره للبطولة الفرنسية. وعلى صعيد بطولات أوروبا للأندية كان للأندية الإسبانية الكلمة العليا ففاز برشلونة بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 1992 بعد الفوز على أرسنال 2-1 في لقاء شهد المواجهة بين البرازيلي رونالدينيو والفرنسي تييري هنري. وتوج سيفيليا بطلا لكأس الاتحاد الأوروبي بعد تغلبه على ميدلسبره في المباراة النهائية 4-0. والمثير أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم كافأ ستيف ماكلارين مدرب ميدلسبره على الوصول إلى النهائي بمنحه فرصة تدريب المنتخب الإنجليزي خلفا للسويدي زفين جوران إريكسون. ومن جهة أخرى من المنتظر أن يشهد عام 2007 مواجهة ساخنة بين الأندية الأوروبية الكبرى ممثلة في مجموعة ال"جي 14" التي تضم ما يقرب من 18 ناديا من جهة والفيفا من جهة أخرى ممثلا في رئيسه جوزيف سيب بلاتر. وأعلن بلاتر عام 2006 عن نيته الحد من عدد اللاعبين الأجانب في الأندية الأوروبية حفاظا على المنتخبات الوطنية وهو ما قوبل بالاستياء من الأندية الكبرى وعلى رأسها أرسنال وتشيلسي المعروفين بالاعتماد الكبير على الأجانب. وأعلن في المقابل ديفيد دين نائب رئيس أرسنال ورئيس مجموعة "جي 14" أن ساحات القضاء الأوروبية قد تفصل في قضية اللاعبين الأجانب لأن القوانين في أوروبا تعامل مواطني الاتحاد الأوروبي بما فيهم اللاعبين باعتبارهم من حاملي جنسية البلد الأصليين. ومن جهة أخرى تسعى الأندية لمزيد من ا
