بالرغم من التعادل الإيجابي الذي حققه الأهلي مع الصفاقسي التونسي بالقاهرة ، إلا أنني أرى أن حظوظ الأهلي في التتويج بكأس البطولة مازالت باقية وبشدة ، وأنا أقول هذا الكلام ليس مراضاة للأهلوية الغاضبين ، ولا مجرد كلام انشائي يقال دائما في مثل هذه الظروف ، ولكني أقوله عن اقتناع تام. بكل تأكيد وبدون مجاملة فإن حظوظ الصفاقسي في التتويج بكأس البطولة أصبحت أكبر بعد نتيجة مباراة الذهاب ، ولكن الأمور لم تحسم لمصلحته بعد كما يعتقد البعض ، والأهلي قادر ببعض من التركيز ومعالجة الاخطاء ان يعود بالكأس من تونس ، وفي رأيي أن الكفة تميل في الوقت الحالي إلى الصفاقسي بنسبة 70 % مقابل 30 % فقط للأهلي ، ورغم أنها النسبة الأقل إلا أنها نسبة جيدة ومعقولة ووارد حدوثها بشدة. وأؤكد وبصدق أن الأهلي لو كان حقق نفس ذات النتيجة مع أسيك في مباراة الذهاب بالقاهرة لما قلت أن فرص الأهلي في التأهل مازالت باقية ، ولكنت وقتها خرجت على القراء بمقالة أؤكد فيها تأهل أسيك للمباراة النهائية واستحالة وصول الأهلي ، ولكن هذه المرة فالأمر مختلف تماما ، فالصفاقسي ليس أسيك ، ورغم فوز الاهلي على أسيك 2-صفر بالقاهرة وتعادله مع الصفاقسي 1-1 إلا أن هذه النتيجة لا تعبر عن مستوى الفريقين. في رأيي أن أسيك من الناحية الفنية والبدنية أقوى كثيرا من الصفاقسي ، وإن كان الصفاقسي يتميز من الناحية النفسية فقط والتي يستغلها لاعبو الشمال الأفريقي أمام مصر منذ قديم الأزل ومن أهم ما يستغلوه اللعب بخشونة و"نرفزة" اللاعبين المصريين لإخراجهم عن شعورهم ، بالإضافة إلى براعتهم في إضاعة الوقت مثلما يريدون. فريق الصفاقسي من الناحية الفنية يتميز بالناحية الدفاعية ، ويصعب على أي فريق هز شباكه إذا لعب بخطة دفاعية وهو ما حدث بالفعل ، أما خط هجومه فيعتبر عاديا ، وإذا لجأ الفريق للهجوم فان دفاعه يتفكك ويصبح من السهل اختراقه والتسجيل فيه ، وهو ما قد يحدث في مباراة الإياب في رادس باذن الله ، ويجب على الجهاز الفني للأهلي تخصيص لاعب محدد لمراقبة عبد الكريم النفطي أفضل لاعبي الفريق التونسي وعقله المفكر ، والذي لو نجح لاعبو الأهلي في إيقافه فستتوقف أكثر من نصف خطورة الصفاقسي. أما من ناحية الأهلي فأعتقد أن الخطا الوحيد الذي وقع فيه جوزيه في التشكيل الذي بدأ به هو الدفع ببركات منذ بداية المباراة على حساب إسلام الشاطر ، وبركات مازال خارج الفورمة ويحتاج إلى المزيد من الوقت والمباريات حتى يعود إلى مستواه القديم ، ولذلك كانت الناحية اليمنى للأهلي نقطة ضعف واضحة سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية على عكس الناحية اليسرى التي تألق فيها الواعد أحمد شديد قناوي ، ويجب على جوزيه تلافي هذا الخطأ في مباراة العودة والبدء بالشاطر مع الاحتفاظ ببركات على دكة البدلاء وربما يشارك في أخر نصف ساعة فقط في حالة الحاجة الى كثافة هجومية ، لأن لياقته البدنية لا تسمح له بالمشاركة لوقت أكثر من ذلك. المطلوب أيضا من الجهاز الفني للأهلي ألا يكرر نفس الخطا الذي ارتكبه من قبل وهو تأجيل مباراة أسمنت السويس والتي كانت خير إعداد لمباراة الذهاب ، وتأجيلها جعل لاعبي الأهلي يخضعون إلى راحة سلبية لفترة طويلة تزيد عن عشرة أيام ، كما وضعهم تحت ضغط عصبي ونفسي كبير لأنهم ظلوا يفكرون في مباراة الصفاقسي فقط طوال هذه الفترة الطويلة ، ويجب على الأهلي أن يخوض مباراتيه القادمتين أمام المصري في بورسعيد ثم أمام إنبي وهما مثل مواجهة العودة أمام الصفاقسي التي لا مفر من أن يلعب فيها الأهلي على تحقيق الفوز ، وهما فرصة جيدة لإصلاح الأخطاء الفنية بالفريق. أما عن رجال الإعلام والنقد الرياضي والجماهير أيضا ، فأتمنى منهم ألا يبدأوا في سن سكاكينهم ضد لاعبي الأهلي وجهازه الفني ، وألا ينسوا أن نفس هؤلاء اللاعبين ونفس المدرب قد حققوا انجازات كبيرة وعالمية للأهلي طوال العامين الماضيين ، ويجب أن يكون النقد بناء لإصلاح العيوب والاخطاء وليس نقدا هداما في هذه المرحلة الحرجة ، ولينتظروا أسبوعين فقط حتى مباراة العودة ويساندوا الفريق ولاعبيه حتى نصل إلى الأمل المنشود ، وفي حالة الخسارة لا قدر الله ، فوقتها ينقدوا بالطريقة التي تحلو لهم ، ولكن يجب عليهم التريث قليلا الآن. أخيرا أود أن أشير إلى أن مستوى فريقي الأهلي والصفاقسي متقارب للغاية بل ويتفوق الأهلي قليلا ، والتعادل 1-1 بالقاهرة ليس نهاية المطاف ، ومن الممكن أن يفوز الأهلي في تونس ، ومن الممكن أن يتعادلا 2-2 مثلما فعل الأهلي مع شبيبة القبائل ووقتها سيفوز الأهلي ، كما أنه من الممكن جدا أن يتعادلا 1-1 ويحتكمان إلى ركلات الترجيح. لقد فاز الأهلي نفسه من قبل خارج ملعبه على شباب بلوزداد الجزائري بهدف نظيف في بطولة عام 2001 ، وأيضا تخطيه عقبة الترجي التونسي