ينذر اتهام مسئولي الأندية الإنجليزية بتقاضي عمولات للتعاقد مع اللاعبين بفضيحة جديدة في عالم الكرة الأوروبية بعد الفضائح التي هزت إيطاليا وألمانيا من قبل. وتعكف حاليا جهات التحقيق في وزارة الرياضة البريطانية والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والإدارة المستقلة لل"البريمير لييج" - الدوري الإنجليزي الممتاز - على التأكد من صحة الاتهامات التي قدمتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من خلال برنامج "بانوراما". وعرض البرنامج فيلما تسجيليا يحوي مقاطع مصورة لمفاوضات وكلاء اللاعبين مع بعض المدربين لتسهيل إجراء صفقات بعينها. وأكد البرنامج أن هناك 18 مديرا فنيا من المدربين السابقين والحاليين تورطوا في الحصول على عمولات من وكلاء اللاعبين لتسهيل انتقالهم من وإلى الأندية التي يقومون بتدريبها. وذكر وكلاء اللاعبين في البرنامج إسمي سام ألارديس مدرب نادي بولتون وهاري ريدناب مدرب نادي بورتسموث - متصدر الدوري الإنجليزي حاليا - كأحد أبرز المدربين المتورطين في هذه العمليات. وبرز إسم ألارديس بقوة وسط هذه الاتهامات بسبب عمل نجله كرايج ألارديس كوكيل لاعبين واعتراف ثلاثة وكلاء أخرين بحصول الإبن على عمولات منهم مقابل تسهيل انتقال بعض اللاعبين إلى النادي.
هاري ريدناب وأشارت الصحف الإنجليزية إلى أن لاعبين مثل الياباني هيدوتشي ناكاتا والعماني علي الحبسي والإسرائيلي تال بن حاييم انتقلوا إلى بولتون بعد حصول ألارديس على عمولة لضمهم إلى صفوف فريقه. كما طالت الاتهامات أيضا الدنماركي فرانك أرنسين مدير نادي تشيلسي لاتهامه بالتفاوض مع الناشيء ناثان بوريت ومحاولة ضمه إلى الزرق دون إذن من ناديه الأصلي ميدلسبره ، ورغم أن اللاعب لا يرتبط بعقد احترافي مع ناديه لكن لوائح إدارة الدوري الإنجليزي تمنع المفاوضات من هذه النوعية وهو ما قد يؤدي لخصم نقاط من رصيد النادي اللندني بسبب تاريخه غير المشرف في مثل هذه العمليات. ولم يسلم من أسهم الاتهام كيفن بوند الرجل الثاني في الجهاز الفني لنادي نيوكاسل بعد المدير الفني جلين رويدر والذي عمل مساعدا لريدناب في بورتسموث وعدد كبير من أبرز وكلاء اللاعبين المعروفين في بريطانيا. وفور إعلان الاتهامات نفى كافة الأطراف التهم الموجهة إليهم في وسائل الإعلام بما فيها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) انتظارا لنتيجة التحقيق. وفي حال إدانة المتورطين وثبوت صحة الاتهامات قد يواجه بعض المدربين عقوبة الإيقاف لسنوات طويلة. وقد تؤدي الفضيحة لتلويث سمعة الكرة الإنجليزية تماما كما حدث مع نظيرتها الإيطالية التي عاشت صيفا عصيبا بسبب التحقيقات مع مسئولي الأندية الكبرى في قضية التلاعب في نتائج المباريات والتي كان من نتيجتها قرار هبوط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية وخصم نقاط من أرصدة ميلان ولاتسيو فيورنتينا. كما تعيد وقائع الفساد إلى الأذهان وقائع تلاعب بعض الحكام الألمان بنتائج مباريات الدوري الألماني "البوندزليجا" خلال المواسم الماضية والتي أدت لقضاء أحد الحكام لعقوبته داخل السجن وإيقاف أخرين.