يحتاج لاعب الوسط المصري حسام غالي لبذل طاقته كاملة مع بعض التوفيق ليشق طريقه من دكة البدلاء إلى التشكيلة الأساسية لفريقه الإنجليزي توتنام هوتسبر في موسمه الأول فعليا في الدوري الأكثر شعبية في العالم. ويتنافس غالي مع ثمانية لاعبي وسط أخرين معظمهم من الدوليين لحجز موقع ضمن رباعي وسط نادي الشمال اللندني الذي يلعب بطريقة 4-4-2 كغالبية الفرق الإنجليزية مع اختلاف توزيع رباعي الوسط من فريق لأخر. وربما يرى البعض أن رحيل مايكل كاريك لاعب وسط توتنام الدولي إلى مانشستر يونايتد مقابل 33 مليون دولار بمثابة فرصة لغالي ، لكن لاعب الوسط المصري سيكون مطالبا بحجز مكانه على حساب أسماء من نوعية الإيفواري ديدييه زوكورا ، والفنلندي تيمو تاينيو ، والهولندي إدجار ديفيدز ، واللاعبين الإنجليز مثل جيرمين جيناس وأرون لينون وداني ميرفي ، والسويسري ريتو زيجلر ، والأيرلندي أندي ريد. وكشفت مباراة توتنام مع نادي بروسيا دورتموند الألماني الملامح الأساسية لتشكيلة المدرب الهولندي مارتين يول والتي اعتمد خلالها على جيناس وميرفي ولينون وزوكورا كأساسيين ، ثم دفع بغالي في الشوط الثاني ، وهي التشكيلة التي قد يعتمد عليها النادي اللندني في أول لقاءاته في الدوري الإنجليزي يوم 19 أغسطس على ملعب نادي بولتون. وسيكون على غالي أن يستغل النصف ساعة الأخيرة من عمر كل لقاء يخوضه توتنام ليكشف مواهبه الحقيقية إذ يفضل مدربه دائما إجراء تغييراته ما بين الدقيقتين 60 و75 من كل مباراة ، إما للحفاظ على تقدمه أو لتنشيط الهجوم باللعب بثلاثة مهاجمين. والمؤكد أن الفرصة الكاملة ستأتي للاعب الوسط المصري صاحب القميص رقم 14 خلال مشوار الموسم الإنجليزي الطويل الذي يتضمن 38 مباراة في الدوري الإنجليزي ومباريات ذهاب وعودة في بطولات كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية وكأس الاتحاد الأوروبي ، وهي لقاءات ستشهد تعرض زملاء غالي للإصابات والإيقافات والإجهاد. كما أن غالي البالغ من العمر 24 عاما والذي تطور أدائه كثيرا مع فينوورد الهولندي يتميز بسرعة الانطلاق واللعب من لمسة واحدة وهو ما يتناسب بشدة مع أداء توتنام ، بل وهذه المميزات دفعت الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال يوما ما لمتابعة لاعب الوسط المصري ليضمه إلى فريقه. ويمكن للاعب النادي الأهلي السابق أن يستلهم تجربة زميله أحمد حسام "ميدو" الذي لعب مع توتنام معارا لمدة 18 شهرا من نادي روما الإيطالي واستطاع حجز مكانا أساسيا في تشكيلة الفريق رغم وجود الأيرلندي روبي كين والإنجليزي الدولي جيرمين ديفوه والمالي فريدريك كانوتيه في ذلك الوقت.
غالي يعانق الفنلندي تاينيو أحد أبرز منافسيه على موقع أساسي في التشكيل وفي تجربة ميدو وجد المدرب مارتين يول نفسه مجبرا على الدفع بأفضل اللاعبين دون النظر لأسمائهم أو شعبيتهم ، لدرجة أن ديفوه تعرض للحرمان من المشاركة مع إنجلترا في المونديال بسبب جلوسه على الدكة احتياطيا لميدو وكين ، وهو ما قد يتكرر مع غالي خاصة أنه يتفوق مبدئيا على ديفيدز وميرفي وزيجلرز. ويقول كريس هوتون عضو الجهاز الفني لتوتنام : "غالي إضافة رائعة للفريق ، لكنه سيجد منافسة شرسة من زملائه للعب أساسيا ، ولذلك سيكون عليه التكيف مع نوعية الأداء في مراكز خط الوسط في الفرق الإنجليزية والتي تعتمد على قوة الالتحام وسرعة التمرير". وفيما يتعلق بنادي توتنام الذي تأسس عام 1883 يعيش الفريق حاليا واحدة من أفضل فترات إزدهاره في السنوات العشر الأخيرة تحت قيادة مارتين يول إذ استطاع للمرة الاولى أن يحتل المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي بعد منافسة شرسة استمرت حتى الاسبوع الأخير مع غريمه التقليدي أرسنال. ويضم الفريق حاليا نخبة من النجوم على رأسهم الحارس بول روبينسون وقائد الفريق المدافع ليدلي كينج وجيناس ولينون وديفوه وكلهم ضمن تشكيلة المنتخب الإنجليزي ، بالإضافة إلى الهداف الأيرلندي روبي كين. وأثمر تفوق توتنام الموسم الماضي عن عودة الفريق بعد سنوات طويلة من الغياب للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي التي حمل لقبها مرتين عامي 1972و1984 ، ويملك نادي ال"سبرز" فرصة كبيرة للفوز باللقب بعد وصول نادي ميدلسبره الإنجليزي الذي تقل إمكاناته كثيرا عن توتنام إلى المباراة النهائية للبطولة. ومن جانب أخر يملك مارتين يول مدرب الفريق صلاحيات واسعة لإدارة الفريق كغالبية المديرين الفنيين في الفرق الإنجليزية ، لكن ينبغي الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه الدنماركي فرانك أرنسين مدير الكرة السابق الذي خطفه تشيلسي الموسم الماضي بعد دفع الشرط الجزائي في تعاقده مع ال"سبرز" ، وكان للرجل الفضل في وضع السياسات الحية لتوتنام خاصة على مستوى التعاقدات مع لاعبين جدد. ويمتاز توتنام بوجود نشاط كبير في حركة انتقالات اللاعبين منه وإ