عاد المستشار مرتضى منصور لرئاسة نادي الزمالك مرة أخرى بعد حصوله على حكم بالمحكمة ، ليبدأ الزمالك مرحلة جديدة على يد المستشار ، وتستمر حالة التخبط داخل هذا النادي العريق. وإحقاقا للحق فأنني كنت دائما وعلى طول الخط ضد المستشار مرتضى منصور طوال فترة توليه مقاليد الحكم في الزمالك لما شهدته هذه الفترة من العديد من المشاكل والازمات ، وكنت أعتقد أن مرتضى منصور هو وراء جميع هذه المشاكل ، ولكني تراجعت تماما عن هذه النظرية في الفترة الأخيرة والتي ابتعد فيها مرتضى عن الزمالك وتولى فيها رؤوف جاسر المسئولية. ففي هذه الفترة ورغم ابتعاد مرتضى توالت مشاكل وأزمات جديدة على الزمالك ، وتبين أن مرتضى ليس السبب الوحيد ولا الرئيسي في أزمات الزمالك ، ولكن يبدو أن اسم الزمالك فقط هو الذي يثير تلك الأزمات وكان الله في عون جماهيره المسكينة والصابرة. ففي الفترة السابقة شهد نادي الزمالك العديد من السلبيات التي لا تعد ولا تحصى ، من ضمنها الفشل في إتمام التعاقد مع عمرو زكي وعدم نجاح الزمالك في ضم أي لاعب سوى لاعبين فقط أحدهما جيد وهو أسامة حسن والاخر جيد ولكنه "بتاع مشاكل" وهو عمرو الصفتي الذي أعتبره صورة مصغرة من ابراهيم سعيد. كما فشل مجلس الإدارة في احتواء أزمات الجهاز الفني الكثيرة مع اللاعبين الكبار أمثال محمد عبد المنصف وإبراهيم سعيد وطارق السيد وجونيور ، أفضل لاعبي الزمالك في رأيي ، وأخيرا قائد الفريق حازم إمام الذي قرر كاجودا سحب شارة القيادة منه ، ويبدو أن كاجودا علم بقرار جوزيه بسحب شارة القيادة في الاهلي من الحضري فقرر أن يقلده ظنا منه بأن هذه "التقليعة" تدل على قوة الشخصية و"الحمشنة" على رأي محمد نجم. الزمالك لم ينجح في تجديد التعاقد مع محمد ابو العلا ، كما قرر الاستغناء عن عدد كثير من لاعبيه منهم لاعبين جيدين أمثال محمد عبد المنصف وأحمد بكري وفرج شلبي وإبراهيم سعيد ، ومنهم لاعبين غير جيدين أمثال مدحت عبد الهادي وإدسون سوزا وكينجسلي وعادل فتحي ، رغم أن قرار الاستغناء عنهم خاطىء تماما حتى في ظل مستواهم المتواضع لأن الزمالك لم ينجح في التعاقد مع بدلاء لهم ، وبالتالي فإن بقائهم أفضل خاصة وأن قائمة الزمالك حاليا تضم 20 لاعبا فقط ، أي أنه يجب عليه شراء عشرة لاعبين جدد في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها.
"ورغم ابتعاد مرتضى توالت مشاكل وأزمات جديدة على الزمالك ، وتبين أن مرتضى ليس السبب الوحيد ولا الرئيسي في أزمات النادي ، ولكن يبدو أن اسم الزمالك فقط هو الذي يثير تلك الأزمات" بالاضافة إلى كل ذلك تفاوض الزمالك لضم لاعبين لا يستحقون شرف ارتداء الفانلة البيضاء مثل عبد الستار صبري الذي أصبح على مشارف الاعتزال ، ولاعب آخر يدعى مجدي عطوة كان احتياطيا في فريق إنبي ولم يشارك معه سوى دقائق معدودة طوال موسمين كاملين ، كما قام الزمالك في الفترة الماضية بتجربة العديد من اللاعبين متواضعي المستوى لضمهم للفريق ، وأصبح الفريق حقل تجارب وكان أي شخص أسمر البشرة يمر من أمام النادي يتم تجربته مع الفريق ، حتى "عم عثمان" الحارس في البناية المجاور تم تجربته في مركز رأس الحربة! وحتى على الصعيد الأخلاقي دارت مشادة عنيفة بين أعضاء مجلس ادارة الزمالك في أحد الاجتماعات الرسمية امتدت الى التشابك بالألفاظ وإلقاء زجاجات المياه على بعضهم البعض ، وكل ذلك في غياب مرتضى. وأعتقد أن الكاتب الكبير علاء الأسواني مؤلف الرواية الناجحة "عمارة يعقوبيان" والتي تحكي أحوال نماذج عديدة ومختلفة من البشر تجمعهم عمارة واحدة ، لم يكن يتصور أن هذه الرواية الخيالية قد تتحقق بالفعل في الواقع بطريقة مشابهة ، حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين يمتلكون فكرا ورؤية مختلفة تماما عن بعضهم البعض ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ويجمعهم نادي واحد هو نادي الزمالك الكائن بميت عقبة الذي ألقبه بنادي "ميتعقبيان". فللأسف الشديد ، نجد أن تعاقب مجالس الادارت المختلفة على الزمالك تزيد بشدة من المشاكل والأزمات داخل النادي ، خاصة وأن كل مجلس يأتي يحاول أن يهدم ما بناه المجلس السابق ويبدأ في تحطيم جميع قراراته وعمل عكسها تماما. ولعل ذلك يتضح من قرارات مجلس جاسر بالاستغناء عن لاعبين أمثال سوزا وكينجسلي وجونيور وابراهيم سعيد وعادل فتحي وفرج شلبي وجميعهم لاعبين تعاقد معهم مرتضى منصور ، كما قرروا الإبقاء على كاجودا ورمزي بدون تفكير لأن مرتضى لا يحبهم ، كما تم الإبقاء على جمال حمزة وتعديل تعاقده للسبب نفسه ، وبالطبع فإن الحال سيختلف تماما الان بعد عودة مرتضى ، ففي رأيي أن مرتضى سيتخذ قرارا باقالة الجهاز الفني للفريق ، وسيعيد معظم اللاعبين الذين قرر كاجودا الاستغناء عنهم ، وسيبقي على إبراهيم سعيد في الزمالك مع ترضيته ماديا ، وربما يقوم باستبعاد جمال حمزة من الفريق. ومشكلة عدم الاستقرار وتعاقب الإدارات في الزمالك تؤثر كثيرا بالسلب على الفريق ، خاصة في ظل الأزمة المالية التي يمر بها النادي ، فقد علمت مثلا